قصص متعافين من مرض السرطان.. مشاهير هزموا المرض الخبيث
يتصور البعض أن الإصابة بالمرض الخبيث هي نهاية العالم وأنه لا فرار من الموت بعد الإصابة به، إلا أن الواقع شهد قصصا واقعية لمشاهير وشخصيات عامة وعادية نجحوا في هزيمة السرطان والانتصار عليه واستكمال حياتهم بعد تعافيهم التام منه.
وجاءت وفاة الإعلامية أسماء مصطفى أمس بعد شهور من محاربتها لمرض سرطان المعدة وعدم تمكن الأطباء من استئصال كل الورم الخبيث، لتحزن الرأي العام، وخاصة أن أمس شهد أيضا وفاة سلمى الزرقا أحد أشهر محاربات السرطان، وهو سرطان العظام الذي أصيبت به قبل سنوات وأدى لبتر يدها، لكنها ظل سنوات تحاربه إلى أن فاضت روحها إلى بارئها.
وهناك عددا كبيرا من المشاهير الذين نجحوا في هزيمة السرطان والتعافي منه، فالإصابة به ليست نهاية الرحلة، بل أن التمسك بالمقاومة والأمل ومحاربة هذا المرض اللعين بقوة إيمان هي من العوامل التي تساعد المريض على التعافي، حسبما توصلت عددا من الدراسات التي قالت إن الحالة النفسية من أبرز العوامل التي تساعد في السيطرة على انتشار السرطان وأن التوتر والقلق من العوامل التي تسهم في زيادة انتشاره.
محمد حسنين هيكل
كان الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل من أبرز محاربي السرطان خلال رحلة حياته، فقد قاومه 3 مرات طوال عمره، كانت الأولى في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وكانت الثانية في نهاية التسعينيات أما المرة الثالثة فكانت في 2004، لكنه كان محاربا وتمسك بالقوة وعدم الاستسلام في مواجهة المرض.
وقد عاش هيكل بعد التعافي من السرطان باحثا وموثقا لتاريخ مصر، وظل "الأستاذ" كما كان راصدا ومحللا للأحداث في مصر والعالم العربي فقدم بعدها عددا من البرامج التلفزيونية الهامة التي توثق تاريخ مصر كان آخرها مصر أين وإلى أين، مع الإعلامية لميس الحديدي، والذي استمر حتى وافته المنية بعد إصابته بالفشل الكلوي عن عمر يناهز 93 عاما في عام 2016.
أحمد حلمي
وكان الفنان أحمد حلمي، من بين الذين نجحوا في هزيمة السرطان أيضا، فقد أصيب بورم سرطاني في الظهر، عام 2014، فقد اكتشف ذلك بالصدفة وبدأ رحلة علاجه في صمت بعيدا عن أعين الإعلام والفن، وأجرى جراحة خطيرة لإزالة الورم، وواصل رحلة علاجه حتى تمام تعافيه من المرض ولم يعلن عن ذلك إلا بعد شفائه التام من الإصابة وعاد بعدها للظهور وعمله الفني.
وقد ساهم اكتشافه المبكر للإصابة في سرعة تعافيه من المرض، وفي وقت سابق أثيرت بعض الأنباء عن عودة إصابته بالسرطان، لكنه نفى ذلك بشكل واضح، قائلا: "لا تصدقوا الشائعات انتشر خبر أنني مريض هذا خبر غير صحيح، أنا الحمد لله لست مريضاً، وأشكر كل الناس الذين اتصلوا بي ليطمئنوا علي".
شريهان
وتعد الفنانة شريهان من أبرز محاربات السرطان، ونجحت في هزيمته والظهور مرة أخرى بصحة وأناقة كما كانت منذ ظهورها الأول في السينما والمسرح، ففي عام 2002 بسرطان الغدد اللعابية والذي يعد من أشرس أنواع السرطان، ثم بدأت رحلة علاجها والتي أجرت خلالها العديد من الجراحات وعانت من اختلال في الوزن بسبب المرض وعلاجه.
وتحكي عن تلك الفترة أنها تغيرت ملامحها تماما فلم يعد يعرفها أحد بسبب المرض ورحلة العلاج، التي كانت شاقة ومرهقة فأجرت عملية جراحية استغرقت 18 ساعة، وكذلك تعرضت لإجراء حوالي 100 عملية تكميلية لها، وكان وزنها ينخفض ليصل في بعض الأحيان إلى 37 كيلو ثم يزداد ليصل إلى 117 كيلو، حتى نجحت في هزيمة المرض والعودة لحالتها الطبيعية مع عام 2011.
إليسا
ونجحت الفنانة إليسا في هزيمة السرطان أيضا، وخضعت لرجلة علاج طويلة منذ اكتشافها إصابتها بسرطان الثدي، وخرجت من المرض من أبرز الداعيات للكشف الدوري للاكتشاف المبكر، فقد شاركت في حملة للتوعية بسرطان الثدي، وقالت: " "تشرين الأول شهر التوعية من سرطان الثدي، قضيتي وقصتي وكمان مصدر قوتي، إذا كنتي سيدة، راجعي الطبيب للفحص الدوري، وإذا في حولكن نساء، شجعوهن يخضعوا للفحوصات المبكرة، ليكون الشفاء أسهل، كرمالِك... وكرمال كل اللي بيحبوكي".
