للمرة الأولى..شعوب المتوسط تحتفل "باليوم العالمي للمتوسط" في دعوة لتعزيز الهوية والتعاون ومواجهة التحديات
للمرة الأولى تحيي، اليوم الأحد، شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط، "اليوم العالمي للمتوسط"، في محاولة لتوحيد مواطني الضفتين أمام التحديات التي تواجهها المنطقة وكذلك للتأكيد على الهوية والتاريخ المشترك وليكون بمثابة دعوة لجميع دول الحوض للتعاون سويًا.
ويعد "اليوم الدولي لحوض البحر الأبيض المتوسط"، والذي يوافق 28 نوفمبر، فرصة سنوية للاحتفال بالتعاون والتفاهم المتبادل في تلك المنطقة التي توفر ثروة لا مثيل لها من التنوع البشري والطبيعي، ويقطنها أكثر من 480 مليون مواطن، يعيشون في ثلاث قارات، مع ساحل يبلغ طوله 46000 كيلومتر.
ويأتي "يوم المتوسط" لتعزيز الهوية المتوسطية المشتركة والتعاون الإقليمي وكذلك للتذكير بعملية برشلونة، التي أطلقت الشراكة الأورو-متوسطية عام 1995، كما يسلط هذا الحدث العالمي الضوء على الإنجازات والمبادرات الإقليمية التي قامت بها الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية ومؤسسات التمويل الدولية ووكالات التنمية والمجتمع المدني ومنظمات القطاع الخاص.
ويوفر "يوم البحر الأبيض المتوسط" الفرصة كذلك لعقد فعاليات ثقافية في جميع أنحاء المنطقة من شأنها تقوية الروابط وتعزيز التبادل بين الثقافات والحوار واحتضان التنوع إلى جانب رفع مستوى الوعي بالجهود التي تبذل لدفع التعاون والتكامل في المنطقة الأورو-متوسطية.
وبهذه المناسبة، نظم الاتحاد من أجل المتوسط أكثر من 50 فعالية ومبادرة في جميع أنحاء المنطقة للاحتفال بتلك النسخة الأولى من يوم المتوسط، كما أطلق الاتحاد حملة بعنوان "البحر الأبيض المتوسط في كلمة واحدة"، تدعو جميع المواطنين إلى التفكير في الهوية المشتركة وما يوحد الشعوب
المتوسطية، بجانب توزيع مقطع فيديو دعائي لوسائل الإعلام للتعريف بمنطقتنا الثرية والترويج لها.
وتضم حملة "البحر الأبيض المتوسط في كلمة واحدة" شخصيات مختلفة من جميع مجالات الحياة ومن بينهم المستكشف برتران بيكار، وعازف الكمان آرا مالكيان، والحائزة على جائزة نوبل للسلام وداد بوشماوي، وغيرهم.
من جانبه، أكد السفير ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أنه كان هناك حاجة لإطلاق يوم للمتوسط؛ لتذكير شعوب المنطقة والعالم بأن هناك تحديات مشتركة وإرادة سياسية لتخطي المعوقات وتعزير التعاون بين ضفتي المتوسط.
وأوضح كامل أن إطلاق هذا اليوم كان له اعتبارات تتعلق بالهوية والتاريخ والثقافة المشتركة في تلك المنطقة، مضيفًا : "كل دول الاتحاد مدركة أن هناك رابطًا حضاريًا وثقافيًا يجمعها منذ آلاف السنين، بجانب وجود تحديات مشتركة لاسيما على الصعيد التنموي تجعل من هذا المكان محيطًا تتشابك مصالحه وتتوحد توجهاته وأهدافه في إنشاء منطقة للاستقرار والتعاون حول حوض البحر المتوسط".
واعتبر الأمين العام أن إطلاق "يوم للمتوسط" يمثل فرصة أيضًا لعرض ما هو إيجابي وما تم إنجازه على أرض الواقع من تنمية وتعاون اقتصادي وتبادل ثقافي وتوافق بين دول المنطقة حول عدد من الملفات الهامة مثل المناخ والتعليم والبحث العلمي والحفاظ على التنوع البيولوجي والتكامل الاقتصادي وكل مناحي التعاون التي تهم مواطنينا.
ويتصادف مع الاحتفال بيوم المتوسط، انعقاد غدًا الاثنين ببرشلونة، المنتدى الإقليمي السادس لوزراء خارجية بلدان الاتحاد، وتترأسه الرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط، التي يتولاها الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية، جوزيب بوريل، ووزير خارجية المملكة الأردنية، أيمن الصفدي، بجانب انعقاد الاجتماع الوزاري بين الاتحاد الأوروبي والجوار الجنوبي؛ لبحث التقدم المحرز في تنفيذ الأجندة الجديدة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى جلسة خاصة حول التكامل الإقليمي لاستعراض التقرير الذي أعدته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بتكليف من الاتحاد عن حالة التكامل الأورومتوسطي بالمنطقة.
وفي ظل التحديات الجسيمية التي تواجه منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، على رأسها ظاهرة الاحتباس الحرارة وتغيير المناخ، يأتي "يوم المتوسط" ليسلط الضوء على مقومات وإمكانات التي تمتلكها المنطقة، ما يشجع دول المتوسط للتعاون معًا من أجل تجاوز التهديدات المناخية والاستفادة المشتركة من ثروات المنطقة لتحقيق التنمية المنشودة وتطلعات شعوبها.
يشار إلى أن جميع الدول الأعضاء بالاتحاد من أجل المتوسط، والبالغ عددهم 42 دولة، كانت قد اتفقت على إطلاق "اليوم العالمي للمتوسط"، خلال نسخة 2020 من المنتدى الإقليمي الخامس لوزراء الخارجية، اعترافًا بثقافة البحر الأبيض المتوسط ، واحتضان هذا التنوع الغني للمنطقة بكافة أشكاله ولزيادة تكثيف التكامل والتعاون الإقليميين.