رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


المرأة وحق الاجتهاد

12-6-2017 | 00:30


بقلم : إيمان الدربي

حكايتي عن بهية المصرية التي لاتعرف هل يجوز لها أن تشارك في حركة الاجتهاد الديني؟ وتكون صاحبة رأي في مجال الفكر والتشريع الإسلامي؟ وهل يمكن الاعتماد على فتاوى المرأة وأن يصبح لها مرجعية دينية؟ 

بعض الفقهاء يؤكدون أن حق الاجتهاء والمرجعية الدينية خاص بالذكور.. فالذكورة شرط المرجعية الدينية.

رغم أن الكتاب والسنة خطاب مفتوح لكل ذي عقل،ورغم أن مفاهيم الدين وأحكامه الموجودة بهما يستطيع كل إنسان صاحب فكر وتدبر ورؤية أن يصل لهما.. ذكرا كان أو أنثى.

فيقول الله سبحانه وتعالي: "أفلا يتدبرون القرآن" سورة النساء, ويقول عز وجل: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" سورة القمر, بل أن رواية المرأة لأحاديث سيدنا النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بلغ مكانة عظيمة وأحيانا كانت تفوق الرجل في صدق الرواية والتبليغ,فقال الحافظ الذهبي: "لم يؤثر عن امرأة أنها كذبت في حديث" يقصد في رواية لحديث عن النبي.

وقال الشوكاني:"لم ينقل عن أحد من العلماء بأنه رد خبر امرأة فكم من سنة قد تلقتها الأمة من امرأة واحدة من الصحابة، وهذا لا ينكره من له أدني نصيب من علم السنة".   

وما أريد أن أتحدث عنه أننا أصبحنا في احتياج حقيقي لنساء فقيهات مجتهدات يستنبطن المفاهيم والأحكام ويتعاملن مع النص الشرعي مباشرة ويعرفن تفسير القرآن وعلم الأصول وعلم الدراية ويمتلكن حركة وقدرة ذهنية جيدة.

نحن في احتياج لذلك في ظل التخبط الفقهي الذي نعاني منه وفي ظل تراجع في استنباط المفاهيم والأحكام فأصبح الكثير من النساء لديهن عدم فهم للنص الشرعي وبلبلة فكرية في كثير من الأمور.

وربما يظهر ذلك في السطحية الفكرية التي تعاني منها بعض النساء خاصة في النجوع والقرى والمناطق العشوائية.

فنجد بعضهن يتبنين عادات وتقاليد بعيدة كل البعد عن الدين مؤكدين أنها من ضوابط الأمور ونجد بعضهن سببا لانتشار التخلف والرجعية في المجتمعات التي يعيشن فيها.

ليس هذا فقط ولكنهن يؤذين بناتهن بهذا التخلف فنجدهن يمارسن كل أنواع القهر تجاههن.

فبعض النساء يلتزمن بالمظاهر الدينية في العلن ويفعلن الهوايل في الخفاء.

ربما ظهور مثل هؤلاء الفقيهات المجتهدات فكريا مع قدرتهن علىإعمال العقل يجعل هناك فرصة لمساعدة هؤلاء النساء لفهم النص الشرعي وروح الإسلام ووسطيته وسماحته وجوهر الدين الذي يتمثل في المعاملة.

بل قد يكون وجود مثل هؤلاء الفقيهات يجعلنا لانرى الكثير من المظاهر الشاذة الغريبة عن مجتمعاتنا.

فلا نجد خالة تعذب ابنة أختها الطفلة اليتيمة بوحشية ولا تأخذ من الإسلام غير ارتداء الخمار حتى منتصف جسدها أو نرى أم ملتزمة الزي تقتل أولادها وهم يستحلفونها ألا تفعل.. رغبة منها في الذهاب مع عشيقها! 

نحن لانريد الحديث عن الدين فقط ولكننا نريد أن نرى فقيهات ومجتهدات يربطن الدين بالسلوك والأخلاق والتعاملات.