متحور كورونا الجديد.. ما هي خطورته وكيف نواجهه؟
"أوميكرون" اسم متحور كورونا الجديد الذي أثار حالة من القلق خلال الساعات الماضية، بعد رصد إصابات به في جنوب أفريقيا، ما دفع العديد من دول العالم إلى وقف رحلات الطيران المباشرة معها، ومن بينها مصر بعد قرارات اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا مساء أمس.
وأعلنت وزارة الصحة أنها تتابع جنوب افريقيا بشأن التزايد السريع لمعدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد لا سيما في مقاطعة غاوتينغ، وحددت عددا من الإجراءات اللازمة للوقاية منه وعلى رأسها التباعد الجسدي وارتداء الكمامات والحصول على اللقاح.
ويبلغ عدد الإصابات بالمتحور الجديد في دولة جنوب إفريقيا 77 إصابة، وفي دولة بتسوانيا 6 إصابات، وإجمالي الاصابات المؤكدة التي تم الإعلان عنها حتى الآن على مستوى العالم وصل 87 إصابة، حسبما أعلنت وزارة الصحة في بيانه لها أمس، فيما تكثف منظمة الصحة العالمية من دراستها للأمر.
فيما أوضحت الصحة العالمية أنه ليس لديها تعليق في الوقت الحالي على قيود السفر التي تفرضها بعض السلطات على دول جنوب القارة الإفريقية المرتبطة بهذه السلالة المتحورة، وأنه سوف يكون هناك اجتماع آخر للجنة الفنية التابعة للمنظمة لمناقشة إن كان هذا التحور يحتاج إلى إجراءات خاصة أم لا يزال يحتاج إلى مزيد من الأبحاث لدراسة التسلسل الجيني لهذا المتحور.
متحور كورونا الجديد
وعن متحور كورونا الجديد، قال الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن متحور أوميكرون غامض حتى الآن، لكنه يحتوي على عدد مرتفع جداً من الطفرات، حوالى 32 طفرة في بروتين الشوكة الذى يساعد الفيروس على غزو خلايا الجسم عن طريق تسهيل الارتباط بالمستقبلات الخلوية التي تعلو خلايا الجهاز التنفسي خاصة.
وأوضح بدران، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن المخاطر المحتملة لهذه الطفرات هي 3 مخاطر رئيسية تشمل تحدى اللقاحات والحاجة للقاحات جديدة مما يعنى المزيد من النفقات والخسائر وضياع الوقت وتعطيل الاقتصاد، أما الخطر الثاني هو زيادة معدلات الانتشار، مضيفا أن الخطر الثالث هو أننا لا نعلم مدى ضراوة سلالة أوميكرون، وهل ستقترن بشدة المرض أو المضاعفات أو الوفاة أو تسبب وباءا جديداً ربما يكون كوفيد -٢٢.
وشدد على أننا نحتاج وقتًا إضافيًا لفهم المتغير الجديد وما هي الآثار المحتملة له، وأن كل الفيروسات تقوم بعمليات مستمرة من الطفرات، لضمان استمرار البقاء حية ، مضيفا أن سبب ظهور متحورات كورونا الجديدة هو أنه لا يزال هناك مئات الملايين من البشر غير مطعمين ضد الكورونا، فضلا عن مليارات الأشخاص الذين لا يعبأون بالتدبير الوقائية اللازمة للوقاية من الكورونا .
وأشار خبير المناعة إلى أنه للأسف مناعة المطعمين ضد كورونا غير دائمة، وهى حوالى ستة شهور، لذا نحتاج جرعات معززة، وكلما تركنا فيروس كورونا ينتشر وينتشر، كلما زادت الطفرات وتعددت السلالات، موضحا أنه ليس بالضرورة أن يكون المتحور الجديد سريع الانتشار، فالخوف أن يؤدي هذا النوع من العدوى إلى إحداث المزيد من الطفرات على الفيروس بسرعة، لا يعرف مدى تطورها.
مخاطر متحور كورونا الجديد
وأضاف أن الطفرات تزيد المخاوف من إمكانية ظهور أنماط أخرى من كورونا بإمكانها مقاومة اللقاحات التي يسارع العالم في تطويرها وإنتاجها، لأن الطفرات ربما تنتج سلالات أشد خطراً من ناحية سرعة العدوى ، وهذا هو ما يحدث فعلاً، أو من ناحية الضراوة ، فتصبح كورونا أشد عدوانية وفتكا وقتلا، وهو ما لا نتمناه.
وأشار إلى أن الحل لمواجهة ذلك هو رفع المناعة للنجاة من أية سلالة لفيروس كورونا، وخاصة أن اللقاحات تنقذ الحياة، لكنها في الوقت نفسه لا تغنى عن التدابير الوقائية أبدًا، موضحا أن توفير لقاحات كورونا خطوة فى خارطة الطريق للقضاء على الجائحة، لكن الالتزام بالتدابير الوقائية ضروري للحفاظ على مكتسبات مصر وجهودها في مواجهة فيروس كورونا.
وأكد مجدي بدران أن لقاح كورونا يساعد أيضًا في حمايتك من الإصابة بمرض خطير حتى إذا أصبت، وقد يؤدي تلقي التطعيم أيضًا إلى حماية الأشخاص من حولك، وخاصة الأشخاص المعرضين لخطر متزايد للإصابة بأمراض خطيرة من كوفيد، مطالبا الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل ضد كورونا الاستمرار في اتخاذ الاحتياطات في الأماكن العامة مثل ارتداء قناع، والبقاء على بعد 6 أقدام من الآخرين، وتجنب الازدحام والأماكن سيئة التهوية وغسل يديك كثيرًا، والتأكد من أن التطعيم ضد فيروس كوفيد -19 أداة مهمة للمساعدة في وقف الوباء.