رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


رجل‭ ‬صدق‭ ‬ما‭ ‬عاهد‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬

21-11-2021 | 14:05


أحمد أيوب

‎مصر‭ ‬المحروسة‭ ‬برجالها‭, ‬المحمية‭ ‬بأبطالها‭, ‬مصر‭ ‬القوية‭ ‬بجيشها‭, ‬الصلبة‭ ‬بإرادة‭ ‬أولادها‭, ‬ولادة‭ ‬يا‭ ‬مصر‭, ‬ومن‭ ‬خيرة‭ ‬ولادها‭ ‬المشير‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭, ‬بطل‭ ‬تحمل‭ ‬الصعاب‭, ‬مقاتل‭ ‬شهد‭ ‬بجسارته‭ ‬الأعداء‭, ‬والحق‭ ‬ما‭ ‬شهد‭ ‬به‭ ‬الأعداء‭, ‬راجعوا‭ ‬إن‭ ‬أردتم‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬شارون‭ ‬عن‭ ‬بسالة‭ ‬وقوة‭ ‬المقاتل‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬فى‭ ‬موقعة‭ ‬المعركة‭ ‬الصينية‭ ‬عندما‭ ‬طلب‭ ‬أن‭ ‬يقابله‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬له‭ ‬لشرم‭ ‬الشيخ‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬عاما‭ ‬واعتذر‭ ‬المشير‭. ‬

‎ربما‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬حكايات‭ ‬المشير‭  ‬طنطاوى‭ ‬وبطولاته‭ ‬وكيف‭ ‬كان‭ ‬دائما‭ ‬فدائيا‭ ‬مخلصا‭ ‬فى‭ ‬سبيل‭ ‬بلده،‭ ‬والسر‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬كعادة‭ ‬الأبطال‭ ‬لا‭ ‬يتحدثون‭ ‬كثيرا،‭ ‬يؤدون‭ ‬واجبهم‭ ‬فى‭ ‬صمت‭ ‬دون‭ ‬مزايدة‭ ‬أو‭ ‬متاجرة،‭ ‬كثيرون‭ ‬ألحوا‭ ‬فى‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬ليتحدث‭ ‬أو‭ ‬يكتب‭ ‬مذكراته،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬يرفض‭ ‬لأنه‭ ‬مؤمن‭ ‬بأن‭ ‬التاريخ‭ ‬وحده‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬ينصف‭ ‬ويحكى‭ ‬وأن‭ ‬المقاتل‭ ‬ليست‭ ‬مهمته‭ ‬الكتابة‭ ‬وإنما‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭. ‬

ورغم‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عاصر‭ ‬وعايش‭ ‬أحداث‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬25‭ ‬يناير‭ ‬يدرك‭ ‬بسهولة‭ ‬قيمة‭ ‬هذا‭ ‬الرجل،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬القدر‭ ‬ادخره‭ ‬لمصر‭ ‬كى‭ ‬يقود‭ ‬دفتها‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬العصيبة‭ ‬ليعبر‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬التحديات‭ ‬وينقذها‭ ‬من‭ ‬أشد‭ ‬المحن،‭ ‬قالها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬جملة‭ ‬مختصرة‭ ‬لكنها‭ ‬كاشفة‭ ‬لما‭ ‬بذله‭ ‬المشير‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬فى‭ ‬سبيل‭ ‬بلده‭ ‬“‭ ‬تحمل‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تتحمله‭ ‬الجبال”‭ ‬وأى‭ ‬جبل‭ ‬كان‭  ‬سيتحمل‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬مؤامرات‭ ‬وفتن‭ ‬ومخططات‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬وأى‭ ‬جبل‭ ‬كان‭ ‬سيصمد‭ ‬أمام‭ ‬ضربات‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬بهدف‭ ‬إسقاط‭ ‬مصر‭ ‬وتدمير‭ ‬جيشها،‭ ‬وإدخالها‭ ‬فى‭ ‬دوامة‭ ‬الفوضى‭ ‬القاتلة‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬لكن‭ ‬جبل‭ ‬المقاتل‭ ‬حمّال،‭ ‬والمشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬مقاتل‭ ‬صُلب،‭ ‬تعلم‭ ‬فى‭ ‬الميدان‭ ‬وقاتل‭ ‬فى‭ ‬أشرس‭ ‬المعارك‭ ‬وواجه‭ ‬أشد‭ ‬الأعداء‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يهاب‭ ‬الموت‭ ‬أو‭ ‬يخشى‭ ‬الخطر،‭ ‬وبجرأة‭ ‬المقاتل‭ ‬وخبرة‭ ‬السنين‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يجنب‭ ‬مصر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬مخططا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬خراب‭. ‬

