رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الصحة العالمية: الأمن الصحي العالمي لا يمكن تركه للمصالح الراسخة للشركات والمساهمين

29-11-2021 | 18:15


المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تادروس أدهانوم

دار الهلال

 قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تادروس أدهانوم، إن الأمن الصحي العالمي هو أمر في غاية الأهمية، بحيث لا يمكن تركه للصدفة أو النوايا الحسنة أو تغيير التيارات الجيوسياسية أو المصالح الراسخة للشركات والمساهمين.

وأضاف أدهانوم- فى افتتاح أعمال الدورة الاستثنائية لجمعية الصحة العالمية، والتي تناقش وضع جدول زمني للتفاوض حول اتفاقية أو معاهدة لمواجهة الأوبئة مستقبلا- أن أفضل طريقة يمكن معالجة هذا الأمر بها هي اتفاقية ملزمة قانونا بين الدول.

وأشار إلى أن العالم ليس لديه سوى مستقبل مشترك، وحان الوقت لأن تتفق البلدان على نهج مشترك وملزم؛ لمواجهة أي تهديد مشترك لا يمكن السيطرة عليه أو منعه بالكامل.

وأوضح أن متحور (اوميكرون) يؤكد مدى خطورة الوضع، ودعا إلى تقديم الشكر إلى جنوب إفريقيا وبوتسوانا على اكتشاف المتحور وتسلسله والإبلاغ عنه، مشيرا إلى أن المتحور الجديد أظهر احتياج العالم إلى اتفاق جديد بشأن الأوبئة، خاصة وأن النظام العالمي الحالي يثني البلدان عن تنبيه الآخرين إلى التهديدات التي ستهبط حتما على شواطئها.

على صعيد متصل، قال الدكتور تادروس أدهانوم إنه وفي إقل من عام تم إعطاء ما يقرب من 8 مليارات لقاح في جميع أنحاء العالم- وهي أكبر حملة تطعيم في التاريخ– ولكن ذهب أكثر من 80% من اللقاحات إلى دول مجموعة العشرين، وتلقت البلدان منخفضة الدخل ومعظمها في إفريقيا 0.6% فقط من جميع اللقاحات، وذلك برغم التحذير من أن أفقر البلدان وأكثرها ضعفا سوف "يداس" في التدافع العالمي على اللقاحات، مشددا على أن المساواة في اللقاح ليست صدقة ولكنه من مصلحة كل بلد. 

ودعا الدول الأعضاء بالمنظمة إلى دعم الأهداف المتمثلة في تطعيم 40% من السكان في كل بلد بحلول نهاية هذا العام، و70% بحلول منتصف العام المقبل، قائلا إن 103 دول لم تصل بعد إلى نسبة 40% من التطعيم، وأن أكثر من نصفها معرض لخطر فقدانه بحلول نهاية العام؛ لأنهم لا يستطيعون الوصول إلى اللقاحات التي يحتاجونها.

وأكد أن موقف المنظمة يظل أنه يجب تلقيح العاملين الصحيين وكبار السن وغيرهم من الفئات المعرضة للخطر أولا في جميع البلدان، وقبل إعطاء المعززات للبالغين الأصحاء الذين تم تطعيمهم بالفعل.

وقال أدهانوم إنه من غير المعروف حتى الآن ما إذا كان (أوميكرون) مرتبطا بمزيد من انتقال العدوى أو بمرض أكثر حدة أو زيادة خطر الإصابة بالعدوى أو زيادة خطر التهرب من اللقاحات.

وشدد تادروس على أنه كلما طال عدم المساواة في اللقاحات كلما زادت فرصة انتشار هذا الفيروس وتطوره بطرق لا يمكننا التنبؤ بها أو منعها. 

وأضاف أن الافتقار إلى مشاركة المعلومات والبيانات من قبل العديد من البلدان في الأيام الأولى للوباء أدى الى إعاقة قدرة العالم الجماعية على الحصول على صورة واضحة عن ملفها الشخصي ومسارها، في الوقت الذي أدى عدم مشاركة معدات الوقاية الشخصية والاختبارات واللقاحات والتكنولوجيا والمعرفة والملكية الفكرية وغيرها من الأدوات إلى إعاقة القدرة الجماعية على منع العدوى وإنقاذ الأرواح.

وأكد تادروس أن منظمة الصحة العالمية تدعم فكرة إنشاء صندوق وسيط مالي تدعمه أمانة مقرها منظمة الصحة العالمية ومقرها في البنك الدولي وتمولها البلدان والمنظمات الإقليمية على أساس تقاسم الأعباء، مشددا على أن هناك حاجة إلى أنظمة وأدوات أفضل للتنبؤ بالفاشيات المحتملة للأوبئة ومنعها واكتشافها والاستجابة لها بسرعة.