تأثيرات فيروس كورونا كثيرة ومتعددة على الصحة بشكل عام ولكن أبرز ما تم اكتشافه أنها تؤثر على التواصل بين الأشخاص حيث وجدت دراسة جديدة أن الناس يواجهون صعوبة في تحديد مشاعر أولئك الذين يرتدون أقنعة طبية وهو ما لا يحدث ولكن  عندما يكون غطاء الوجه شفافًا وذلك حسب ما ذكرت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.

قام فريق بحثي مشترك من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وكلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام بفحص كيفية تأثير الاستخدام الواسع للأقنعة على القدرة على التواصل غير اللفظي وقارنوا قدرة عامة السكان والعاملين في مجال الرعاية الصحية والصم على التعرف على مشاعر الشخص من خلال قناع N95 عادي وغير شفاف وقناع شفاف.

بالنسبة لكل مجموعة ، كان الناس أكثر عرضة بنحو أربع مرات للتعرف على المشاعر بشكل صحيح عندما كان الشخص يرتدي قناعًا شفافًا وقام الباحثون ، الذين نشروا نتائجهم  في JAMA Network Open ، بتجنيد 1000 مشارك ، تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات.

الأول كان من عامة السكان ، وهم مجموعة لم تكن معتادة على ارتداء الأقنعة أو التفاعل معهم قبل انتشار الوباء وكانت هناك أيضًا مجموعة من العاملين في مجال الرعاية الصحية ، الذين اعتادوا على التواصل بانتظام مع الأشخاص الذين يرتدون أقنعة في مكان العمل ، حتى في فترة ما قبل الجائحة.

كانت المجموعة الأخيرة مكونة من عاملين في مجال الرعاية الصحية ضعاف السمع ، والذين يستخدمون التواصل غير اللفظي بانتظام وقد يكونون قادرين على تحديد بعض علامات المشاعر بشكل أفضل من الآخرين.

في المجموع ، كان هناك 1000 مشارك في مجموعة السكان العامة ، و 123 من العاملين في مجال الرعاية الصحية و 45 من الصم أو ضعاف السمع في مجال الرعاية الصحية.

تم عرض مقاطع فيديو لأحد مؤلفي الدراسة وهو يبتسم وهو يرتدي قناعًا ، نصفه بقناع معتم والنصف الآخر بقناع شفاف وسُئل المشاركون عما إذا كان بإمكانهم تحديد المشاعر التي كان الرجل يظهرها ، سواء أكان سعيدًا أم حزينًا أم لا يعرفون.

بالنسبة لعامة السكان ، الذين سيكون لديهم خبرة عقد الإيجار في قراءة تعبيرات الوجه من خلال الأقنعة ، حدد 20 بالمائة فقط الرجل بشكل صحيح على أنه سعيد ، وأجاب ما يقرب من 70 بالمائة أنهم غير متأكدين.

للمقارنة ، 78 ٪ من عامة الناس أى ما يقرب من أربعة أضعاف  تمكنوا من تحديد انفعالاته عندما كان يرتدي قناعًا شفافًا وتم العثور على اتجاه مماثل مع مجموعتي الدراسة الأخريين أيضًا.

تمكن ما يزيد قليلاً عن 20 ٪  من العاملين في مجال الرعاية الصحية من تحديد الرجل على أنه سعيد عندما كان يرتدي قناعًا معتمًا ، حيث أفاد ما يقرب من 80 ٪ أنهم لا يعرفونه وعندما كان يرتدي قناعًا شفافًا ، تمكن 88٪ من التعرف على مشاعره.

كتب الباحثون: وجدت دراستنا أن هناك حاجة إلى حواجز الاتصال المتعلقة باستخدام الأقنعة ، خاصة بين الأشخاص ضعاف السمع.

علاوة على ذلك ، وجدنا أن استخدام الأقنعة الشفافة مقبول بشكل عام ويمكن أن يساعد في تحسين الاتصال في كل من إعدادات الرعاية العامة والصحية وبالنسبة لمجموعة الصم أو ضعاف السمع ، يمكن لـ 84 ٪ التعرف على انفعالاته من خلال القناع الشفاف ، مقارنة بـ 24 ٪ فقط من خلال القناع المعتم.

في حين أن هذا قد يدفع الكثيرين إلى الاعتقاد بضرورة تطبيق الأقنعة الشفافة في أماكن الرعاية الصحية ، إلا أن غالبية المرضى ما زالوا لا يفلضلونها ووجد الباحثون أن 45 ٪ فقط من عامة الناس شعروا بالإيجابية تجاه التفاعل مع طبيب يرتدي قناعًا شفافًا.

قال ثلاثون ٪ إن لديهم مشاعر محايدة تجاه الأقنعة وأبلغت نسبة صغيرة جدًا عن مشاعر سلبية وأعرب العاملون في مجال الرعاية الصحية أنفسهم عن استعدادهم لارتدائها ، على الرغم من أن 62 في المائة من العاملين في مجال الرعاية الصحية العامة و 82 في المائة يعانون من ضعف السمع أبلغوا عن مشاعر إيجابية.

النتائج لها تداعيات على الأطفال في المدارس الذين قد يكونون متخلفين عن النمو لأنهم لا يستطيعون تمييز العاطفة وراء الأقنعة وعلى عكس الولايات المتحدة ، عاد ملايين الأطفال إلى المدارس في المملكة المتحدة في أوائل سبتمبر دون الحاجة إلى تغطية الوجه.

وبينما تعد الأقنعة قضية خلافية سياسيًا في أمريكا ، صرح أعضاء كل من حزب المحافظين وحزب العمال في المملكة المتحدة أن ارتداء الأقنعة يمنع الأطفال من التواصل والتواصل الاجتماعي.