صحتك فى رمضان .. صيام آمن لكل حامل
كتبت : شيماء أبو النصر
“مبروك يا مدام إنت حامل » عبارة تنتظرها كل زوجة إعلانا باقتراب تتويجها بلقب «ماما » وتمر الأيام ويتقدم الحمل حتى يأتى شهر رمضان لتنتابها العديد من المخاوف وتراودها الكثير من التساؤلات ومنها مدى تأثير الصوم على الجنن مع الرغبة في الالتزام بالصيام كأهم الشعائر الروحانية الخاصة بالشهر الفضيل.
تباينت نتائج الدراسات الطبية التي تبحث فى تأثير الصيام على الحمل، ويرجع اختلافها إلى وجود عدة عوامل يتداخل تأثيرها لتكوين العلاقة النهائية بن الصيام والحمل من أهمها موعد رمضان بالنسبة للحمل إذ أن الصيام في الشهور الأولى منه قد يؤثر بشكل سلبي على الحمل، وتوقيته بالنسبة لفصول السنة فالصيام في الشهور الصيفية يكون لساعات طويلة ما يزيد من تأثيره على الجسم، واختلاف نمط التغذية خلال فترة الإفطار والسحور يؤدي إلى تباين مستويات الطاقة على مدار اليوم من سيدة لأخرى ما يخلق اختلافا في تأثير الصيام على الحامل.
الحالة الصحية للحمل
قد يختلف وضع الحمل لدى نفس السيدة من مرة إلى أخرى وكذا تأثره بالصيام مثل معدل الغثيان والرغبة فى القيء، وزيادة معدلات حدوث عدوى القناة البولية نتيجة انخفاض السوائل التي يحصل عليها الجسم، وانخفاض معدلات حركة الجنين نسبيا كنتيجة طبيعية لانخفاض مستويات السكر في الدم وارتفاع معدلات الكورتيزون الطبيعي لدى الأم ما يؤدي لبطء نمو المشيمة لكنه يعوض بزيادة كفاءتها ما يحافظ على إمداد الجنين بما يحتاجه من تغذية لاكتمال نموه، وترجع شكوى الكثيرات بإحساس الجوع المتزايد خاصة عندما يتجاوز الصيام 12 ساعة إلى انخفاض مستويات الجلوكوز في الدم.
نمو الجنين
تشير بعض الدراسات إلى أن الحوامل في الثلثين الثاني والثالث من فترة الحمل واللاتي تكون حالتهن الصحية العامة جيدة لا يحدث لديهن خلال صيام شهر رمضان أي تأثير سلبي على نمو الجنين، فيما تشير دراسات أخرى إلى ارتفاع احتمالات ولادة أطفال ذوى وزن منخفض بمقدار مرة ونصف عن السيدات اللاتي يتصادف صيامهن مع الثلث الأول من الحمل. وهناك عدة مؤشرات حول تأثير الصيام على الجنين وهى الحالة الصحية العامة للسيدة قبل بداية الحمل، والشهر الذي يتصادف مع الصيام، وهل ستصوم رمضان بأكمله أم جزءا من الشهر، ومدى وجود سوء تغذية أو أنيميا أو مرض السكري لديها من عدمه وإصابتها بأمراض مزمنة في القلب أو الكلى أو الكبد ووجود تاريخ صحي سابق لإجهاض متكرر وحدوث مضاعفات أثناء الحمل تحتم عليها الإفطار.
الصيام الآمن
هناك بعض الاحتياطات التى يجب مراعاتها للصيام الآمن على صحة الأم والجن ن منها رأي الطبيب المتابع للحالة فهو الأكثر معرفة بتفاصيلها، لذا فإن منعه للصيام يكون إلزاما عليها لأن ذلك يعني ضمنياً أنه يمثل خطورة على حياتها أو جنينها أو كليهما.
