وعى واصطفاف المصريين أكبر وأقوى من كل محاولات شق الصف والفتنة.. وما حققناه خلال الـ7 سنوات من عدل ومساواة وتسامح واعتدال وتعايش ومحبة ومواطنة.. هو صمام الأمان لحماية بلد أصبحت قبلة العالم للاستفادة من تجربتها الملهمة.. فى نبذ التعصب والتطرف والتشدد. ودحر الإرهاب.
المؤامرة ما تزال مستمرة وتنشط كلما ازدادت معدلات النجاح.. واقتراب الدخول فى عصر «الجمهورية الجديدة».. وحدة واصطفاف المصريين.. وانتصاراتهم ونجاحاتهم وإنجازاتهم أقوى من أى محاولات لتدوير «عفن» الماضى.
محاولات كسر إرادة المصريين.. وشق الصف تفشل وتتحطم على صخرة الوعى.. ودولة المساواة والعدل والتسامح.. المخططات لن تتوقف طالما نحن نتقدم.
من يعتقد أن المؤامرة على مصر انتهت فهو مخطئ.. ومن يتصور أن المعركة انتهت فهو واهم.. فمن ينظر على رقعة المشهد يجد تحركات ومحاولات لضرب الحالة المصرية الخلاّقة والفريدة فى تماسكها ووحدتها واصطفافها.. وأيضًا فى نجاحاتها وإنجازاتها.. وكذلك فى مكانتها وثقلها وإعادة تمحورها على سدة المنطقة.. وامتلاكها قوة الحكمة والرؤية.. وأيضًا القدرة على الرد والردع فليس شرطًا أن تستخدم قوتك المادية.. ولكن غيرك يعلمها جيدًا ويعرفها ويحفظها عن ظهر قلب وبدليل قوة دبلوماسية الخطوط الحمراء المصرية.
أتذكر قول الرئيس عبدالفتاح السيسى دائمًا: «كلما ازدادت الهجمة شراسة أدركنا اننا على الطريق الصحيح، وأيضًًا قول الرئيس السيسي: «كلما سعت مصر للتقدم حاولوا كسر قدميها».. لذلك لن تتوقف محاولات ضرب المشروع المصرى وبث الفتنة وشق الصف.. وهدم الاصطفاف.. خاصة وأن مصر تحقق معدلات تقدم غير مسبوقة وبطبيعة الحال فإن النجاحات المصرية الهائلة تلفت النظر إليها وبالتالى تتلقى استهدافًا خطيرًا وتهديدات عظيمة لأن مصر تقف حجر عثرة فى وجه الطامعين والمؤججين للصراعات فى المنطقة.. تتصدى وتحشر المجتمع الدولى ضد مغتصبى سيادة الأوطان وإرادة الشعوب والحقوق المشروعة للآخرين طبقًا للقانون الدولي.
المشهد الدولى والإقليمى ينذر بكوارث وبمخاطر كبيرة على الصعيد الأمنى والعسكرى والإنسانى والاقتصادى لا مجال منه إلا للمصالح والحسابات ومحاولات الضرب تحت الحزام.. فهل يمكن أن تكون المؤامرة التى صاغها الغرب بما سمى الشرق الأوسط الكبير أو الربيع العربى سببًا فى اندلاع حرب أو صراع دولى غربي.. فما يحدث على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا سببه اللاجئون الذين شردوا وتركوا أوطانهم ودولهم التى سقطت وذهبت فى مهب الريح.. وهو نتاج مؤامرة 2011.. فالغرب يدفع الثمن الآن.. وربما يحدث ما لا يحمد عقباه.
عمومًا ليس هذا موضوعنا وربما نناقشه فى مقالات قادمة. لكن ما يعنينى أنه كلما حققت مصر نجاحات وتقدمت للأمام تسدد السهام والضربات فى محاولة للنيل منها وتعطيلها وهدم نجاحاتها وضرب لحمتها واصطفافها.. ودعونا نبدأ على مدار عقد كامل من الزمان توالت الضربات والطعنات على مصر إلا أنها صمدت ونجت من أخطر مؤامرة فى تاريخ مصر.
الحقيقة أن مناخ الفوضى ومحاولات تقسيم المصريين إلى معسكريين كان أمرًا ينذر بخطر داهم.. ولولا رعاية الله وحكمة وشرف ووطنية الجيش المصرى العظيم لسقطت مصر مع الدول التى تعرضت للسقوط.
