«جواسيس إسرائيل دمروا العلاقات مع تركيا».. وتحرك عاجل من قادة الاحتلال
يبدو أن أزمة سياسية جديدة تلوح في الأفق بين إسرائيل وتركيا، وربما تتسبب في توتر العلاقات بينهما من جديد، فقبل أيام أعلنت صحف تركية القبض على 15 إسرائيلية بتهمة التجسس، وهو ما نفته إسرائيل، لكن وفي صفعة جديدة أعلنت تركيا القبض على زوجين إسرائيليين بتهمة التجسس وتصوير القصر الرئاسي بتركيا، وهو ما لا تتمكن إسرائيل من نفيه، وباتت في مأزق حقيقي للتعامل مع الأزمة وتسعى بكل طاقتها للإفراج عن الزوجين.
وعلى الفور حثت إسرائيل تركيا على إطلاق سراح إسرائيليين متهمين بالتجسس بزعم التقاطهما صورا لمقر الرئاسة في اسطنبول، بعدما تم القبض على ناتالي وموردي أوكنين، وهما سائقي حافلات من مدينة موديعين الإسرائيلية، الأسبوع الماضي بعد أن أبلغ عنهم موظف في مطعم برج تشامليجا باسطنبول.
وكانت الزوجة ناتالي التقطت مقطع فيديو لمنزل في اسطنبول ولم تكن تعرف طبيعة المنزل، من مطعم في برج مرتفع، وأرسلتها على جروب لعائلتها على الواتسآب، وكتبت تعليقها "يا له من منزل جميل"، وبعدها اختفيا عن الأنظار، وأبلغت شقيقة ناتالي السلطات الإسرائيلية عن اختفائها وعدم عودتها في الموعد المحدد.
ووفقا لشبكة "BBC" البريطانية يُزعم أن الزوجين شوهدا يلتقطان صورًا من مطعم في برج تشامليجا فيما ذكرت وكالة أنباء "الأناضول" التركية يوم الجمعة أنه تم القبض على إسرائيليين ومواطن تركي بعد أن قال موظفون في مطعم برج تلفزيون وراديو تشامليجا الذي يبلغ ارتفاعه 369 مترا (1211 قدما) للشرطة إنهم كانوا يلتقطون صورا للرئيس رجب طيب أردوغان بمقر إقامته.
تم استجواب الزوجين من قبل المدعين قبل إحالتهم إلى المحكمة، حيث اتهمهم قاض بـ "التجسس السياسي والعسكري" ومدد احتجازهم لمدة 20 يومًا على الأقل.
مساع إسرائيلية
ورفض محامي الزوجين الإسرائيلي نير ياسلوفيتز هذه المزاعم، وقال لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن "جريمتهما الوحيدة هي تصوير قصر أردوغان خلال رحلة بريئة على متن قارب".
ووفق تصريحات المحامي فإنه قد حدد المبنى على أنه قصر Dolmabahce الذي يطل على الواجهة البحرية، وأنه لم يتم استخدامه كمقر إقامة رئاسي منذ عقود ، على الرغم من استخدام أجزاء منه كمكتب عمل رئاسي، ويقع المقر الحالي ، قصر هوبر ، في مكان آخر من المدينة.
وبمجرد القبض عليهما أمر قاضٍ تركي بضرورة حبسهم احتياطياً على ذمة المحاكمة، ووصف محاميهم الإسرائيلي الاتهامات بأنها "لا أساس لها" وأصرت إسرائيل على أنهم لا يعملون لدى أي وكالة إسرائيلية.
وقال رئيس الوزراء نفتالي بينيت يوم الأحد "هذان مدنيان علقا الخطأ في وضع معقد"، مضيفا "تحدثت أمس مع عائلتهما ونحن نبذل قصارى جهدنا لحل المشكلة".
وغرد وزير الخارجية يائير لبيد أن المسؤولين الإسرائيليين يعملون "على مدار الساعة" لتأمين إطلاق سراح الزوجين.
وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إنه "مقتنع" ببراءة الزوجين وأكد أنهما "لا يعملان لحساب وكالة إسرائيلية".
وأطلقت عائلة الزوجين حملة إلكترونية يوم السبت، لجمع تبرعات لتمويل تكاليف الدفاع عنهما والاستعداد لمعركة قضائية طويلة مع السلطات التركية.
وقالت العائلة إن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ، تحدث معها يوم السبت، مؤكدا ثقته في براءتهما، وتعهد بإعادتهما إلى إسرائيل وأن وزير الخارجية يائير لبيد يتعامل مع الموقف بنفسه.
تحركات تركية ضد إسرائيل
وكشفت وكالة الأناضول الرسمية التركية، أن السلطات اعتقلت الزوجين الإسرائيليين يوم الجمعة، بتهمة التجسس لتصوير منزل أردوغان، من برج تشامليكا، وهو برج اتصالات في اسطنبول به منصات لمشاهدة معالم المدينة من أعلى.
كما أعلنت وزارة الخارجية أن السلطات التركية وافقت على السماح لدبلوماسيين إسرائيليين بالقيام بزيارة قنصلية عاجلة.
في الشهر الماضي ، ذكرت وسائل إعلام تركية أن السلطات التركية ألقت القبض على 15 رجلاً للاشتباه في قيامهم بالتجسس لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد، ونفى نائب مدير الموساد السابق أن يكونوا جواسيس إسرائيليين.
وكانت قد توترت العلاقات بين إسرائيل وتركيا منذ الغارة الإسرائيلية الدامية عام 2010 على سفينة تركية كانت تحاول كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.