رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


د . فينيس كامل جودة : التوازن بين أسرتى وعملى سر نجاحى

10-6-2017 | 16:47


حوار: إيمان الدربى - تصوير: ديفيد أيمن

كانت نشأتها بن كبار الكتاب والمفكرين دافعا لها نحو التميز والتفوق فاختارت دراسة العلوم وتخصصت فى مجال عزف عن دراسته الكثيرون لصعوبته، تنقلت بن المعامل والمراكز البحثية داخل وخارج مصر حتى صارت أحد أبرز علمائها فى مجال الكيمياء والفلزات، إنها د. فينيس كامل جودة، وزيرة البحث العلمى الأسبق.

40 عاما من الكفاح كانت شاهدة على مشوار د. فينيس العلمي، تقلدت خلالها العديد من المناصب وحصدت الكثير من الجوائز والميداليات كان آخرها تصنيفها ضمن 10 علماء مصرين من بن أهم 909 علماء على مستوى العالم، وجائزة النيل والدولة التقديرية والتفوق والتشجيعية لعام 2016 . د. فينيس تتحدث إلى «حواء » عن بدايتها العلمية، وكيف نجحت فى التوفيق بن عملها وأسرتها، ومعوقات البحث العلمى بمصر وآليات النهوض به.

لماذا اخترت الالتحاق بكلية العلوم التى طالما عرفت بصعوبة دراستها ومناهجها؟

نشأت بمنطقة حلمية الزيتون وسط كبار الكتاب والمفكرين حيث كان يقطن بجوارى الزعيم الراحل محمد نجيب والكاتب الرائع يوسف إدريس الذى احتفظ بكتبه ومؤلفاته إلى الآن فى مكتبتى الخاصة فكان ذلك بمثابة حافز لى نحو النجاح والتميز.

ولماذا تخصصت فى علم الفلزات رغم صعوبته وقلة دارسيه؟

تضحك قائلة: أنا كامرأة كنت أريد أن أخترق عالم الفلزات مثل الذهب والفضة، وبعد الحرب العالمية أتى عالم نمساوي إلى كلية الهندسة وانتدب بالمعهد القومي للبحوث فاعتبرتها فرصة ذهبية لدراسة الفلزات وإجراء الأبحاث عليها.

تعلمنا الكثير وأجرينا العديد من الأبحاث المهمة ومارسنا الرياضة أثناء وقت الراحة مثل البينج بونج، فى الحقيقة شعرت فى تلك الفترة بأننى في بعثة لكن داخل مصر.

يعانى البحث العلمى فى مصر تراجعا فما آليات النهوض به؟

يجب وضع استراتيجية واضحة للبحث العلمي لا ترتبط بأشخاص وإنما بجهات معنية بالاستمرار فى تنفيذ تلك الاستراتيجية مهما تغير الأشخاص، وتخصيص ميزانية له يشارك في وضعها الباحثون على أن تكون المجالات البحثية مرتبطة بالواقع العملى .

وماذا عن أهم أبحاثك التي تعتزين بها والتي كانت لها بصمة في مشوارك العلمي؟

لدي براءة اختراع عن تحليل سبائك التيتانيوم لطبقات رقيقة اشترتها أمريكا، كما سجلت براءة عن بحث آخر حول حماية حديد التسليح بواسطة مخلفات كيماوية تخلط بالخرسانات للحفاظ عليه من الصدأ.

وهل كان لتلك الأبحاث حيز من التنفيذ على أرض الواقع؟

نطبق بالفعل التكنولوجيا العلمية الخاصة بالبحث الأول فى تحليل سبائك التيتانيوم للحفاظ على الموروثات الثقافية المعدنية داخل المتحف المصري وغيره من الأماكن التي تحوي مثل هذه الموروثات سواء= كانت تحفا أو توابيت، وتأتى أهمية استخدام هذا البحث من أن القدماء المصرين طوعوا المعادن فى العديد من أدواتهم ومجالاتهم الحياتية لذا يجب الحفاظ عليها من التآكل أو الصدأ نتيجة لمرور الوقت وتعرضها للعوامل الطبيعية، أما البحث الآخر فيحتاج إلى ميزانية كبيرة ما يجعل من الصعب تنفيذه فى الوقت الحالى.

