رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


انفراد: بالصور.. «الهلال اليوم» داخل فيلا الرئيس السادات بالصالحية الجديدة

11-6-2017 | 14:55


الرئيس الراحل استشهد قبل أن يقطن فيها

«استراحة الرئيس» ظلت خالية طوال 37 عامًا

اقتلاع مهبط الطيران وزراعته

العاملون: السادات كان هيتنازل عن الحكم ويقعد في الصالحية.. والشركة خافت من ضمها للرئاسة

 

على بُعد بضع كيلو مترات من مدينة الصالحية الجديدة، تمكنا من الوصول إلى مقر فيلا الرئيس الراحل محمد أنور السادات التي شيدت قبل 37 عامًا وتتكون من ثلاثة طوابق، وحال الموت دون أن يقطن فيها، وواجهتنا بعض الصعوبات للوصل إليها لمنع التصوير بها إلا بتصريح رسمي من إدارة المشروع والجهات الأمنية القائمة على تأمين “مشروع الصالحية للتنمية”، إلا أننا استعنا ببعض العاملين بالشركة للوصول لمقر “الفيلا” في سرية تامة حتى الانتهاء من المهمة على أكمل وجه.

المقر القديم لبطل الحرب والسلام، رسم عليه الزمن تجاعيد الحزن وغيرت عوامل التعرية بعض ملامحه، وانتزعت الاستصلاعات الجديدة بريقه، بعد أن توقف مشروع "السادات" الذي شيد على يد صديقه ورجل المقاولات الأشهر في عصره عثمان أحمد عثمان، ولكن السادات وكل ما تعلق به لم يمحى من ذاكرة العاملين والمتواجدين بمشروع الصالحية، الذي يحتوي على فيلا الرئيس الراحل، وكل من قابلني في رحلتي التي أقصد فيها «بيت الرئيس» يوجهني بكل سهولة رغم شراسة مساحة الأرضي المستصلحة التي تتخطى 56 ألف فدان، وكأن الرئيس الراحل يعيش بينهم حتى الآن، ومعروفة لدى الجميع باسم «فيلا السادات» أو «استراحة الرئيس».

لم تكن هذه المرة الأولى التي أزور فيها مقر الرئاسة، فقد زورته قبل 3 سنوات من الآن، حيث تنتشر المساحات الخالية والشاسعة حوله من كل مكان، فضلا المهبط الخاص بالطيران الذي صمم خصيصًا للفيلا، قبل أن اكتشف إلغاءه خلال هذه الزيارة واستبدال مساحته بزراعة محاصيل القمح والذرة والبنجر.

فيلا الرئيس الراحل محمد أنور السادات، شيدها المهندس عثمان أحمد عثمان وزير الإسكان، في عام 1981، وتكلفت شركة المقاولين العرب التابعه له بجميع مراحل البناء والتشطيب، ولكن الموت حرمه من أن يسكن فيها، حيث اغتيل "السادات" أثناء العرض العسكري أمام النصب التذكاري في مدينة نصر احتفالًا بعبور السادس من أكتوبر، ومنذ هذه اللحظة توقف العمل نهائيًا بالفيلا، ولم تكتمل مراحل التشطيب ولم يقطنها أحد حتى الآن.

ويروي أحد العمال المتواجدين بالشركة، والذي تواجد خلال عملية التشطيب قائلاً:" العامل كان بيمحر في الطابق الثاني ومرة واحدة سمع خبر اغتيال الرئيس "السادات" رمى آخر حتة أسمنت على الحيطة ونزل وهو بيقول كل حاجة انتهت".

أما "يسري.م"، أحد العاملين بالشركة يقول:" حالة من الحزن خيمت على جميع العمال حسينا إن ظهرنا انكسر، الرئيس السادات كانت متحمس للمشروع جدًا وكان ناوي يقعد في الفيلا اللي هنا الفترة اللي باقية من حياته، وهو اللي طلب من المهندس "عثمان" أنه يبني له الفيلا، علشان كان ناوي يتنازل عن الرئاسة لنائبة حسني مبارك ويقعد هنا ويعتزل السياسة".

أحد المهندسين العاملين بالشركة- فضل عدم ذكر اسمه- قال إن الرئيس السادات عندما استشهد عام 1981 توقف العمل بالمبنى خلال التشطيبات النهائية"، متابعًا:" طالبوا مننا محدش يتكلم ويقول إنها تبع الرئيس السادات لأن ممكن رئاسة الجمهورية تضمها ليها باعتبارها من أملاكها وأن الرئيس الراحل موظف عام، مشيرًا إلى أن المقر بات مجهولًا طوال الثلاثين عامًا الماضية إلا على عمال الشركة الذي يعرفونه باسم «فيلا السادات»، حتى عندما تم تصفية المشروع في أواخر التسعينات وخصخصته وتوزيع أغلب العاملين به على قطاعات الدولة رغم نجاحاته، لم يتطرق أحد إلى فيلا الرئيس، التي ظلت قائمة دون أن يسكنها أحد.

محمود السيد، يقول إن مهبط الطيران تم اقتلاعه واستصلاحه وزراعته هو والمنطقة المحيطة بالفيلا، لأن هذه المنطقة لم يتم الاستفادة منها طول الثلاثة قرون الماضية، وأصبحت الزراعة تحيط بالمقر من كل جانب.