بعد تحديد موعد امتحانات الصف الرابع الابتدائي.. أطباء يقدمون روشتة للتعامل مع الطلاب
مع بداية موسم الامتحانات يشعر الأطفال بالتوتر والقلق والرهبة، وهذا ليس فقط للأطفال المقصرين في المذاكرة، بل للمتفوقين أيضا، حيث إن الطفل يحتاج إلى مراجعة كل ما تم دراسته خلال العام الدراسي بأكمله والذي يحتاج إلى وقت كبير، وخصوصا في خاله خضوع الأطفال لتجربة الامتحانات لأول مرة مثل أطفال الصف الرابع الابتدائي الذين أوشكوا على خوض أول تجربة اختبار دراسي لهم، بعد إعلان وزارة التربية والتعليم مواعيد الامتحانات في 5 ديسمبر المقبل، لاختبارات شهري أكتوبر ونوفمبر.
وأكد أطباء نفسيين أهمية دور أولياء الأمور جنبا إلى جنب الأطفال للتهدئة من روعتهم حيال أول اختبار يجتازوه في حياتهم، فضلا عن أبرز الطرق والنصائح لاحتواء هذه الفترة لمساعدة الأطفال على مرورها.
نصائح لتأهيل الأطفال للامتحانات
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن العامل النفسي والدعم الذي يقدم للطفل قبل وأثناء اجتياز الاختبارات مهم جدا، خاصة وأن الطفل في مرحلة الطفولة ليس لديه إدراكا كافيا عن مسئولية الدراسة فيجب التعامل معه على هذا الأساس، خاصة وأنه يكون منجذب أكثر نحو اللعب واللهو ولدية طاقة كبيرة يريد تفريغها في اللعب.
وأوضح فرويز، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن أجواء الحب والطمأنينة في بيئة الطفل خاصة وقت الاختبارات شئ هام ويقع هذا العاتق على الأم بشكل خاص، خاصة لطلاب الصف الرابع الابتدائي، فيجب أن تحرص الأم على النوم الصحي وعدم السهر إلى أوقات متأخرة، لأن قلة النوم وعدم الانتظام به للأطفال يؤدي إلى عدم التركيز، والإصابة بالتشتت أثناء الامتحانات، أيضا من المهم أن يحصل الطفل على غذاء صحي وسليم لتقوية تركيزة، فضلا عن ممارسة بعض الرياضة لتنشيط الدورة الدموية والذاكرة.
وأضاف أنه من المهم عدم الضغط على الطفل والإلحاح المتكرر للاستذكار والدراسة، بل يجب توزيع وقت المذاكرة على أن يكون هناك وقت للترفيه عن الطفل حتى لا يشعر بالملل والضغط، عدم تخويف الطفل من اداء الاختبار ومعاقبته في حال أخطأ خاصة وأن هذه أول تجربة للطفل مع أداء الاختبارات، بل يجب احتواء الأمر وتشجيعه على أنه يستطيع تحسين أداءه في المرة المقبلة.
وأشار إلى أهمية عدم مقارنة الطفل بأقرانه حتى لا يتسبب هذا في عقد نفسية لدى الطفل ويقلل من قدر نفسه، وأيضا يجب ذكر ايجابياته أكثر من سلبياته حتي يتشجع ويقبل على الدراسة.
روشته للتعامل مع الاطفال
ومن جانبه، قال الدكتور وليد هندي، أستاذ علم النفس واستشاري الصحة النفسية، إن الطفل في الصف الرابع الأبتدائي يكون له سيكولوجية تمثل حالة نفسية متفردة، لأنه كان معتادا على اللعب وممارسة نشاط على التعلم وليس التعليم، كما أنه اعتاد دراسة الصفوف الأولية التي كان يكتب فيها بقلم رصاص وفجأة أصبح يكتب بقلم الحبر الأزرق، بالإضافة إلى تنوع وتعدد المواد لديه وتنوع المدرسين الذين يقوموا بتدريسه فضلا عن تقلص النشاط بقدر المستطاع، وأيضا تقليل وقت اللعب ووجود انضباط سلوكي والتركيز على الناحية الأخلاقية والالتزام الصفي.
وأوضح هندي، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن كل ذلك يحمل الطالب عبء نفسي بالإضافة لضغط أولياء الأمور له للمذاكرة وحل الواجب المدرسي، فضلا عن الإنهاك النفسي الذي يتعرض له، نتيجة الاستيقاظ باكرا وأحيانا نتيجة سوء التغذية الذي يلعب دور مهم في إنهاك الطفل، كل هذه الأعباء يكون الطفل محملا بها وعند مقابلة لاختبار الشهر أو الترم الدراسي يكون هذا الاختبار بمثابة "شبح" له فهو شئ مجهول ومخيف له كونه لم يجربه من قبل.
وأضاف أنه لذلك يطلب من الأمهات وأولياء الأمور أنهم لا يتحدثون عن الاختبار بمسمى امتحان فكلمة امتحان تأتي من لفظ محنة، فيجب أن نقول لهم أن اختبار لقياس التحصيل العلمي له وليس امتحان يهتم بقدراته الشخصية والذاتية، ويجب أن تقوم الأم بتوضيح أن الاختبار ليس بشئ مرعب بل هو شئ جيد لقياس تحصيله ودراسته واستيعابه لها كما أنه لتقييم وتصويب الأداء لمعرفة هل هناك مشكله نقوم بحلها أم لا.
وأشار إلى أنه على الأمهات أيضا البعد التام عن جملة "ذاكر أنت عند امتحان" حتى لا نقوم بتحميله بضغط عصبي، ونبتعد عن الصراخ في الهواتف أمامه وعن الحديث عن الامتحانات والأسئلة وشكلها، حتى لا نعطية نظرة تضخمية للأمر بل يجب التخفيف من حدة الأمر وعدم التهويل، أيضا ينصح بتنوع طريقة التدريس للطفل مرة كتابة ومرة تلقين شفهي ومرة يقوم بإمساك مجسمات بيده، فالتنوع في طرق التدريس مهم لتشغيل الحواس الخمس لسهولة استرجاع المعلومة فيما بعد.
وأكمل: "مهم جدا للطفل أن لا أدعه يقوم بالدراسة في مكان واحد فيفضل التنوع في الأماكن، ويفضل وجود نبات أو حيوان أليف يحبة الطفل أو دمية لتعطيه نوع من الاطمئنان النفسي وهو يدرس، من المهم جدا أن تكون الغرفة جيدة التهوية والإضاءة، كما أن التغذية السليمة عامل أساسي خلال فترة الاختبارات فيجب التركيز على الأغذية التي تقوي مناعته وتركيزه".
واستطرد قائلًا: "من المهم أن نجعله يقابل الاختبارات بجو من الفرحة والبهجة والاطمئنان، وأيضا عدم الضغط على الطفل ومحاولة مقارنته بأقرانه باقي أفراد عائلته، عدم التسفيه منه ومن أحاديثه هذه الفترة والاستماع له قدر المستطاع، أيضا أهمية الحصول على قدر كافي من النوم ليكون نشطا ذهنيا في اليوم التالي".