كان‭ ‬يعرف‭ ‬جيدا‭ ‬مصدر‭ ‬الخطر‭ ‬ونقطة‭ ‬الفتنة‭ ‬التى‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬يصلوا‭ ‬إليها،‭ ‬وهى‭ ‬الوقيعة‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬والجيش،‭ ‬كان‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬طلقة‭ ‬واحدة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬لأعداء‭ ‬الوطن‭ ‬ما‭ ‬يريدون‭ ‬وتزج‭ ‬بمصر‭ ‬فى‭ ‬الفوضى‭ ‬التى‭ ‬يسعون‭ ‬إليها،‭ ‬فكان‭ ‬حصيفا‭ ‬عندما‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬حدود‭ ‬السلاح،‭ ‬وأن‭ ‬سلاح‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬لن‭ ‬يوجه‭ ‬أبدا‭  ‬إلى‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الثمن،‭ ‬كان‭ ‬يعرف‭ ‬حجم‭ ‬التحدى،‭ ‬والمخططات‭ ‬التى‭ ‬تحاك‭ ‬لإسقاط‭ ‬مصر‭ ‬والمؤامرات‭ ‬التى‭ ‬تنفذ‭ ‬بأيادٍ‭ ‬متعددة‭ ‬وفى‭ ‬مقدمتها‭ ‬جماعة‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬الوطن‭  ‬ولا‭ ‬تقدر‭ ‬قيمة‭ ‬ترابه،‭ ‬ولا‭ ‬يعنيها‭ ‬الاستقرار‭ ‬أو‭ ‬سلامة‭ ‬البلاد‭ ‬والشعب،‭ ‬كانت‭ ‬كل‭ ‬المخططات‭ ‬طريقها‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬ذهبت‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‭ ‬وليبيا‭ ‬لكن‭ ‬حكمة‭ ‬ورؤية‭  ‬المشير‭ ‬طنطاوي‭ ‬ومعه‭ ‬قادة‭ ‬المجلس‭ ‬العسكرى‭ ‬وعقيدة‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬وثبات‭ ‬رجاله‭ ‬كانت‭ ‬كلمة‭ ‬السر‭ ‬فى‭ ‬إنقاذ‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المصير،‭ ‬لم‭ ‬يستجيبوا‭ ‬لكل‭ ‬محاولات‭ ‬الاستفزاز‭  ‬الحقيرة‭ ‬التى‭ ‬مارستها‭ ‬تلك‭ ‬الجماعة‭ ‬ومن‭ ‬معها‭ ‬ضدهم،‭ ‬ولم‭ ‬يستسلموا‭ ‬لكل‭ ‬المخططات‭ ‬المدروسة‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬كل‭ ‬هدفها‭ ‬توريط‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬مع‭ ‬الشعب،‭ ‬كانت‭ ‬كلمة‭ ‬المشير‭ ‬الواضحة‭ ‬وقتها،‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬بجانب‭ ‬الشعب‭ ‬وليس‭ ‬ضده،‭ ‬الجيش‭ ‬ولاؤه‭ ‬الوحيد‭ ‬لشعب‭ ‬وأرض‭ ‬مصر،‭ ‬كانت‭ ‬كلماته‭ ‬التى‭ ‬تترجم‭ ‬سياسته‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬شئون‭ ‬البلاد‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬معبرة‭ ‬عن‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬بأن‭ ‬البلاد‭ ‬تحتاج‭ ‬لمثابرة‭ ‬وحنكة‭ ‬وحكمة‭ ‬‎وقراءة‭ ‬جيدة‭ ‬لكل‭ ‬تحرك‭ ‬وميزان‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬لكل‭ ‬كلمة‭ ‬أو‭ ‬قرار‭ ‬أو‭ ‬تصرف‭.. ‬‎صبر‭ ‬المشير‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭ ‬صبرا‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬يستهدف‭ ‬إنقاذ‭ ‬وطن‭ ‬من‭ ‬كارثة‭ ‬تنتظره‭.‬