كنت من بن 7 سيدات فزن بجوائز النيل والدولة التقديرية لعام 2016 فماذا عن شروط التقدم للجائزة ؟

يجب أن يكون للمتقدم للحصول على تلك الجائزة إنتاج علمي حافل ولأبحاثه دور مؤثر في المجتمع والشباب، وأن يكون حاصا على شهادات علمية تؤهله للاشتراك في المسابقة، وأن يكون له دور مع المؤسسات العلمية، وبعد التأكد من توافر تلك الشروط فى المتقدم للمسابقة يتم بحث إنتاجه العلمي، وقد حصلت على الجائزة مناصفة مع عالم أمريكي.

كيف ترين وضع الباحثة المصرية في ظل دعوات عودة المرأة للمنزل وإبعادها عن المجال العلمي؟

إلى حد كبير هناك تراجع في اتجاه الفتيات للمجال العلمي، والمرأة الباحثة إذا أدارت وقتها كما ينبغي استطاعت أن تحقق التوازن بن حياتها العلمية والأسرية، ففى بداية عملى بالبحث العلمى كنت أقطن بجوار مكان العمل حتى أستطيع رعاية أولادي كما كنت أحرص على ألا يطغى عملى على واجبى تجاه أسرتى، لكن للأسف الكثير من الباحثات لا يستطعن فعل ذلك في بداية حياتهن العائلية، ومع مرور الوقت يتمكن من تجاوز تلك الفترة وينجحن فى التوفيق بن عملهن وواجبهن تجاه أسرهن، ولدينا الكثير من الشابات الباحثات اللائى تميزن علميا ونجحن فى رعاية أسرهن .

توليت منصب وزير البحث العلمي لمدة أربع سنوات فما أهم ما قدمته خال هذه الفترة فى وجهة نظرك؟

إلى جانب إنتاجي العلمي والبحثي والتطبيقي قدمت ما يقرب من 30 بعثة لشباب الباحثن بمجهودي الشخصي، وعملت على تحسن سياسة البحث العلمي والتكنولوجيا، ووضعت الاستراتيجية القومية للهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية، وأول من فكرت بإنشاء المتحف القومي للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع منظمة اليونسكو.

وضع الأبحاث حبيسة الأدراج مشكلة كبيرة تواجه البحث العلمى فى مصر كيف ترين الحل، وكيف نربط البحث العلمي بمتطلبات السوق؟

يجب أن تكون هناك ثورة تكنولوجية واستراتيجية بحثية يتم التركيز فيهما على احتياجات السوق في مختلف المجالات سواء في الزراعة أو الأمن القومي، وأن تعمل الدولة على إنشاء العديد من المراكز للتنمية التكنولوجية وتطوير الموجود منها.

حصلت على جائزة الدولة التقديرية وميدالية ذهبية عام 2004 وتبرعت بقيمتهما لتخصيص جائزتن لشباب الخريجين.. لماذا ؟

كان ذلك رغبة منى فى تشجيع شباب الباحثن، وقد تم تخصيص الجائزتن لأبحاث من تقل أعمارهم عن أربعن عاما على أن تكون متميزة ومفيدة لأفراد المجتمع، وفى هذا العام منحت الجائزة لأحد أبناء جامعة زويل.

وما أهم معوقات البحث العلمي؟

للأسف الكثير من شباب الجامعات يدرسون للحصول على شهادة التخرج فقط ولا يملكون القدرة على البحث العلمي، والمتفوقون يفضلون العمل بالخارج بحثا عن المراكز البحثية التى توفر لهم الإمكانات التى تسعدهم على إتمام أبحاثهم .

وماذا عن حياتك الخاصة؟

تزوجت من أستاذي وأنجبت ابنتن ليلى وشيرين إحداهما تعمل بأمريكا فى مجال الطب، والثانية مهندسة في مصر، ولدي خمس حفيدات، وبناتي يعشقن المجال العلمي، وحاولت بقدر الإمكان التوفيق بن عملي وعشقي للعلوم والفلزات ورعايتى لبيتي وبناتي وأعتقد أننى نجحت فى ذلك.

سفريات كثيرة ومؤتمرات وندوات ولقاءات شاركت فيها، فماذا أضاف هذا لمشوارك العلمي؟

اجتهدت خلال مشوارى العلمي وسافرت إلى أمريكا أكثر من مرة وعرض علي البقاء هناك لكنني رفضت وفضلت العمل في بلدي التي أعشقها، كما عشت بالكويت ست سنوات أجريت خلالها العديد من الأبحاث لمعرفة أسباب انهيار المنشآت الصناعية والحلول العلمية لإطالة عمرها ثم عدت إلى وطنى لأطبق ما تعلمته هناك.