ذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية أن أوروبا "تندفع" حاليا نحو إعطاء سكانها جرعة ثالثة من لقاحات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في ضوء ارتفاع أعداد حالات الاصابة الحديثة بشكل لا هوادة فيه خلال الأسبوع الماضي في دول عديدة، من بينها ألمانيا.

وأضافت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي، اليوم /الاثنين/ - "العديد من الدول الأوروبية كانت بطيئة في طرح المعززات وركزت حملاتها على كبار السن والمستضعفين طبيًا، ولكن اتساع النطاق الخطير للموجة الحالية من العدوى وما استجد من مخاوف متزايدة بشأن انتشار متغير أوميكرون الجديد، الذي تم اكتشافه لأول مرة في جنوب أفريقيا، دفع الحكومات إلى تسريع حملات إعطاء المُعززات".

وأوضحت أن 8 دول في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك النمسا وبلجيكا وهولندا، سجلت أكثر من 100 حالة يومية لكل 100 ألف شخص في الفترة الأخيرة، وذلك وفقًا لأحدث البيانات، وهي أكبر نسبة مسجلة.. لافتة إلى قول رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الخميس الماضي إن "موجة جديدة تضربنا بقوة، ونحن بحاجة إلى زيادة التطعيم أكثر"، معتبرة أن المشكلة لم تكن عدم كفاية الإمداد بالجرعات، بل الحاجة إلى إعطاء المواطنين المزيد من حق التطعيمات.

وقال ينس لوندجرين أستاذ الأمراض المعدية في جامعة كوبنهاجن، في تصريحات خاصة للصحيفة إن "مشكلة أوروبا عبارة عن مزيج من عاملين؛ هما: الافتقار إلى التطعيم الأولي، إلى جانب إعطاء المُعززات غير المتكافئة بين أولئك الذين حصلوا بالفعل على اللقاح.. لذا، يجب التركيز على هاتين الجبهتين".

كما تضغط وكالات الاتحاد الأوروبي بشدة لتسريع وتيرة حملات المعززات، حيث قال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها الأسبوع الماضي إنه "يجب مراعاة المعززات لأي شخص يزيد عمره عن 18 عاما مع إعطاء الأولوية لمن تزيد أعمارهم عن 40 عاما".

واعتبارًا من 10 يناير 2022، سيتعين على المسافرين الذين يدخلون الاتحاد الأوروبي إما تلقي جرعة معززة أو أن يكونوا قد حصلوا على جرعة ثانية قبل 9 أشهر على الأقل، وفقًا لأحدث الإرشادات، مع التعهد بوضع خطط للاعتراف بالمعززات في شهادات اللقاح.

وتتابع العواصم عن كثب التطورات في المملكة المتحدة، حيث بدأت جهود المعززات في سبتمبر الماضي.. وفي فرنسا، قالت الحكومة إنها ستتيح جرعات معززة لجميع البالغين بعد 5 أشهر من تلقي الجرعة الثانية، وفي إيطاليا، سيتم إعطاء المعززات بعد 5 أشهر من الجرعة الثانية بدلاً من ستة، بما سيسمح لمعظم الناس بتلقي الجرعة الإضافية في ديسمبر المقبل قبل موسم البرد.

ورغم ذلك، لاتزال الصورة مُبهمة في إسبانيا، التي التزمت بسياسة التركيز على الجرعات المعززة لمن هم فوق الستينيات.. ويدافع المسئولون عن هذا النهج، مشيرين إلى أن معدلات حالات كورونا لديهم لاتزال أقل بكثير من ألمانيا أو النمسا أو هولندا.