بقلم : رانيا يحيى - عضو المجلس القومى للمرأة
منذ إنشاء المجلس القومى للمرأة وهو يسعى جاهدا لتعديل وتصحيح أوضاع المرأة المصرية فى الداخل والخارج، ومنذ التشكيل الأخير للمجلس وهو يبذل جهودا حثيثة وحراك حقيقى فى الشارع المصرى فيما يتعلق بإحداث تغييرات لصالح المرأة المصرية وتكريس ثقافة تتناسب مع مكانتها كشريك حقيقى وأصيل فى مجتمع غلبت عليه الثقافة الذكورية الخاطئة، فنجد أحياناً امتهان لصورة المرأة فى الشارع المصرى بخاف ما تناله من تشويه فى الدراما وهو سنتناوله بالتفصيل لاحقاً، ولكن ما يعنينا الآن أولاً سعى القيادة السياسية ممثلة فى رئيس الجمهورية شخصيا لدعم المرأة والإيمان بقدراتها وتسخير كافة سبل الراحة والأمان عن طريق تعديل القوانن والتشريعات والقرارات الجريئة لصالحها، ثانيا ما يجرى على أرض الواقع من مجهودات وأفكار لخلق أجيال واعية مستنيرة تعمل على خدمة وطنها، لذا خرجت حملة طرق الأبواب فى ربوع المحروسة كداعمة للمرأة ومحركة للشارع المصرى فى قراه ونجوعه من خلال مقابات واقعية لوفود مكونة من مجموعات منتقاه من المجلس القومى للمرأة لإيقاظ الفكر وصحوة الضمير الوطنى والإفاقة من محاولات الخونة لاستقطاب بعض سيدات مصر بقلوبهن الطاهرة البريئة المحبة والعاشقة لبلادهن، فمن خلالها نعمل على توعية النساء بكيفية الحفاظ على أمننا القومى، ومخاطر المرحلة الراهنة والعمل على التصدى للأفكار الظلامية والإرهابية، بجانب المصارحة بالتحديات الاقتصادية التى نواجهها وكيفية مقاومة الغاء، كما يدعم المجلس الأحوال الصحية للمرأة من خال الكشف المبكر على الأورام وصرف الأدوية وتوفير أطباء فى كافة التخصصات وتوعيتهن بأهمية تنظيم الأسرة والحد من المشكلة السكانية، ولا نغفل دور المرأة المصرية في الحفاظ على استقرار وتماسك أسرتها، وتوعيتها بأهمية قبول الآخر واحترام الاختاف، وتربية الذكور على تقدير الفتيات وحمايتهن من التحرش والتأكيد على حقوق وواجبات الزوجن.
وخلال مراحل هذه الحملة التى وصلت حتى الآن فى بعض المحافظات للمرحلة الخامسة والتى تستهدف ثاث قرى فى كل مرحلة يتم استخراج بطاقات رقم قومى، وتوفير مشروعات صغيرة للسيدات لمساعدتهن فى تحسن الدخل، كما يحرص المجلس على سماع شكاوى المواطنات ومتطلباتهن لرفعها للجهات المعنية ومنها إنشاء فصول محو أمية، وتوصيل مياه صالحة للشرب ببعض المنازل، هذا بالإضافة إلى مشكلات الصرف الصحى فى عدد من القرى والنجوع، ومساعدة الفتيات الأيتام المقبات على الزواج والمطالبة بتفعيل بعض الوحدات الصحية الموجودة بالقرى، وتعد هذه الحملة من أهم وأقوى الحمات على الإطلاق لما لها من ردود فعل إيجابية ومردود حقيقى نستشعره من خال التعامل المباشر مع «عظيمات مصر » اللاتى يدركن مكانة هذا الوطن ولديهن طاقة عطاء حتى مع أوضاعهن شديدة الصعوبة، لكن دائماً مصر أولاً.
ويعد استمرار هذه الحملة تأكيدا لجهود الدولة الصادقة، واصرارا على تحقيق الهدف الذى قامت من أجله وهو طرق العقول وإفاقتها من غفوتها، ولا شك أننا فى مصر فى أمس الحاجة لطرق عقول الصغار قبل الكبار قبل فوات الأوان، فإذا كنا نستهدف فى هذه الحملة المرأة المصرية عصب الحياة والعمود الفقرى داخل الأسرة إلا أن أطفالنا وشبابنا فى حاجة ملحة لتصحيح المفاهيم الخاطئة وزرع قيم الانتماء والولاء بركائز العطاء والوطنية والإخلاص لهذا الوطن كى نحصد أجيالاً قادمة يرسخ بأذهانها إعاء كلمة وطن فوق أى اعتبار.