دفع‭ ‬المشير‭ ‬ثمن‭ ‬هذا‭ ‬الصبر‭ ‬كثيرا،‭ ‬تحمل‭ ‬وصبر‭ ‬وهو‭ ‬يمسك‭ ‬بجمرة‭ ‬الوطن،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬يرفض‭ ‬أن‭ ‬يلقيها‭ ‬أو‭ ‬يفرط‭ ‬فيها‭ ‬لأنها‭ ‬ستحرق‭ ‬الأرض‭ ‬وتدمر‭ ‬البلاد،‭ ‬اتهامات‭ ‬باطلة‭ ‬طاردوه‭ ‬بها‭ ‬الأفاقون‭ ‬دون‭ ‬ضمير‭ ‬وبأساليب‭ ‬رخيصة،‭ ‬حاولوا‭ ‬بطرق‭ ‬شيطانية‭ ‬أن‭ ‬يورطوا‭ ‬اسمه‭ ‬فى‭ ‬دماء‭ ‬المصريين‭ ‬أو‭ ‬يزجوا‭ ‬به‭ ‬فى‭ ‬خلافات‭ ‬ومناورات‭ ‬سياسية،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬يقظا‭ ‬كالصقر،‭ ‬يقطع‭ ‬الطريق‭ ‬سريعا‭ ‬على‭ ‬المتربصين،‭ ‬ويفسد‭ ‬مخططات‭ ‬المتآمرين‭ ‬بحرفية‭ ‬ومهارة‭ ‬مقاتل‭ ‬يجيد‭ ‬مناورات‭ ‬القتال،‭ ‬قالها‭ ‬مرة،‭ ‬نعرف‭ ‬السياسة‭ ‬جيدا‭ ‬ونفهم‭ ‬ألاعيبها‭ ‬لكننا‭ ‬لا‭ ‬نمارسها‭ ‬لأننا‭ ‬لا‭ ‬نستهدف‭ ‬مكاسب‭ ‬شخصية‭ ‬ولا‭ ‬نبحث‭ ‬سوى‭ ‬عن‭ ‬الوطن،‭ ‬هكذا‭ ‬كان‭ ‬مبدأه‭ ‬الذى‭ ‬علمه‭ ‬لتلاميذه‭ ‬وأبنائه‭ ‬فى‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الذين‭ ‬حفظوا‭ ‬الأمانة‭ ‬وصانوا‭ ‬العهد‭ ‬وأصروا‭ ‬على‭ ‬إتمام‭ ‬الرسالة‭ ‬وحماية‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬السقوط‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭ ‬ومهما‭ ‬بلغت‭ ‬التضحيات‭. ‬