الأمر الذى يمكن أن نرصده من محاولات ضرب اللحمة والاصطفاف المصرى.. بدا واضحًا بعد نجاح ثورة 30 يونيو العظيمة ومحاولات تركيع المصريين وكسر إرادتهم فى عزل نظام متآمر عميل وخائن تجسد فى إشاعة الكذب والإرهاب والعنف الذى توالت عملياته فى كافة ربوع البلاد.. وفى القلب منها سيناء.
وبدأت المؤامرة على كسر إرادة المصريين وإعادة البلاد إلى الوراء من خلال مخططات «خشنة» وعنيفة ومسلحة من خلال الإرهاب الاسود الذى تقوده جماعة الإخوان المجرمين وباقى الجماعات والميليشيات التى خرجت من رحم أشرس تنظيم إرهابي.. وتصدر الدولة المصرية ومؤسساتها وفق رؤية شاملة وثاقبة من القيادة السياسية لهذا المخطط الإرهابى ونجح أبطال الجيش والشرطة فى دحر جماعات الإرهاب وتوجيه ضربات استباقية للبؤر الإرهابية.. وتدمير تمويلاتهم وكشف مخططاتهم.. ومناطق أسلحتهم.. شهدت مصر هجمة شرسة من الإرهاب الممول والمدعوم من الخارج فى محاولة لتوتير وإشاعة الفوضى وإحباط المصريين لكن الدولة المصرية انتصرت.
الأمر الأخطر والذى تزامن مع عمليات الإرهاب الإجرامية هو انتشار منصات الإعلام الإخوانية المعادية والممولة من دول وأجهزة مخابرات أجنبية وإقليمية لنشر وترويج الأكاذيب والشائعات وحملات التشكيك والإساءات والتشويه وتحريض المصريين على الفتنة وشق الصف وتحركت الأفاعى الإخوانية والمعادية لضرب اللحمة المصرية بعد فشل الإرهاب الإخوانى المدعوم من تحقيق أهدافه وانتصار الدولة المصرية على الإرهاب وتطهير البلاد من دنسه.. ورغم فشل الإرهاب إلا أن منصات الكذب استمرت لكن وعى المصريين وإنجازات الواقع وإلمام المواطن بالحقائق من خلال إعلام يلتزم بأعلى درجات الشفافية وحكومة تعلن كل شيء بوضوح وشفافية دون أى حجب للمعلومات الصحيحة وقبل كل ذلك.. كانت ومازالت شفافية الرئيس عبدالفتاح السيسى مع شعبه وإحاطته للمصريين بكافة التحديات والتهديدات هى أساس بناء الوعى الحقيقى الذى تصدى لحملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك وترسخت ثقة المصريين فى قيادتهم السياسية والتى كانت صمام الأمان للأمن والاستقرار واللحمة الوطنية.
ومع نجاح الدولة المصرية ومؤسساتها فى التصدى للمخططات الخشنة وحملات الأكاذيب على المنصات الإخوانية.. بدأنا مرحلة أخرى من محاولات نشر الوعى المزيف فى التشكيك فى كل القرارات المصرية التى تعمل على امتلاك القوة والقدرة.. وإشاعة مناخ الأكاذيب والطعن فى القرارات التى تتخذها الدولة من أجل حماية الأمن القومي.. وتعرضت البلاد لمحاولات لتهديد أمنها القومى فى الغرب والجنوب إلا أن حكمة القيادة السياسية أفشلت كل هذه المخططات وبالتالى ازداد جدار الثقة والمصداقية صلابة.
الأخطر فى هذه المرحلة التى تتقدم فيها مصر نحو «الجمهورية الجديدة» هو محاولة تدوير أساليب قديمة وإعادتها إلى المشهد سواء لتشويه الدولة المصرية من خلال التجاهل التام لكل الإنجازات والنجاحات وبناء الإنسان والحياة الكريمة التى حصدها المصريون خلال السبع سنوات الماضية وقضت على كل مظاهر القبح والعشوائيات والمناطق غير الآمنة.. وهو نفس المنهج الذى استخدم قبل يناير ١١٠٢ فى تهيئة المناخ لما جرى خلال الربيع العربى المزعوم من أفلام سينمائية درامية وإعلام خاص.. وصحف خاصة فى خلق حالة من السخط والاحتقان بين الدولة والمواطن.. وإيجاد حالة من الإحباط لدى المصريين.. وتشويه صورة مصر فى الخارج.