وإذا كان الصيام بالنسبة للحامل ليس ممنوعا فإنه يصبح مسألة اختيارية، وليس بالضرورة أن تصوم السيدة الحامل الشهر بأكمله خاصةً عندما يأتي رمضان في الصيف وما يعنيه ذلك من طول فترة الصيام، والاستعداد دومًا لكسر الصيام فى حالة الشعور بتدهور مفاجئ في حالتها الصحية العامة، وتنسيق مواعيد العمل بحيث تكون خلال فترة الإفطار إذا أمكن، أو تقليل ساعات العمل خلال الصوم قدر الإمكان، والإقلال من السكريات والدهون والمقليات والأطعمة الدسمة والموالح والامتناع عنها تمامًا إن أمكن، وكذلك المشروبات التي تحتوي على الكافي ن مثل الشاي والقهوة خلال أيام الصيام والامتناع عن المشروبات الغازية بأنواعها واستبدالها باللبن الرائب العادي أو بالفواكه، وعدم الخروج في الشارع في أوقات الذروة للحفاظ على رطوبة الجسم، كما يفضل الراحة وعدم إجهاد الجسم طوال فترة النهار، وعادة في حالة الحمل بتوأم أو أكثر ينصح الأطباء الأم الحامل بالإفطا ر.
التغذية السليمة
تعويض فترة الصيام أثناء الحمل من خلال الالتزام ببرنامج تغذية صحية سليمة خلال فترة الإفطار يمثل عاملاً مهمًا للغاية في الصوم الآمن خلال الحمل وذلك من خلال الحرص على تناول قدر من الكربوهيدرات البسيطة في الإفطار التى تضمن إمداد الجسم ببعض الطاقة قصيرة المدى بعد انتهاء فترة الصيام مباشرةً مثل العصائر الطازجة والفواكه والحلوى، لكن ينبغي عدم الإسراف في هذا النوع من الكربوهيدرات وإمداد الجسم باحتياجاته من الفيتامينات والأملاح المعدنية المتنوعة الموجودة بالخضراوات الطازجة والفاكهة ودمجها في وجبة الإفطار بكثرة من خلال السلاطات وشرب كميات كافية من المياه، وذلك على مدار فترة الإفطار لتعويض نقص السوائل في الجسم.
وينبغى تجنب الوجبات الدهنية لما تسببه من تخمة، والحرص على تناول الألبان بانتظام وعدم الإسراف في تناول المكسرات المختلفة، والحرص على تناول الكربوهيدرات المعقدة في وجبة السحور لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة خلال الصيام مثل خبز القمح، المكرونة، الفول، الأرز.
موانع الصيام
ينبغى على الحامل الإفطار إذا تعرضت لانخفاض شديد في ضغط الدم ومن أعراضه عدم القدرة على التركيز والإحساس بالدوار أو الإغماء، أو انخفاض السكر فى الدم ومن أعراضه الصداع الشديد، زغللة في العينين، هبوط، إجهاد عام وعدم القدرة على القيام بأي نشاط ما يترتب عليه أضرار كثيرة في نمو الجن ن، وإذا كانت تعاني من مشاكل الوحام في الأشهر الأولى من الحمل ومنها الغثيان والقيء والدوار، وكذلك الحامل التى تعانى من أى أمراض عضوية مثل مرض السكر أو الضغط أو فقر الدم، أو إذا كانت تعاني من نزف متكرر من المشيمة وغيرها من الأمراض المصاحبة للحمل، أو إذا أُصيبت - لا قدر الله - بتسمم الحمل ومن أعراضه ارتفاع في ضغط الدم، وظهور الزلال في البول مع تورم اليدين والقدمين، أو كانت حاملا في توأم لأنها تحتاج لتغذية واهتمام أكثر فيفضل عدم صيامها أو حسب ما يقرر طبيبها المعالج.
وأخيرا فالصيام قد يخلصك من الاكتئاب المصاحب للحمل، حيث إن الصيام يحسن من حالتك النفسية والمزاجية، لأنه يشعرك بالطمأنينة والارتياح، وهو أيضاً يريح الجهاز الهضمي، حيث يقلل من عسر الهضم والغازات والحموضة، إذا اتبعتِ النصائح السابقة.