رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


رمضان فى عش: شادية وصلاح

12-6-2017 | 16:19


تحقيق: عائشة صالح

فى أول ليلة من ليالي رمضان خرجت شادية وزوجها صلاح ذو الفقار إلي زيارة لمسجد القلعة وكانت الكواكب مع النجمين السعيدين... تسجل لقاءهما الجميل مع أول نسمة من نسائم شهر رمضان...

كانت شادية تقف في شرفة بيتها التي تري منها النيل بجوار كوبري الجامعة وترتفع أمامها مئذنة مسجد صلاح الدين ومآذن أخري كثيرة تظهر بين بيوت القاهرة وقالت لي شادية:

إنني أحب هذا المشهد كثيرا ما أقف هنا أرقبه وأكثر الليالي تقضيها معا أنا وصلاح هنا في الشرفة نسهر بعد السحور حتي يطلع الفجر.

قالت لها: وماذا تعملين الآن؟

قالت: لقد تفرغنا أنا وصلاح لرمضان منذ أشهر قررنا إلا نعمل في شهر الصيام ورفضنا عروض الأفلام التي يتم تصويرها فيه..

لماذا؟!

قالت: لقد اعتدت أن يكون لرمضان طعم خاص ومهما كانت مشاغل الحياة فإنني لا أحب أن يضيع مني طعم رمضان.

ورمضان هذا العام سأقضيه كله في البيت لن أخرج إلا للنزهة أو قضاء مشوار قريب سأكون ست بيت سأرعي زوجي صلاح لن أترك أي زرار من قمصانه مكسور سأركبه بنفسي سأرتب الدواليب سأطبخ لقد ضاع منا رمضان في العام الماضي بسبب العمل كنا دائما أما صلاح أو أنا في الاستوديو ولذا تفرغنا هذا الشهر..

أنني زحب رمضان منذ طفولتي أحب روحه عندما كنا نجتمع بكامل أفراد أسرتنا حول مائدة الافطار ونحن في انشاص يوم كان والدي موظفا هناك ثم ونحن في القاهرة ومن حبي له لا أنسي حتي الآن هوايتي في جمع الفوانيس ومنذ أيام اشتري لي صلاح فانوسين اضفتهما إلي المجموعة التي احتفظ بها.

وأكمل صلاح الحديث.. قال:

في العام الماضي طلبت مني شادية أن أزشتري لها فانوسا كنا قبيل رمضان وظننت أن الطلب ليس مهما فكنت أؤجله يوما بعد يوم وعندما أصبحنا في رمضان عدت إلي ا لبيت فوجدت شادية أقرب إلي ال زعل..

سألتها : مالك؟

ردت بعتاب: أين الفانوس؟

وأسرعت خارجا قدت عربتي بسرعة مخترقا شوارع القاهرة إلي ميدان الحسين.

واشتريت الفانوس أصالح به شادية..

انني كلما مررت بمسجد أشعر كأن يدا تشدني إلي ال داخل لاصلي لله خاصة إذا مررت بمسجد الحسين وكثيرا ما أدخل لأصلي ركعتين لله.

وعلقت شادية قالت:

لا تعجبني الفوانيس الحديثة التي تضيئها بطارية أفضل أن تضاء بالشمعة لأنها ت عيد إلي ذكريات الطفولة عندما كنا نتشاجر أنا وأخي محمد وأخي طاهر علي الفوانيس فقد كان أحدهما يكسر فانوسه ثم يريد أن يأخذ فانوس غ يره وكنت أدافع عن فانوسي فلا يجرؤ أحد منهما علي الاقتراب منه.

كم كنت أحب رمضان... وكم لعبنا فيه

قبل أن ينطلق المدفع نجتمع نحن بنات الناحية نلعب وننشد اغنيتنا المفضلة:

علي عليوة.. ياللي

ضرب الزميرة .. ياللي

ضربها حربي.. ياللي

نطت في قلبي... ياللي

قلبي رصاص.. ياللي

أحمد رقاص.. ياللي

رقاص علي مين.. ياللي

علي شاهين.. ياللي

شاهين ما مات.. ياللي

خلف بنات.. ياللي

خلفهم تسعة.. ياللي

قاعدين ع القصعة.. ياللي

وأخويا فيهم.. ياللي

عاوج طربوشه... ياللي

اداني جنيه.. ياللي

أجيب به إيه .. ياللي

أيب به وزه .. ياللي

والوزة تكاكي.. ياللي

وتستمر الأغنية..

بعضنا يغني.. وعدد آخر مثل الكورس، عليه أن يردد وراءنا "ياللي ياللي".

ولابد أن أغني، وأستعرض مواهبي.. لان صديقاتي يحرصن علي الاستماع إلي.

ولا نعود إلي بيوتنا إلا مع مدفع الأفطار.

ويتكلم صلاح..

- أنني أحب أن أصعد إلي أعلي مكان في القاهر كلما جاء رمضان.. أذهب إلى برج الجزيرة أو إلى جبل المقطم، أو القلعة أو عمارة عالية.. وأنظر منها.. لا أدرى لماذا؟.. وأن كنت أشعر وأنا أنظر إلى الناس أنهم مثل النمل.. أحجامهم ضئيلة، ولا حول ولا قوة.. وأشعر عندئذ أن نجاح أى إنسان من الله وحده..

وأحب أيضا السهرات الشعبية أن روح رمضان هناك فى الاحياء الشعبية، فى السيدة زينب، فى الحسين نفس طعم رمضان أيام زمان.. الترابط بين الناس.. مأكولات رمضان.. الناس داخلون أو خارجون من المسجد.. لو نقلت هذا الجو إلي الزمالك أو جاردن سيتى فإنه يفقد الروح.

رمضان بيبقى رمضان فى الحى الشعبى.. مثلا أحب أسهر فى قهوة الفيشاوى.. وقد سمعت أنها ستنقل إلى شارع الهرم.. كيف ذلك وقيمتها الحقيقية أنها جزء من الحى الشعبى ككل..

ياسلام لازم الواحد يروح يسهر فى الاحياء الشعبية.

ونظر إلى شادية فوجدها تنظر له.. وقال:

- قصدى أقول.. إن السهر فى رمضان لا يكون رائعا إلا فى البيت!

قلت لشادية ما رأيك فى جولة رمضانية؟

قالت : إلى أين؟

قلت إلى حى شعبى.. ألست تبحثين عن روح رمضان.

ورحبت شادية وصلاح.. وخرجنا معا..

ذهبنا إلى مسجد صلاح الدين، أمام كوبرى الجامعة.. من بعده ذهبنا أيضا إلى القلعة.

وأسرعت شادية تدخل مسجد القلعة، ومعها صلاح.. ودارت فى ساحته.. تتنفس بعمق.. وتقول: هنا فعلا روح رمضان .

الكواكب 752 – 28 ديسمبر 1965