لكن الأكثر خطورة هو محاولة ضرب جدار الوحدة الوطنية.. واللحمة الوطنية والاصطفاف الوطنى من خلال استدعاء سيناريوهات قديمة بشخوص ملفوظة ومطرودة تعمل على محاولة خلق حالة من الاحتقان بين المصريين وتأجيج الفتنة.. لكن الجدار الصلب الذى تم بناؤه على مدار السبع السنوات الماضية فى «مصر ــ السيسي» قادر وبثقة وثبات على التصدى وإحباط وإفشال كل هذه المخططات التى تدار من الخارج وتستهدف ضرب اللحمة الوطنية.
وللأسف الشديد.. ان من خططوا لإحداث فتنة أو وقيعة بين المصريين تحلوا بالغباء.. فمصر هى بلد المواطنة والتسامح والتعايش والاعتدال قضت خلال السنوات الماضية على كل ملامح التطرف والتعصب والتشدد. ولا تفرقة بين مواطنيها بل الجميع سواسية كأسنان المشط وعلى قلب رجل واحد هدفهم بناء وطنهم يتمتعون بنفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.
ولقد تجاهل هؤلاء الأغبياء أن مصر أصبحت قبلة التسامح والاعتدال وصاحبة تجربة ملهمة فى دحر التطرف والتعصب والعنصرية ولم يعد هناك مجال لفتنة فالعالم الغربى وفى القلب منه أوروبا عندما تعرض لهجمة إرهابية شرسة كانت مصر هى قبلتهم للاستفادة من تجربتها فى نشر العدل والمساواة والقضاء على التطرف والتعصب والتشدد والإرهاب من خلال مقاربة ورؤية شاملة تشمل كل المجالات لكن الغرب الذى استبيح تحت شعارات الديمقراطية تعرض لحالة «تعرى أمنى» فاضحة.. وتحولت الأفعى التى يحيطونها بالعناية والاستضافة إلى القتل والإرهاب ونشر سموم الكراهية والإجرام.
وصخرة الوعى واللحمة الوطنية المصرية لا يمكن أن تنكسر فى ظل واقع زاخر بالعدل والمساواة والتسامح ولا يمكن لسهام الخارج المسمومة أن تنال من وحدة المصريين وكونهم على قلب رجل واحد.. ولعل انتفاض مؤسسات الدولة الوطنية ورفعتها القاطع لمحاولات شق الصف والفتنة تجسيد حقيقى لصلابة وعى ووحدة المصريين.
هناك أيضًا أمر آخر لا يقل خطورة عما سبق.. وهو الرهان على أفاعى الداخل فهؤلاء ليس فى عقيدتهم الولاء للدولة المصرية.. ولا يمكن أن نأمن لكل من تلطخت يداه بدماء المصريين أو تلوثت بالتمويل الأجنبى المعادى للوطن للإضرار بالدولة المصرية.. فإن هؤلاء لا يعرفون إلا نشر السموم ومحاولة علاجهم واحتوائهم لا شك ستفشل فمن شب على شيء شاب عليه و«ذيول الكلاب لا تنعدل أبدًا».
أعيد وأكرر، أن الوعى الحقيقى سيظل هو صمام الأمان لحماية الدولة المصرية.. ولابد أن نبذل قصارى جهدنا فى بناء الوعي.. وهذه معركة مصيرية لأن الوعى والفهم والإدراك لتحدياتنا والإلمام بالتهديدات ونوايا أهل الشر هو نقطة مفصلية فى تأمين جدار الاصطفاف والوحدة واللحمة الوطنية.
الجزء القادم من المعركة هو الأصعب والأخطر.. وعلى الإعلام والمؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية والتربوية أن تبذل جهودًا أكثر وتدرك مفردات الخطاب المعادى بل وتستبق هذا الخطاب فى توضيح أهداف الأعداء وبناء الوعى القوى والحقيقى لدى جموع المصريين.. لأن المؤامرة تنشط مع ارتفاع سقف الطموح المصري.. والتقدم نحو أهداف الدولة المصرية.. فنحن على مشارف جمهورية جديدة كل شيء فيها «زى ما الكتاب بيقول» وهناك من لا يريد لمصر أن تنجح وتقوى وتتقدم.
احتـــرس
احترس من الصديق أكثر من احتراسك من العدو.. لأنك تعرف جيدًا عدوك.. لكن عندما يتحول صديقك إلى عدو.. فإن ذلك يؤكد أن المصالح وربما المكايدات أو ربما نجاحك يزعج الجميع.. المهم أن تواصل طريقك حتى بلوغ القمة.