على خشبة مسرح قاعة إيوارت التذكارية، والتي تغّنت من فوقها أم كلثوم بأروع أغانيها، قدمت جماعة الشعر العربى بالجامعة الأمريكية أجمل الأبيات الشعرية عن الغربة فى الشعر العربى، وذلك فى الأمسية الشعرية الرقمية التي أقيمت اليوم الثلاثاء 9 نوفمبر الجارى.

هذه الأمسية هي الجزء الثانى من أمسية الغربة فى الشعر العربى التي سبق وأن قدمتها جامعة الشعر العربى بالجامعة الأمريكية منذ عدة اشهر من خلال "اللايف ستريم" مع موقع “AUC Alumni”، ولاقت استحسان قطاع كبير من الجمهور عبر النت – أما الجزء الثانى من الأمسية، والذى أُقيم مؤخراً فقد قُدﱢم حيًا أمام جمهور مسرح إيوارت وعلى "اللايف ستريم" فى نفس الوقت، وذلك تحت رعاية مكتب الخريجين بالجامعة الأمريكية وبإشراف ريموندا رائف ومنار أيوب، فهما تقدمان كل العون والدعم لخريجى وخريجات الجامعة لمد جسور التواصل مع جامعهم فى كافة المجالات، فقامتا بتلك المهمة مع جماعة الشعر العربى بالجامعة، وقدمتا لها الدعم اللازم باعتبارها أمسية استثنائية، والأمسية الشعرية الرقمية الأولى من نوعها التي تقدمها جماعة الشعر العربى.

تأسست جماعة الشعر العربى بالجامعة عام 1982، على يد علا مشرف، وكان الهدف من إنشائها هو جمع الطلبة والطالبات من هواة ومحبى الشعر العربى، وإحياء هذا الفن الرفيع، وتقديمه بشكل جميل ومحبب لطلبة وطالبات الجامعة الأمريكية.

وهذا هو ما تقوم به جماعة الشعر على مدى أكثر من 35 عامًا متواصلة، قدمت خلالها باقة من الأمسيات، والندوات، والعروض المسرحية المميزة، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا، ومازالت.

قامت بتقديم أمسية الغربة فى الشعر العربى من على مسرح إيوارت عايدة حَمَد ومصطفى أبو جمرة وشهيرة خليل.. كما قامت ندى طنطاوى بإدارة حوار الأمسية وطرح أسئلة جمهور القاعة، أما هالة رشدى فقامت بإدارة الحوار عن طريق تطبيق "الزووم" من المملكة المتحدة حيث تقيم منذ سنوات، كما قامت نعمت المنيلاوى بمداخلة مهمة عبر "الزووم" أيضًا حول قصيدة "غريب على باب الرجاء" للشاعر الكبير طاهر أبو فاشا..

وقام كل أعضاء جماعة الشعر العربى بالجامعة الأمريكية بإهداء الجزء الثانى من الأمسية إلى مؤسِسة جماعة الشعر علا مشرف، فكتبت عنها ماجدة بركة كلمة مهمة، قرأتها شهيرة خليل، وذلك لإبراز دور علا الكبير فى إنشاء جماعة الشعر، والحفاظ على أداء دورها التنويرى على مدى سنوات طويلة – وقد تم عرض مادة فيلميه قصيرة عن مسيرة علا مشرف، أعدتها ندى طنطاوى.

بعدها، قدم أعضاء جماعة الشعر العربى باقة من القصائد المنتقاة تعبر عن فكرة الغربة وأنواعها المختلفة.

فأنشد مصطفى أبو جمرة قصيدتيه "معلم الفيزياء" و"الشبكة لا تنزل إلى النهر"، وأنشدت ماجدة بركة قصيدتيها "القوقعة" و"كالعرجون"، وألقت علا مشرف ومعتز نور الدين قصيدة ذكريات للشاعرة نازك الملائكة، أما قصيدة غريب على باب الرجاء للشاعر طاهر أبو فاشا فقد ألقاها معتز نور الدين وشهيرة خليل...

كما قامت ماجدة بركة ومعتز نور الدين وهالة رشدى وشهيرة خليل وعلا مشرف بإلقاء قصيدة "خمس قصائد إلى أمى" للشاعر نزار قبانى..

بعدها، فُتح باب النقاش مع جمهور قاعة إيوارتـ والجمهور أون لاين عبر اللايف ستريم، وأثيرت عدة قضايا مهمة منها على سبيل المثال لا الحصر: اللغة العربية وما حولها من إشكاليات عديدة، وتراجع الشعر على حساب الرواية، والتكنولوجيا الحديثة وأثرها على الشعر واللغة العربية، وطرق استعادة تذوق وحب الشعر وخاصة عند الأطفال والشباب.

حضر الأمسية باقة مميزة من الضيوف والشباب الذى شارك مشاركة إيجابية فى الحوار والتفاعل مع القصائد التي استمعوا إليها، فأثروا الأمسية بأسئلتهم، والقضايا المهمة التي طرحوها.

واختتمت الأمسية بكلمة صادقة مؤثرة من د. حنان النجار الأستاذ بجامعة الأزهر، ووالدة علا مشرف مؤسِسة جماعة الشعر العربى.

فقالت الدكتورة حنان "إنها سعيدة بحضور هذه الأمسية، وقدّمت الشكر لمكتب الخريجين، ولجماعة الشعر وقالت: "إن علا ستكون سعيدة بكل ماُقدّم، فهى أشعلت الفتيل، واطمأنت، ورحلت، وهذه نعمة كبيرة.."
فكانت هذه الكلمة خير ختام لأمسية الغربة التي حظيت باستحسان الجمهور، وكل محبى الشعر العربى من الشباب، وطلبة وطالبات الجامعة الأمريكية والمتخصصين.