رأس المال الثقافي ومستقبل التنمية في السودان.. كتاب جديد بهيئة الكتاب
صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي ضمن سلسلة "أفريقيات" كتاب "رأس المال الثقافي ومستقبل التنمية في السودان.. دراسة ميدانية على مدينة الخرطوم" لمؤلفه محمد عبد الراضي محمود مدرس الأنثروبولوجيا الثقافية بكلية الدراسات الأفريقية العليا.
وفي تقديمها للكتاب تقول الدكتورة أماني الطويل رئيس تحرير سلسلة أفريقيات: "تكمن أهمية هذا الكتاب في طرحه لفكرة محبوسة في سياق الدراسات الأنثروبولوجية، وغير مطروقة في المجال العام رغم أهميتها البالغة في التنمية المستدامة طيقًا لتعريفات الأمم المتحدة. وفي هذا السياق رأينا أن يكون هذا الكتاب من بين إصدارات سلسلة أفريقيات، في محاولة لنشر وترسيخ النقاش حول رأس المال الثقافي في النقاش العام".
وتؤكد "أماني الطويل" أن من بين عناصر أهمية الكتاب، اتخاذه من النخبة الثقافية والأكاديمية في السودان نطاقًا للتطبيق كنموذج يمكن الاحتذاء به في الاهتمام بالنخب الثقافية من جهة، ولتنوير الرأي العام المصري والعربي باتجاهات هذه النخب من جهةٍ أخرى.
ويركز المؤلف في هذا الكتاب على النظريات المتعلقة برأس المال الثقافي الذي عرفه عالم الأنثروبولوجيا الثقافية "بورديو" والذي عاش في الفترة من 1930 حتى 2002م، بأنه: "مجموعة الرموز والمهارات الثقافية واللغوية والمعاني التي تمثل الثقافة السائدة، والتي اختيرت لكونها جديرة بإعادة إنتاجها واستمرارها ونقلها من خلال العملية التربوية، ويركز هذا المفهوم على أشكال المعرفة الثقافية التي تمكن الفرد من التفاعل مع المواقف بإيجابية، والقدرة على تفسير العلاقات والأحداث الثقافية، ويوجد رأس المال الثقافي في أشكال متنوعة، منها: الميول والنزعات الثقافية، والعادات المكتسبة من عملية التنشئة الاجتماعية، ويتمثل المفهوم في أشكال موضوعية مثل الكتب، والشهادات العلمية، والممارسات الثقافية".
ويعرفنا "بورديو" كما جاء في الكتاب بمفهوم النخبة المثقفة، والتي ينظر إليها ليس على أنها شريحة أعلى وأرقى من الناس لكون أفرادها يتمتعون بالعلم والمعرفة، أو لأنهم يعون ما يجهله الآخرون، وإنما ينظر "بورديو" للنخبة المثقفة لكونهم فاعلين في الثقافة الاجتماعية التي ينتجها التاريخ الاجتماعي في مجتمعٍ ما. وفي ضوء ذلك يمكن وضع مفهوم إجرائي للنخبة المثقفة بأنهم: "مجموعة من الأشخاص المتجانسين الذين يمتلكون رصيداً معرفياً، ويتمتعون بقبول مجتمعي يخول لهم التفكير في قضايا المجتمع، وذلك لامتلاكهم كفاءات نظرية وفكرية في المعارف والعلوم والتقنيات، ولديهم رصيد علمي متراكم، ويساهمون في تنمية المجتمع ومواجهة مشكلاته، والمراد بالنخبة المثقفة في ضوء هذا الكتاب هم "أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السودانية".