رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أعيدوا الأنشطة التربوية يرحمكم الله؟!

12-6-2017 | 00:44


بقلم : نبيلة حافظ

سنوات طوال ونحن في نقاش وجدال وكلام كثير.. ندوات ومؤتمرات وحلقات نقاشية كلها تدور حول أسباب تدهور التعليم وطرق إصلاحه وكيفية إنقاذه من عثراته التي وقع فيها على مدار عقود طويلة، ولكن للأسف الشديد الكلام كثير والمحصلة صفر! لأننا أصبحنا معتادي الكلام دون فعل على أرض الواقع، كما لو أننا نملك رفاهية الوقت التي تتيح لنا "التلكع" والتباطئ حتى يحين وقت التغيير، كل هذه الأسباب جعلت التعليم يسير من السيئ إلى الأسوء.

ومن المؤسف حقا أن يتم ذلك وسط ظروف اجتماعية وأمنية سيئة نمر بها من فقر وجهل ومرض وإرهاب يضرب أرض مصر منذ سنوات، ونسى أو تناسى كل من يبحث في ملف التعليم بمصر أن حال التعليم هو السبب الأساسي وراء كل ما نعانيه من مخاطر ومشكلات وصعاب، وأن إصلاحه هو التحدي الأكبر الذى يواجهنا لأنه قضية حياة أو موت.

نعم فلنبحث عن التعليم وحاله المؤسف والمتردي الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن، فلو كان التعليم يسير في مساره الصحيح ويؤدي رسالته ودوره تجاه أبنائه كنا أسعد حالا وأكثر استقرار وأوفر حظا وسط الشعوب، ولكن قدرنا أن نبقى على هذا الحال ونضيع وتضيع معنا أجيال عديدة بسبب تباطئ وتخاذل ـ وربما يكون عن عمد وقصد ـ من بيدهم القرار!

أعلم أن هذا الملف يحتوي على قضايا كثيرة، مناهج تعليمية جامدة وعقيمة ومتردية لا يستفيد منها الطالب على مدار سنواته التعليمية، مواد لا تساير التطور التعليمي الحادث بدول العالم ولا تواكب العصر الذي نعيشه، مواد تحض على كراهية التعليم وتجعل الطالب يلعن التعليم وسنينه، يحدث هذا على كافة المستويات ـ بالتعليم العام والتعليم الخاص ـ وبجميع المراحل التعليمية، والاستثناء الوحيد هو الحادث بالمدارس الدولية التي تدرس مناهج تعليمية مستوردة من بلادها بالخارج ولا علاقة لوزارة التعليم بها إلا في حدود المراقبة فقط.

ولا يقتصر هذا الملف الخطير على قضية المناهج التعليمية بل يحتوي على قضايا كثيرة، فصول كثافتها مرتفعة بطريقة خطيرة وخاصة بمدارس الدولة والتي تتجاوز في بعض الأحيان المائة طالب، حال المدرس وقضيته الأزلية مع الدروس الخصوصية، ولكن تبقى قضية مهمة ومهملة ومنسية رغم خطورتها وعلاقتها الوثيقة بانتشار الفكر المتطرف بين شبابنا وهي قضية إلغاء الأنشطة التربوية من العملية التعليمية، فلم يعد هناك حصة للموسيقى وحصة للألعاب الرياضية وحصة للأنشطة الفنية وغيرها من الحصص التي كانت موجودة في فترة الستينيات ومنتصف السبعينيات، تلك الحصص التي مارسنا فيها ونحن في طفولتنا كل الهوايات كلا حسب رغبته، لذا لم يكن هناك مجال للفكر المتطرف الذي ساد وانتشر بالمجتمع منذ أن أصبح التعليم خالي من هذه الهويات.

فكم من عالم ومفكر وأديب وفنان كانت لمدارسهم الفضل في بناء شخصياتهم واكتشاف مواهبهم وقدراتهم ليصلوا للمكانة التي وصلوا إليها وأصبحوا رموزا نعتز ونفتخر بهم على مدار التاريخ.

فيا أيها السادة الكرام.. يا من بيدكم صنع القرار، إن كنتم تريدون بمصر خيرا.. أعيدوا الأنشطة التربوية للعملية التعليمية يرحمكم الله!