إلى‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬أزال‭ ‬أذكر‭ ‬كلمة‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭  ‬خلال‭ ‬حفل‭ ‬تسليم‭ ‬وتسلم‭ ‬قيادة‭ ‬الجيش‭ ‬الثانى‭ ‬الميدانى‭ ‬وهو‭ ‬يخاطب‭ ‬أبناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬مذكرا‭ ‬إياهم‭ ‬بأنهم‭ ‬تحملوا‭ ‬مسئولية‭ ‬صعبة‭ ‬لكنهم‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬عشر‭ ‬أمثالها،‭ ‬وأن‭ ‬عقيدة‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصر‭ ‬ضد‭ ‬العدائيات‭ ‬الخارجية‭ ‬لكن‭ ‬كتب‭ ‬عليها‭ ‬فى‭ ‬فبراير‭ ‬2011‭ ‬تولى‭ ‬مهام‭ ‬الوطن‭.‬

يومها‭ ‬قال‭ ‬المشير‭ ( ‬كان‭ ‬أمامنا‭ ‬عدة‭ ‬اختيارات‭ .. ‬لكننا‭ ‬فضلنا‭ ‬ألا‭ ‬نريق‭ ‬دماء‭ ‬المصريين‭ ‬لأننى‭ ‬وكل‭ ‬زملائى‭ ‬نفخر‭ ‬بأننا‭ ‬مؤمنون‭ ‬بالله‭ ‬إيمانا‭ ‬كاملا‭ ‬بأن‭ ‬دماء‭ ‬المصريين‭ ‬لا‭ ‬تراق‭ ‬لأى‭ ‬سبب‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬محاولات‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬المدفوعين‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬الذين‭ ‬يحاولون‭ ‬دائما‭ ‬الوقيعة‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬والقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬ولن‭ ‬نسمح‭ ‬لهؤلاء‭ ‬بأن‭ ‬يقودونا‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭).‬

وأضاف‭ ‬المشير‭ ‬وقتها‭ ‬مستكملا‭ ‬مخاطبته‭ ‬لأبناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬“‭ ‬تحملتم‭ ‬الكثير‭ ‬بدرجات‭ ‬تفوق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬مضى‭ ‬فخلال‭ ‬الحروب‭ ‬كان‭ ‬العدو‭ ‬أمامنا‭ ‬دائما‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬نهدمه‭ ‬أو‭ ‬نهزمه،‭ ‬ونصر‭ ‬أكتوبر‭ ‬كان‭ ‬أسهل‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬نحن‭ ‬فيه‭ ‬الآن،‭ ‬فهناك‭ ‬أجهزة‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تثنينا‭ ‬عن‭ ‬عزمنا‭ ‬ولن‭ ‬نسمح‭ ‬بذلك‭ ‬أبدا‭ ‬ومصر‭ ‬سوف‭ ‬تعبر،‭ ‬أرجو‭ ‬ألا‭ ‬تدخل‭ ‬الفرقة‭ ‬بينكم‭ ‬وألا‭ ‬تختلفوا‭ ‬أبدا‭ ‬وأن‭ ‬تنتبهوا‭ ‬إلى‭ ‬السُم‭ ‬الذى‭ ‬يسعى‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬دفعه‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان”‭. ‬

هكذا‭ ‬كانت‭ ‬كلماته‭ ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬كلمة‭ ‬كان‭ ‬ينطقها‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬العصيبة‭ ‬تعبيرًا‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬يتغافل‭ ‬عنه‭ ‬البعض‭ ‬عمدا‭ ‬،‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬يراه‭ ‬واضحا‭ ‬جليا،‭ ‬وكان‭ ‬يتعمد‭ ‬أن‭ ‬يوجه‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬رسائله‭ ‬للمتربصين‭ ‬بالوطن،‭ ‬ليقول‭ ‬لهم‭ ‬إنهم‭ ‬مفضوحون‭ ‬ومخططاتهم‭ ‬مكشوفة‭ ‬ولن‭ ‬يحققوا‭ ‬ما‭ ‬يسعون‭ ‬إليه‭ ‬لأن‭ ‬لمصر‭ ‬جيشًا‭ ‬يحميها،‭ ‬وكان‭ ‬يقول‭ .. ‬“مصر‭ ‬مستهدفة‭ ‬لكنها‭ ‬لن‭ ‬تسقط‭ ‬ولن‭ ‬تركع”‭. ‬

