بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، نفذت أمريكا أكبر مشروعا، لإعادة تعمير أوروبا، وهو المشروع الأشهر المعروف بمشروع "مارشال" نسبة للجنرال جورج مارشال، ورصدت له أمريكا أكثر من ١٢ مليار دولار.

 وتأسست منظمة إشراف ومتابعة لهذا المشروع الضخم، سميت "منظمة التعاون الاقتصادي الأوروبي" عام ١٩٤٨ حيث قيمت الأموال التى أنفقت على مشروع مارشال بما يعادل ٢٠٢ مليار دولار عام ٢٠١٩، فضلا عن أن المشروع قد جاء في أعقاب ظروف اقتصادية قاسية على أوروبا كلها، ونجح فى تحقيق ازدهار كبير للدول الأوروبية التى شاركت فى مشروع، ولكن بعد انتهاء المشروع بدأت المنظمة التى أنشأت من أجله فى لعب دور أكبر.

 ومع بداية الستينات، فقد تحول اسمها إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) وهذه هى المنظمة التي زارها دولة رئيس الوزراء الأسبوع الماضي، ووقع معها اتفاقا قطريا، لمدة ٣ سنوات، والبرامج القطرية عبارة عن أداة وضعتها المنظمة منذ عام ٢٠١٤ لدعم عدد محدود من الاقتصاديات الناشئة التي حققت إصلاحات اقتصادية ناجحة، وسوف تقوم المنظمة بالتعاون مع مصر في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والإصلاحات الهيكلية، دعم تنفيذ سياسات الحوكمة ومكافحة الفساد، تقديم الدعم فى مجال العلوم والابتكار، المساهمة فى تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة ،وأخيرًا مجال الإحصاءات والمتابعة والحسابات القومية.

قد لا تكون منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد نالت قدرا من الاهتمام والمعرفة لدى المواطن العادي مثل صندوق النقد أو البنك الدولي ولكن من المؤكد أن هذا التعاون الذي تم وسط اهتمام كبير من المنظمات والمؤسسات الاقتصادية فى العالم سينعكس إيجابيًا على الاقتصاد المصرى الذى يعيش مشروعا لا يقل أهمية عن مشروع مارشال.