أوميكرون ليس الأخير.. أطباء يوضحون أسباب استمرار تحور فيروس كورونا وكيفية مواجهته؟
أثار متحور كورونا الجديد أوميكرون حالة من القلق عالميا، بسبب ما يتسم به من سرعة في الانتشار وطفرات غير مسبوقة في فيروس كورونا تفوق ما شهدته متحوري دلتا ودلتا بلس، وهو ما فسره أطباء وخبراء مناعة بأنه يرجع إلى بطء وتيرة التطعيم في القارة الأفريقية وكذلك طبيعة الفيروس ذاته الذي يسعى للتحور باستمرار للتلائم مع البيئة المحيطة به.
وأكدت منظمة الصحة العالمية في بيان لها اليوم أن أوميكرون لديه عددا غير مسبوق من زيادة التحورات وبعضها يثير القلق بالنسبة للأثر المحتمل على مسار الجائحة، فيما قالت المنظمة أيضا أن تقييم مجمل الخطر العالمي المتعلق بأوميكرون مرتفع للغاية، وأن احتمال زيادة انتشار السلالة أوميكرون على المستوى العالمي مرتفع.
وأوضحت أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث للوصول إلى فهم أفضل لاحتمال تغلب أوميكرون على اللقاحات والمناعة المكتسبة بعد الإصابة، وأنه ثمة قدر كبير من عدم اليقين إزاء قدرة أوميكرون على التغلب على جهاز المناعة.
متحور أوميكرون لن يكون الأخير
ومن جانبه، قال الدكتور طه عبد الحميد عوض، أستاذ أمراض الصدر بجامعة الأزهر، إن متحور كورونا الجديد أوميكرون لن يكون الأخير في متحورات فيروس كورونا، نظرا لأن أي فيروس أو ميكروب لا بد أن يجري تحورات في صفاته لكي يلائم البيئة ويستمر في التعايش فيها، فالتحورات تجري في البروتين الشوكي للفيروس.
وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن السبب في التحور في البروتين الشوكي هو أن يتمكن الفيروس من مهاجمة الخلايا المناعية للجسم، مضيفا أن التطعيم يحصن الخلايا ضد الفيروس، لذلك يلجأ للتحور بتغيير الصفات في البروتين الشوكي له وعمل طفرات جديدة ليتمكن من النفاذ إلى الخلية.
وأضاف عوض أن فيروس كورونا كأي كائن حي في البيئة يقوم بتحورات لكي يلائم الظروف المحيطة به ويواصل الحياة، موضحا أنه يقوم الإنسان بارتداء الملابس الثقيلة شتاء وتخفيف الملابس صيفا وهي أحد أشكال التحور، وكذلك طبيعة البشرة السمراء في المناطق الحارة والبشرة الفاتحة في المناطق الباردة هي أيضا من أشكال التحور للتلائم مع البيئة.
وشدد على أن أوميكرون يحمل تغيرات في البروتين الشوكي ما يجعله يهاجم الخلية في الجسم ويتمكن منها، وهو يتسم بكونه واسع الانتشار حيث ظهر في جنوب أفريقيا وبتسوانا وظهرت حالات منه الدول الأوروبية، مضيفا أنه لهذا السبب لجأت الدول لوقف الطيران مع جنوب أفريقيا لمنع انتقاله إليها.
وأكد أن بعض الشركات المصنعة للقاح كورونا تجري دراسات وخلال أسبوعين ربما تتمكن من التوصل إلى لقاح مضاد لهذا المتحور الجديد، موضحا أن المطلوب هو الاستمرار في نفس الإجراءات الاحترازية المعلنة منذ بداية الجائحة من خلال الحصول على اللقاح للوقاية من الفيروس ومتحوراته.
وطالب بالاهتمام بغسل الأيدي وتطهيرهما بمطهر كحولي وارتداء الكمامات وكذلك تجنب الأماكن المزدحمة والمغلقة وتعزيز مناعة الجسم بالتغذية السليمة والصحية، وهي ذات الإجراءات المحددة من قبل الأطباء منذ بداية الجائحة.
الهروب المناعي ومقاومة اللقاح
ومن جانبه، قال الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، إن متحور أوميكرون الجديد رصد في جنوب أفريقيا وبتسوانا وبعض الدول الأوروبية، ومصدر تحوره هو جنوب أفريقيا، مضيفا أنه تحور في القارة السمراء بسبب بطء منظومة اللقاحات في القارة فهناك الكثير من الدول لم تبدأ في التطعيمات وأخرى تسير ببطء.
وأوضح الحداد، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذا البطء في وتيرة التطعيم هو ما يساعد على أن يتحور الفيروس، وهذا التحور هو أن يغير الفيروس في شكله وصفاته للتمكن من النفاذ إلى الخلية، موضحا أن الفيروس يحتاج لعائل أو وسيط للتكاثر والنمو، وهذا العائل هو الإنسان، وإن كان مطعما فلن يتمكن من الدخول إليه لأنه سيجد أجسام مضادة تقضي على الفيروس.
وأشار إلى أن الفيروس يحتاج أشخاص غير مطعمين لكي يتمكن من التحور والتكاثر، لذلك ساهمت اللقاحات في منع تحورات الفيروس، لأن دخوله للجسم وانتقاله بين أكثر من شخص يساعد على التحور وظهور طفرات جديدة ومختلفة، موضحا أن متحور كورونا الجديد أوميكرون الأزمة فيه أن تحوره أثر على الشوكة البروتينية وهو الجزء الذي تلتصق فيه الأجسام المضادة التي تتكون بعد اللقاح.
وشدد على أنه عندما تجد الأجسام المضادة تلك الطفرات فلن تلتصق بها بسبب تغير الصفات مما يؤدي إلى حدوث ما يعرف بـ"الهروب المناعي" فقد لا يتعرف الجهاز المناعي عليه، على عكس ما حدث مع متحورات دلتا ولتا بلس التي لم تكن في الشوكة البروتينية، مضيفا أن أوميكرون شهد تحورا في 32 بروتين داخل الشوكة البروتينية.
وأكد أن فيروس كورونا كلما يتحور تزداد قدرته على الانتشار لذلك متحور أوميكرون هو أكثر قدرة على الانتشار، والخوف من مشكلة الهروب المناعي أو هروبه من اللقاح ومقاومته لها، لذلك تجري الأبحاث حاليا لمعرفة وتحديد هذا الأمر.