رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


إندبندنت: أوروبا الفائز الوحيد في الانتخابات البريطانية

9-6-2017 | 23:27


كتبت: ميادة محمد:

قال الكاتب دينس ماكشان إن الدور جاء على الناخبين البريطانيين ليدهشوا العالم بنتيجة الانتخابات التي لم يكن أحد يتخيلها قبل بضعة أسابيع، بعد فوز دونالد ترامب في الولايات المتحدة وإيمانويل ماكرون في فرنسا.

وأشار الكاتب، في مقاله في صحيفة «إندبندنت» البريطانية، أن رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون لم يكن يتخيل أن الاستفتاء الذي أجراه العام الماضي على الخروج من الاتحاد الأوروبي سيضيع هباء، كما اعتقدت تيريزا ماي أن قرارها تنظيم انتخابات مبكرة سيؤدي إلى هزيمة ساحقة لحزب العمل

لكن الواقع جاء بما لم يتوقعه كاميرون وماي، حيث تعرضت الأخيرة لهزيمة مهينة بعد أقل من عام على وجودها في المنصب، حيث لم تكن تتخيل أن نسبة 48% من الناخبين الذين رفضوا الخروج من الاتحاد الأوروبي قبل عام زادت، وكان على الحزب المحافظ عدم تجاهلها.

وأضاف: «بعيدا عن الخروج من الاتحاد الأوروبي، فإن بريطانيا تبدو أكثر تعقيدا من ذي قبل، حيث أصبحت أمة دون حكومة مستقرة، ولها برلمان متعدد الأحزاب، ومن الممكن أن تواجه انتخابات جديدة».

ورأى الكاتب أن ماي بإمكانها أن تقول إنها ستبقى رئيسة للوزراء، لكن الحقيقة أنها تضعف بشكل كبير لأنها تفقد الأغلبية في مجلس العموم، لاسيما مع اتخاذ قرارها تبني أيدولوجية مناهضة لأوروبا، وتأسيسها حكومة تدعم هذه الأيدولوجية.


ووفقا لمعظم استطلاعات الرأي، لا يريد الشعب البريطاني ترك الاتحاد الأوروبي، والبوق الموحد، والاتحاد الجمركي، كما يريد الاحتفاظ بالحق في العيش والعمل والتقاعد في الدول الأوروبية الأخرى، ومع ذلك اختارت ماي معارضة ذلك، والآن لم يعد لديها أغلبية في مجلس العموم لتحقيق ما تريد.

وأوضح الكاتب أن جيرمي كوربين زعيم حزب العمل استطاع التقدم في الانتخابات من خلال تركيزه على القضايا الداخلية، مثل التقشف والتخفيضات على الخدمات العامة، ومنها الرعاية الصحية، وغيرها.

وتابع: «رئيسة الوزراء وصلت إلى داونينج ستريت بعد استفتاء بريكست، وكان كل أعضاء البرلمان المحافظين يتوقعون تولي المنصب بعد استقالة ديفيد كاميرون، ولذلك طعنوا بعضهم بعضا في الخلف وتركوها وحيدة، فيما كانوا يدمرون أنفسهم».

ووفقا للكاتب لم يكن لماي برنامج واضح للحكومة، حيث ألقت كلمة قوية مؤيدة لأوروبا في أبريل 2016، لكنها اعتمدت بعد ذلك سياسة الخروج من الاتحاد، ورفضت أن تشرح للجمهور تكاليف خروج بريطانيا من هذه المنظمة الكبرى، وفي المقابل رفض الجمهور تأييدها عندما طلبت الحصول على تفويض شخصي من خلال الانتخابات العامة التي اعتبرها الكثيرون انتهازية وساخرة.

والآن بعد الانتخابات أصبحت هناك أغلبية واضحة من النواب البريطانيين ترغب في بقاء بريطانيا بشكل كامل في أوروبا، نستطيع أن نقول أن اوروبا برزت وكأنها الفائز الوحيد في الانتخابات البريطانية، حسب ماكشان.