صالحة سليم.. فنانة متعددة المواهب تسعى لكسر جمود ثقافة المقاهي والمطاعم
كانت تنتهي من واجباتها تجاه صغيرها والذي أصبح أبا اليوم، وفي أثناء نومه تمارس هوايتها الفنية التي صقلتها من خلال مشاهدة الفقرات الفنية في برامج المرأة، بالإضافة إلي تلقي الكورسات لدي الخبراء والمتميزين في المجالات الفنية ثم اعتمدت علي مشاهدة الفيديوهات التعليمية التي اعتبرتها كنزا، ففي بدايتها كانت تتمني أن تجد فقرة في برنامج أو خبير ينقل إليها خبرته مهاراته الفنية التي كانت شغوفة بتعلمها.
تعد صالحة سليم فنانة من طراز فريد، فهى متعددة الثقافة، فدرست الإعلام، واهتمت بموضوعات المرأة، ودرست العلوم الشرعية والإنسانية؛ تمتلك الكثير من المواهب والمهارات الفنية؛ تؤمن أن الفن للفن في شغفها له، وأن للفن رسالة عندما تفكر في إبداع عمل فني متميز يهدف إلى الارتقاء بالإنسان.
بدأت رحلتها الفنية التي طرقت فيها أنواع مختلفة من الفنون التشكيلية في منتصف التسعينات؛ وفي محطتها الخامسة للفن وهي المحطة الحالية أرادت أن تستخدم الفن ليس فقط من أجل الارتقاء بالذوق والمشاعر، بل بهدف تعليم الأطفال بعض المهارات الحياتية، فبدأت في تصميم ومحاكاة ما يسمي بـ"الكتاب التفاعلي" وهو عبارة عن كتب مهارات مصنوعة من القماش الجوخ؛ تتميز أنها لا تتمزق، وتعمل علي دمج الأداء الحركي والذهني لدي الطفل.
تحكي صالحة سليم تجربتها معالكتاب التفاعلي، فقالت إنه رغم وجود منذ سنوات عديدة إلا أن الاختلاف يكمن في الأفكار والتنفيذ من شخص لآخر، لافتة إلى أنه يتخذ أشكال متعددة مثل؛ نموذج تعلم المهارات الحسابية، ونموذج تعلم المهارات الحياتية؛ وتعلم الطفل النظام بطريقة محببة مثل ربط الحذاء، وترتيب السرير، وغسل الأسنان؛ بالإضافة إلى "الكويت مات" بمعني سجادة الأنشطة التفاعلية ، ففي إحدى السجادات ركزت على تعلم الطفل نشاط الصيد من خلال استخدام سنارة بواسطة المغناطيس .
وقبل تجربة الكتاب التفاعلي، كانت صالحة سليم تحاول نشر فنها عبر استخدام ألوان الإكريلك ؛ ففي عام 2006 كانت تحضر معرض ربيع مصر وسوريا بساقية الصاوي؛ الذي أقامته الفنانة قمر النحاس، وانبهرت باللوحات التي تملأها المناظر الطبيعية، ووجدت في ألوان الإكريلك المبهجة ضالتها لتعبر بها عن حبها لجمال الطبيعة.
قررت صالحة أن تتعلم هذا الفن؛ وكعادتها في كل شغف دعمته بالكورسات، والذي تعلمت من خلاله المبادئ الأساسية لرسم أي منظر طبيعي والخطوط العريضة لأي لوحة أرض وسما بألوان الإكريلك؛ قائلة: رغم أ ن موهبتي في الرسم لم تكون قوية؛ ولكني تعلمت الرسم بألوان الإكريلك بالمحاكاة، ويعد رسم المناظر الطبيعية من أقرب الأعمال التي نفذتها.
وتابعت صالحة سرد تفاصيل رحلتها الفنية: قبل الرسم بألوان الإكريلك استخدمت عجينة السيراميك في صناعة الزهور والورود؛ لتزيين الزهريات "الفازات" واللوحات؛ وقد تعلمت هذا الفن خلال البرامج وأصقلته بالكورسات .
وأضافت قائلة في أواخر التسعينات تعلمت فن الديكوباج من خلال كورسات؛ وهو عبارة عن تجسيم أي منظر من خلال رسم الأبعاد، وقد جذبني إنتاج لوحات المستشرقين التي وصفت معالم القاهرة القديمة، في حين أنتجت ورد الكريستال بالسلك والخرز في في المحطة الأولى في مشواري الفني.
وتابعت: ممارسة الفن وتذوقه يعلو بروح الفنان، ومن ثم الثقة في النفس، فضلا عن مهارة استثمار الوقت في إنتاج عمل فني نافع بعيدًا عن ثقافة المقاهي والمطاعم التي لم تترك شيئا من ميزانية لتذوق الفن.
وعن المشكلات التي واجهتها أثناء رحلتها الفنية الطويلة والمتنوعة، أشارت إلى مشكلة تسويق المنتج هي المشكلة الأساسية التي تقابل الفنانين وتجعلهم يتوقفون في مراحل مبكرة ؛عندما يتراكم الإنتاج والخامات دون تسويق، لافتة أن السبب ليس في التسويق فحسب؛ بل إن طبيعة السوق المصري وطغيان ثقافة المقاهي والمطاعم لم تترك فائض من ميزانية الأسر لشراء الأعمال الفنية .
كلمات السر ضد الإحباط
ووجهت صالحة سليم نصيحة لزملائها الواعدين بمحاولة توسيع دائرة معارفهم حتي يسهل تسويق إنتاجهم، مع عدم الإسراف في شراء الأدوات و الخامات في بداية مشوارهم الفني؛ فضلا عن أهمية عدم التوقف عن ممارسة الفن ولو بأبسط الإمكانيات؛ فالفنان الحقيقي يجد في أعادة تدوير الأشياء من حوله خامات مناسبة لإخراج أعمال فنية، كذلك ترى أن ممارسة الفن لا تحتاج إلى كامل الموهبة بل تحتاج إلي الشغف و الإرادة والتعلم والمحاكاة.
وأكدت أهمية التعلم الإلكتروني الذي استفادت منه كثيرا، واستثمار الإنترنت والسوشيال ميديا في شيء مفيد خاصة أن أسعار الكورسات باهظة، ويمكن أن تؤدي إلي الإحباط في بداية المشوار في حين أن المادة متاحة علي الإنترنت فيديوهات عربية وأجنبية تتميز بالثراء والإيجاز بجانب أنها مجانية.