كانت‭ ‬قناعة‭ ‬طنطاوي‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يقول‭ ‬دائما‭ ‬هي”‭ ‬قلب‭ ‬الخرشوفة”‭ ‬و”الجائزة‭ ‬الكبرى”‭ ‬التى‭ ‬يبحثون‭ ‬عنها،‭ ‬لكن‭ ‬لأنه‭ ‬قائد‭ ‬فطن‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يعلم‭ ‬كيف‭ ‬يحمى‭ ‬بلده،‭ ‬ويغلق‭ ‬كل‭ ‬الطرق‭ ‬التى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬منها‭ ‬الأعداء‭ ‬إلى‭ ‬مبتغاهم‭ ‬الخبيث،‭ ‬كان‭ ‬سباقا‭ ‬فى‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الشباب‭ ‬يحتاج‭ ‬منا‭ ‬رعاية‭ ‬وتوعية‭ ‬للخطر‭ ‬لأنهم‭ ‬النار‭ ‬التى‭ ‬يخطط‭ ‬أعداء‭ ‬مصر‭ ‬أن‭ ‬يحرقوا‭ ‬بها‭ ‬الوطن‭. ‬

يقينا‭ ‬لن‭ ‬ننصف‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬مهما‭ ‬كتبنا‭ ‬عن‭ ‬دوره‭ ‬ومهما‭ ‬استرسلنا‭ ‬فى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬لمصر،‭ ‬سواء‭ ‬كمقاتل‭ ‬شارك‭ ‬فى‭ ‬صناعة‭ ‬انتصار‭ ‬الكرامة‭ ‬أكتوبر‭ ‬‮٧٣‬‭ ‬أو‭ ‬كقائد‭ ‬عام‭ ‬نجح‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬بناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬عصره،‭ ‬أو‭ ‬مسئولا‭ ‬عن‭ ‬إدارة‭ ‬شئون‭ ‬البلاد‭ ‬فى‭ ‬أصعب‭ ‬فترة‭ ‬وشهد‭ ‬له‭ ‬الجميع‭ ‬بأنه‭ ‬حافظ‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬السقوط،‭ ‬لكن‭ ‬التاريخ‭ ‬سوف‭ ‬ينصفه‭ ‬لا‭ ‬محالة،‭ ‬فالرجل‭ ‬لم‭ ‬يتردد‭ ‬يوما‭ ‬فى‭ ‬إجابة‭ ‬النداء‭ ‬ولم‭ ‬يتخلَ‭ ‬عن‭ ‬مسئوليته‭ ‬وظل‭ ‬محافظًا‭ ‬على‭ ‬الوطن،‭ ‬مخلصًا‭ ‬لترابه‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬لحظة‭ ‬فى‭ ‬حياته‭.‬

ولكل‭ ‬هذا‭ ‬ولأنه‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الفضل‭ ‬لأهل‭ ‬الفضل‭ ‬إلا‭ ‬أصحاب‭ ‬الفضل‭ ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬التكريم‭ ‬الرئاسى‭ ‬للمشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬تأكيدًا‭ ‬على‭ ‬دوره‭ ‬واعترافا‭ ‬بفضله‭ ‬وتخليدا‭ ‬لاسمه‭ ‬كقدوة‭ ‬لكل‭ ‬مصرى،‭ ‬فأصدر‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬قرارا‭ ‬بإطلاق‭ ‬اسمه‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬الهايكستب،‭ ‬لتكون‭ ‬شاهدة‭ ‬عبر‭ ‬العصور‭ ‬على‭ ‬وطنية‭ ‬وفدائية‭ ‬وصلابة‭ ‬هذا‭ ‬المقاتل‭ ‬الشريف‭.‬