الجارديان: اتخاذ إجراءات مبكرة ضد متغير "أوميكرون" يعد أمرا حتميا لتجنب العواقب الوخيمة
رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن ظهور متغير جديد من فيروس كورونا /أوميكرون/، يتطلب استجابة عالمية عاجلة ما يساعد في تفادي العواقب الوخيمة.
وقالت الصحيفة، يبدو أن متغير /أوميكرون/ الذي رصده العلماء في إفريقيا - بما في ذلك المعهد الوطني البريطاني للأمراض المعدية - يمثل التهديد الرئيسي التالي فيما يتعلق بالوباء في حين تشير الأدلة المبكرة من المراقبة الجينية الخاصة بهم إلى أن هذا المتغير الجديد هو سبب خطير يدعو للقلق ومن ثم فمن الأهمية بمكان أن نتخذ خطوات سريعة للتعامل مع هذه المعلومات الجديدة.
وأضافت الصحيفة - في مقال للرأي أودرته عبر موقعها الإليكتروني، اليوم /الأحد/ - أنه تم اكتشاف المتغير أيضا في بوتسوانا وجنوب إفريقيا وهونج كونج، وسيستمر بلا شك في الظهور في مناطق أخرى في الأيام القادمة؛ وظهرت حالات متعلقة بالسفر في بلجيكا وإسرائيل وتم اكتشاف حالتين من المتغير الجديد في المملكة المتحدة.
وأوضحت أنه عندما تم اكتشاف أوميكرون لأول مرة، لاحظ الخبراء بالفعل العدد الكبير من التغييرات بالنسبة لسلالة ووهان الأصلية والأمر الذي يبعث على القلق أن عددا كبيرا من هذه الطفرات مرتبط بالبروتين الشائك الخاص به (سبايك) الذي يستخدمه الفيروس لإصابة خلايانا، وبعض هذه التغييرات كانت معروفة بأنها مسؤولة عن انتقال أسرع أو هروب مناعي في سلالات أخرى ومع ذلك فيمكن أن تكون التغييرات الأخرى في هذه السلالة قد جعلت الفيروس أقل كفاءة في الانتقال.
ويبدو أن متغير /أوميكرون/ آخذ في الانتشار إذ يمكن أن يكون الباحثون الجنوب إفريقيون أكثر ثقة بشأن انتشاره هذا بسبب مراوغة هذا الفيروس ، كما أن ثمة تغيير يؤثر على قراءة بعض اختبارات تفاعل البوليمياز المتسلسل، مشيرة إلى أن النمو القوي الذي يُستدل عليه فضلا عن معلومات التسلسل المتاحة لدينا، تعني أن هناك احتمالا كبيرا لأن يكون هذا الفيروس إما أكثر قابلية للانتقال أو قدرة على التهرب من الجهاز المناعي أو ربما كليهما.
وأوضحت الجارديان أنه لا توجد بيانات متاحة حتى الآن تشير إلى أن متغير أوميكرون يزيد من شدة المرض أو مقاومته لقاحاتنا الحالية ويتطلب هذا إجراء تحقيقات معملية في المستقبل ومراقبة مستمرة في العديد من البلدان خلال الأسابيع القادمة.. كما يتعين أن ننظر في هذا الاكتشاف المحتمل للهروب المناعي، والذي كان موجودا في كل خطة وبائية تقريبا.
وفي سياق ما أحرزناه من تقدم: فقد حدد التسلسل الجيني، السلالة الجديدة بسرعة عالية؛ بفضل مشاركة البيانات المفتوحة إذ تم تنبيه المجتمع العلمي العالمي إليها وبدأ العمل -مجددا- على تحديد ماهية ما يفرضه من مخاطر.
واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة، إن تجربتنا وفهمنا لمتغيري /ألفا/ و/دلتا/ توضح أن اتخاذ إجراءات مبكرة أفضل بكثير من الاستجابة المتأخرة فربما يتضح أن هذا البديل لا يفرض تهديدا كبيرا، غير أن عواقب عدم التصرف مبكرا قد تكون مدمرة، ومع ذلك ، فإن الأبطال الحقيقيين لهذه القصة هم علماء بوتسوانا وجنوب إفريقيا الذين جمعوا البيانات بشكل سريع وقدموا تحليلات ثاقبة، وكانوا منفتحين وشفافين بشأن نتائجهم.