وقد وثقت رحلة إصابتها بالمرض من خلال كليب "إلى كل اللي بيحبوني"، حيث أصيبت إليسا بسرطان الثدي في 26 ديسمبر 2016، وبدأت العلاج من خلال عملية جراحية ثم العلاج الكيماوي، لكنها أخفت عن الجميع خبر مرضها، حتى سقطت مغشياً عليها بسبب تداعيات العلاج في حفل يوم الحب في فبراير 2017 في دبي، دون أن يعرف الجمهور وقتها سبب سقوطها.
وواصلت العلاج الإشعاعي على مدى 45 يوماً متواصلاً حتى أعلنت عن معركتها مع المرض في فيديو كليب، وظلت تتعالج من تداعيات المرض حيث خضعت مرتين لعملية في يدها اليمنى، لإزالة الاحتقان منها، وبعد تعافيها، أصبحت من أبرز الداعمات لحملات مكافحة سرطان الثدي، فتشارك في حملات التوعية بأهمية الفحص المبكر، وكذلك أطلقت خطاً للمجوهرات يذهب ريعه لمريضات السرطان.
جمال يوسف
في يناير 2020، أعلن الفنان جمال يوسف تمام تعافيه من مرض سرطان البلعوم الذي أصيب به، فقبلها بعدة أشهر أعلن خبر إصابته بعد إجرائع لمسح ذري إثر إصابته بتورم في الغدد الليمفاوية، وخضوع للعلاج في إحدى المستشفيات وأنه في حالة متأخرة، خضع لـ 35 جلسة علاج إشعاعي على مدار شهرين فقط.
وقد أثر العلاج الإشعاعي على وزن جمال يوسف ففقد كثيرا من وزنه، ورغم خطورة المرض ظل يقاوم حتى كشف آخر مسح ذري أجراه في يناير 2020 تعافيه من السرطان، وخرج ليشارك جمهوره باكيا من الفرحة بخبر تعافيه.
شادية
وكانت الفنانة الراحلة شادية من أبرز محاربات سرطان الثدي، حيث اكتشفت أثناء مشاركتها في تصوير مسرحية “ريا وسكينة” مع عبدالمنعم مدبولي وأحمد بدير وسهير البابلي، إصابتها بهذا المرض، لكنها قررت إخفاء الخبر واستكمال عرض المسرحية لأكثر من مرة حتى انتهى موسم عرضها ثم سافرت وتلقت العلاج.
و خضعت شادية لعملية استئصال لأحد ثدييها، وبعدما قدمت آخر عمل لها قررت بعده الاعتزال وقامت بأداء فريضة الحج، مع التبرع ببيتها الخاص ليكون مركزا لأبحاث السرطان، وعاشت بعدها بعيدة عن الأضواء حتى وافتها المنية في نوفمبر 2017.
أنيسة حسونة
أما الدكتورة أنيسة حسونة، فهي أيضا من أبرز محاربات السرطان فقد أصيبت به 3 مرات، حيث أصيب به في أجزاء عديدة من جسدها، وأخبرها أخصائي بريطاني إن أيامها في الحياة معدودة، لكنها ظلت تحارب المرض حتى هزمته، بعد رحلة علاج كانت مليئة بالألم والصعاب حتى شُفيت تمامًا من المرض الخبيث وروت هذه القصة في كتابها "دون سابق إنذار".
ففي أكتوبر من العام الماضي أعلنت أنيسة حسونة إصابتها بالسرطان مجددًا، وبدء جلسات العلاج الكيماوي للمرة الثالثة، مضيفة "مستجمعة كل ما في من الطاقة الإيجابية للسيطرة على المرض، دعواتكم فمرة أخرى لن أرفع الراية البيضاء بعد"، وواصلت رحلتها في هزيمة السرطان التي كانت قد بدأتها على مدار 6 سنوات.
ووثقت رحلتها مع المرض في كتابها بعدما اقترحت ذلك ابنتها مها، مضيفة: "اقترحت عليّ كتابة كتاب بدون سابق إنذار، للحديث عن تجربتي، وأصريت أن أحكي بالتفصيل، لكني رفضت وكنت أخشى من ردود الفعل، لكني عندما رأيت ردود الفعل، شعرت بأنني قدمت شيئًا مفيدًا".
زين يوسف
ويعد الطفل زين يوسف من أشهر محاربي السرطان، وقد أثارت قصته تعاطفا كبيرا لدى المجتمع المصري، منذ إعلان قصته في محاربة هذا المرض قبل عدة سنوات، وقد شارك يوسف قصته في هزيمة السرطان في منتدى شباب العالم 2019، حيث قال إنه حارب السرطان 4 مرات، بعد أن أصيب بمرض السرطان وهو في السادسة من عمره وتحديدا في فبراير عام 2013.
وبعدها تم تشخيصه بأنه مصاب بسرطان الخلايا الجذعية في المرحلة الرابعة والذي يعد نادرا ويصيب منطقة الصدر والبطن والعظام ونخاع العظم، ولكنه يختفي في الخلايا العصبية وتعافى منه للمرة الرابعة، وبعدا استكمل رحبة علاجه بالعلاج الكيميائي وعمليات جراحية ثم علاج بالإشعاع، وقد ظهرت قصته في إعلان تلفزيوني في رمضان 2018، وبعدها أصبح من أشهر محاربي السرطان ونجح في هزيمته ويجري فحوصات دورية للتأكد من تعافيه.