كتبت : نجلاء أبوزيد
تشكو الكثير من الأمهات من رغبة أولادهم فى قضاء وقت رمضان بين النوم نهارا واللعب ليلا بالكرة والسهر فى الشارع وأداء الفروض بصعوبة, فكيف يتعاملون مع هذه الرغبة عند الصغار ويقنعونهم بصلاة التراويح وقراءة القرآن قبل اللعب واللهو طوال أيام رمضان؟
يقول د. أحمد جمال شفيق أستاذ علم نفس الطفل: تنشئة الطفل خلال سنوات عمره الأولى تحدد بشكل أساسى طبيعة تفاعله مع المجتمع, فالأسرة هى مدرسته الأولى التى تؤهله للتعامل مع العالم من حوله, وإذا حرص الأهل فى طفولته الأولى من سن أربع وخمس سنوات على أن يعرف رمضان كشهر إيمانى روحانى تكثر فيه الطاعات والعبادات سينشأ وفى ذهنه هذا الطابع, أما القول إنه ما زال صغيرا ولنتركه يلعب فسيكون من الصعب تعويده بعد كبره على التركيز على العبادات أكثر من اللهو, وهذا لا يعنى أن نحرمه من اللهو وأن نجعله يصلى التراويح كاملة وأصدقاؤه يلعبون, لكن أن ندربه تدريجيا على قراءة القرآن وأن نحكى له قصص الأنبياء وأن نصحبه معنا فى الصلاة, وهكذا تدريجيا يستوعب أن هذا الشهر ليس شهر النوم واللهو لكن هناك عبادات, وأضاف أن الأسلوب الذى يستخدمه الوالدان مع الطفل يلعب دورا كبيرا فى حب الطفل للشهر وللعبادات أو كراهيته لكل ما هو ديني, ومسئوليتنا جعل العبادات أمرا محببا لا منفر فلا يجب أن يكون الضرب أو الحرمان من اللعب مع الأصدقاء هو الأسلوب فهذا خطأ كبير والأفضل أن نكافئه ونحفزه ونشجعه حتى يكون حريصا على قراءة القرآن وأن نبدأ بالتدريج وبسور قليلة لأن الهدف تحبيبه فى العبادة لا الإثقال عليه فيعتبرها هما يريد الخ اص منه, وكلما بدأنا مبكرا حققنا نتائج مبهرة, أما إذا بلغ العاشرة فما فوق دون تدريب فهذا يحتاج منا سعة صدر أكبر وصبر أكبر وتدرج حتى نعوض ما فات ونصحح خطأ تسببنا نحن فيه وليس الطفل مسئولا عنه بحيث يدرك أنه ليس شهر الصوم والنوم نهارا واللهو واللعب ليلا.