مصر تتسلم رئاسة الكوميسا غدًا.. دبلوماسيون: القمة تعزز مجالات التعاون مع أفريقيا والتبادل التجاري
بعد انقطاع دام لـ20 عام تعود مصر لرئاسة قمة الكوميسا من جديد، حيث تستضيف مصر غدا القمة ال21 لقمة الكوميسا لدول شرق وجنوب أفريقيا، حيث تعد القمة أحد الدعامات الرئيسية للجماعة الاقتصادية الأفريقية التى تم إقرارها فى قمة أبوجا لعام 1991م، وتهدف إلى دفع عجلة التنمية المشتركة فى كافة مجالات النشاط الاقتصادى، والتبنى المشترك لسياسات الاقتصاد الكلى.
وأكد دبلوماسيون أهمية استضافة مصر للقمة ال21 حيث يعزز هذا دور مصر الريادي داخل القارة الأفريقية، فضلا عن زياده معدلات التعاون بين لبدول الأفريقية في كافة المجالات، أضافة إلى محاول الدول الأعضاء الصمود أمام المعوقات التي تحول عملية التنمية والنمو الاقتصادي داخل القارة السمراء.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال اجتماعه اليوم مع عدد من الوزراء المعنيين لمناقشة الاستعدادات الخاصة باستضافة القمة على أهمية حرص مصر على تعزيز التبادل التجاري مع الدول الأفريقية، خاصة أن التعاون الإقليمي من خلال التكتلات التجارية، أصبح واحدًا من أهم آليات تحقيق التنمية.
وأكد رئيس الوزراء، أن استضافة مصر للقمة الـ21 للكوميسا تعكس إيمانها الراسخ والتزامها بتعزيز العمل الجماعي لزيادة معدلات النمو الاقتصادي، وإزالة كافة العقبات التي تعترض حرية التجارة بين الدول الأعضاء، ومجابهة التحديات التي فرضتها جائحة.
تعزز مكانة مصر
وفي هذا الصدد، قال السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، إن استضافة مصر لقمة تجمع الكوميسا تأتي بعد انقطاع دام لـ20 عامًا على آخر مرة لرئاسة مصر للقمة، كما أن استضافة مصر لها هو تأكيد على دور مصر الريادي في القارة الأفريقية، فمصر استحقت ذلك وبجدارة.
وأضاف، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن الجميع رأى وتابع كيف تكلمت مصر بلسان القارة الأفريقية في مؤتمر المناخ، وها هي تكمل دورها وريادتها في قمة الكوميسا، حيث ستكون هناك عدة ملفات مطروحة على الساحة التي من شأنها التأثير على اقتصاد دول القارة، أبرزهم ملف تغير المناخ وتداعياته وملف جائحة كورونا خاصة في ظل وضع الاقتصاد العالمي هذه الفترة.
وأوضح أن رئاسة مصر لتجمع دول الكوميسا تؤكد حرص مصر الدائم وسعيها نحو تعزيز التبادل التجاري مع دول القارة الأفريقية، فضلا عن زيادة التعاون الاقتصادي مع دول القارة وخاصة دول التجمع، فمصر دائما حريصة على تقديم المساعدات وإزالة كافة العقبات التي تعترض معدلات النمو الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء، التي أبرزها تداعيات جائحة كورونا وتأثيرها على التجارة الحرة والاقتصاد العالمي بشكل عام.
وأضاف أنه بالتأكيد سيكون هناك مردودا إيجابيا للقمة 21 على التعاون المستقبلي بين الدول الأعضاء، خاصة وأن مصر دائما ما تقدم يد العون لدول القارة في كافة المجالات لمحاولة إزالة العقبات في تنمية القارة، كما أنه بالتأكيد ستزيد فرص التعاون بين مصر والدول الأعضاء في الفترة المقبلة فقد رأينا مؤخرا دور مصر البناء في القارة مؤخرا، فضلا عن أن استضافة مصر للمؤتمر ستساهم فى فتح أسواق جديدة فى مصر وتزيد من التبادل التجارى.
تعزز عملية الاندماج الأفريقي
ومن جانبه، قال السفير على الحفني، نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية الأسبق، إن مصر تستضيف القمة الـ21 للكوميسا بعد 20 عاما على استضافتها لأول مرة لهذه القمة في عام 2001، كما أن مصر عضوا في الكوميسا وكانت عضو في منطقة التجارة التفضيلية، أن مصر كانت سباقة في إنشاء أو التوصل في إنشاء منطقة تجارة حرة، التي بدأت بـ 9 دول ثم أنضم إليها حتى الآن 16 دولة أو اكثر.
وأضاف الحفني، في تصريحات لبوابة " دار الهلال"، أن المهمة الرئيسية لتجمع الكوميسا هى تحقيق الاندماج الإقليمي على مستوى الـ21 دولة الأعضاء، بالإضافة إلى تعزيز التكامل القاري ولكن من زاوية التحول الرقمي وذلك في إطار الصمود في مواجهة التحديات التي فرضتها على اقتصادياتنا جائحة كورونا، زيادة الانخراط في عملية التكامل الإقليمي وبصفة خاصة من منظور التحول الرقمي، فهناك كثير من الموضوعات مطروحة في خطة العمل متوسطة المدى 21 التي سيتم إطلاقها في هذه القمة أبرزها ظاهرة تغير المناخ أحد أهم الملفات المطروحة وتأثيرها على الاقتصاد، خاصة وأن دول الكوميسا تعد من أكثر المناطق ضرارا على مستوى العالم.
وأضاف أن هناك اقتراح بإنشاء لجنة وزارية من وزراء الصحة خاصة بكيفية مواجهة تداعيات جائحة كورونا، وهناك عدة موضوعات أخري سيتم طرحها في هذه القمة من شأنها أن تعزز من عملية الاندماج الأفريقي وخاصة لتعزيز التجارة البينية، كما أن مصر هى أكبر شريك تجاري داخل تجمع الكوميسا، أي أن حجم التجارة المصرية مع الدول الأعضاء في الكوميسا يقدر بحوالي 2.7 مليون دولار.
وأشار إلى أن مصر دائما ما تعمل على تعزيز التجارة بينها وبين الدول الأفريقي وتحديدا تجارة الخدمات، وأهمية هذه القمة بالنسبة لمصر فهي تعزز من دور مصر الريادي ومن علاقات مصر مع الدول الـ20 الأخرى، كما أن هناك تحديات بسببها ربما لم يكن يفضل أن يتولى أحد الرئاسة في هذه الفترة بقدر مصر، وذلك لأن القمة ستجرى في شكل حضور افتراضي بخلاف القمم السابقة، أيضا الأزمات والصراعات الداخلية داخل بعض دول شرق أفريقيا مما أثر بالسلب على اقتصاديات هذه الدول بخلاف وضع مصر الآن.