في ذكراها .. شادية و«المرأة المجهولة» في بلجراد
تحل اليوم ذكرى رحيل الفنانة الرقيقة شادية، وهي الفنانة التي برعت في الغناء مع التمثيل في آن وحد، ورغم تفوقها في العصر الذهبي للسينما بهاتين الموهبتين إلا أنها لم تدخل دائرة الصراع على لقب "سيدة الشاشة" الذي نالته النجمة فاتن حمامة، وهذا اللقب آثار بالفعل ردود أفعال عند بعض النجمات، وقد رأين أنها أحق به من فاتن، لكن شادية اعترفت كثيرا أن ممثلتها المفضلة كانت فاتن حمامة، وفي قمة مجدهما حققتا فاتن وشادية الكثير لفنهما على الصعيد العربي، أما العالمي فقد كانت من خير سفيرات الفن لتظهر مكانة مصر السينمائية على خريطة العالم الفنية.. وفي ذكرى شادية نلقي الضوء على رحلتها إلى بلجراد.
سافرت شادية وفاتن حمامة في منتصف ديسمبر 1960 لحضور مهرجان السينما بيوغسلافيا، حيث يقام في بلجراد أسبوع الفيلم العربي، وقد شاركت شادية بفيلمين في المهرجان هما "المرأة المجهولة" و"لوعة الحب" وشاركت فاتن حمامة بفيلم "دعاء الكروان" وكان فيلم "البنات والصيف" هو رابع الأفلام المشاركة في المهرجان، ولاقت الأفلام المصرية إقبالاً جماهيرياً يفوق الوصف، حيث أقبل الساسة اليوغسلافيون وكبار الكتاب والمثقفين على شادية وفاتن حمامة لتهنئتهما كما جاء في تقرير مجلة الكواكب عدد 20 ديسمبر 1960.
وواجهت شادية وفاتن صعوبة كبيرة في تلبية دعوات التكريم التي يدعى إليها الوفد المصري الذي كان ضمنه المخرج حلمي رفله والسينمائي محمد جمال الدين رفعت، وقاموا بتلبية ست دعوات يومياً طوال فترة المهرجان، وكانت شادية وفاتن موضع الإعجاب والتقدير من الجميع بأناقتهما واستطاعت كل منهما أن تحفظ عدة كلمات التحية لمخاطبة الفتيات اليوغسلافيات، وأعجبت الفتيات اليوغسلافيات بطريقة نطق شادية وفاتن بعبارات التحية، وأكد جمال الدين رفعت أن شادية وفاتن رفعتا رأس مصر عالياً وظهرتا بصورة مشرفة.. وقد حملت كل منهم 500 صورة تذكارية لتوزيعها كهدايا نفدت كلها في اليوم الأول للحفل .
نفدت تذاكر أسبوع الفيلم العربي عن كاملها مما دعا الشباب العربي المقيم للدراسة في يوغسلافيا للتقدم بشكوى لإدارة المهرجان، وجاء الحل سريعا بتوفير مقاعد إضافية لكل الطلبة العرب الذين لم يحصلوا على تذاكر، أما فيلمي "لوعة الحب" و"البنات والصيف" فقد وافقت إدارة المهرجان على عرضهما بعد أسبوع الفيلم العربي بناء على رغبة الجماهير والشباب العربي الذي ألح على عرضهما مرة ثانية.
زارت شادية والوفد المصري بلدة سراييفو التي تضم معظم مسلمي يوغسلافيا وبها ما يقرب من 70 مسجداً ، كما زارتا أيضا مدينة "زغرب" وتنافس الجميع حكومة وشعبا في تكريم الوفد المصري، وكانت شادية وفاتن تعودان يوميا وهما في قمة الإرهاق من كثرة التكريم .. ومن نتائج تلك الرحلة توطيد التعاون السينمائي بين البلدين ولمس السينمائيون اليوغسلاف مدى التقدم المصري في الإنتاج والتمثيل وكانت الأفلام المصرية الأربعة خير دليل على ذلك .