أقل الأعوام احتفالا بعيد الإذاعة! .. هنــــا القاهـــرة
كتب : طاهــر البهــي
انتظرنا حتى يمر الأسبوع الذي شهد مناسبة ذكرى انطلاق الإذاعة المصرية لنرصد الحدث، وكان من اللافت أن هذه المرة هى أقل الأعوام احتفالا بالمناسبة وليس لدينا من تفسير لذلك لكن قررنا أن نحتفل بالمناسبة بقراءة سطور الحدث الأعظم في الوجدان المصري.. البث الإذاعي صانع الأجيال والشاهد على الأحداث..
هنا القاهرة.. هي العبارة الإذاعية القصيرة الساحرة التي ترق لها القلوب وتطرب لسماعها الآذان، ويزداد سحرها إذا كنا خارج الحدود، وعمرها من عمر الإذاعة المصرية العريقة.. فقد بدأ البث الإذاعي المصرى في عشرينيات القرن الماضي، وكانت عبارة عن إذاعات أهلية، إلى أن بدأ بث الإذاعة الحكومية المصرية في 31 مايو 1934بالاتفاق مع شركة ماركوني، التي تم تمصيرها عام 1947، وكان عدد محطات الإذاعة المصرية في بدايتها أربع محطات فقط.
انطلق صوت الإذاعي أحمد سالم بتلك العبارة الساحرة عبر أثير الإذاعة المصرية الساعة الخامسة والنصف من مساء 31 مايو عام 1934: هنا القاهرة..
بداية الإذاعة
مرت الإذاعة المصرية بمراحل تطور خلال تاريخها، حيث بدأت شابة، ثم عفية ناضجة وتأثرت بالواقع الذي تغير وفقا لمراحل مختلفة، وتركت خلال كل مرحلة إنتاجا ضخما انضم إلى صفحات التاريخ وليس الإذاعة فقط، هذه المراحل هي: مرحلة الإذاعات الأهلية، عهد شركة ماركوني البريطانية، ومرحلة تمصير الإذاعة ونقل ملكيتها وإدارتها بالكامل إلى الحكومة المصرية، ثم عهد الثورة المصرية يوليو 1952.
وفيما يتعلق بالإذاعات المحلية كانت إذاعة "مصر الجديدة" هي أول إذاعة أهلية وبعد عامين افتتحت محطة أهلية أخرى أوروبية هي إذاعة "سابو"، وفي عام 1932 افتتحت "محطة راديو الأمير فاروق" وفى الإسكندرية افتتحت إذاعتان أشهرهما "محطة راديو فيولا"، فـ"سابو" كان يقوم بتشغيلها هواة، لذلك استخدموها كما يحلو لهم، حيث استخدمها البعض لبث رسائل الغرام وآخرون في الإعلان عن البضائع وأيضا للرسائل الخاصة والموجهة إلى أصدقائهم، وقد حاولت الحكومة المصرية آنذاك تنظيم الإذاعات الأهلية والسيطرة عليها لكن تلك الإذاعات قاومت بشدة وكانت تهدأ أحيانا وتمتنع عن بث رسائل الغرام ثم تعود مرة أخرى للعبث.
هدف تجاري
من الطريف أن الإذاعات المحلية قد استغلت تجاريا فقد كان معظم أصحابها من التجار وأصحاب الأعمال الذين استغلوا الإذاعة للترويج لبضائعهم، ونقل رسائل ترويجية إلى أذن المستمع بهدف الربح دون الاهتمام بالرسالة الإعلامية من هذه الإذاعات "محطة راديو فؤاد" التي أنشأها عزيز بولس، ومحطة "راديو فاروق".
مرحلة الثورة
بدأت الإذاعة مرحلة جديدة اتسمتبالتطور شكلا ومضمونا مع قيام ثورة 23 من يوليو 1952 حيث قدمت خلال شهر واحد من قيامها العديد من البرامج الخاصة والقصائد والأعمال الوطنية والخطابات السياسية وكان أشهرها بيان السادات وخلال هذه الرحلة الطويلة تألق العديد من النجوم عبر أثير الإذاعة منهم: سلوى حجازي، وعمر بطيشة وحلمى البلك، وآمال فهمى وإيناس جوهر وفضيلة توفيق وغيرهم.