تقول والدة أحد الأطفال والذي يبلغ من العمر أربع سنوات أنها تلقت رسالة تعتبرها رسالة تنمر من مسؤولي الصحة يقولون فيها أن ابنها "بدين".

وعلى حسب ما نشرته صحيفة "ذا صن" البريطانية فقد أثرت حالة الإغلاق التي شهدها العالم بسبب جائحة فيروس كورونا على محيط خصر الأطفال لأنهم ظلوا في المنزل يتناولون من الوجبات خفيفة والسريعة كما تم منعهم من اللعب مع أصدقائهم.

وكشفت إحصائيات جديدة صادمة أن الوباء أدى إلى ارتفاع مستويات بدانة الأطفال، وساهم في زيادة عدد الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن في المدارس بنسبة 45 في المائة.

يحذر الخبراء من أن الأمر سيستغرق سنوات لعكس تأثير تدابير كوفيد، مع إرسال رسائل أكثر من أي وقت مضى إلى أولياء الأمور من موظفي الصحة المدرسية لإبلاغهم أن أطفالهم يعانون من السمنة.

كيم روبرتس، الرئيس التنفيذي لجمعية الطفولة الخيرية، والتي ساعدت ليدز على أن تصبح أول مدينة بريطانية تخفض معدلات بدانة الأطفال، يحذر من أن هناك "حاجة ملحة لدعم العائلات".

يقول : "من الأصعب بكثير التغلب على السمنة بمجرد أن تتأسس، لذلك علينا أن نتحرك الآن، نحن نعلم أن الآباء يبذلون قصارى جهدهم، غالبًا في ظروف صعبة للغاية، وغالبًا ما يكون المكان الذي نحتاج إليه للبدء هو دعم الوالدين بحيث يكون لديهم الثقة والمهارات والمرونة لإجراء تغييرات مثل الحد من وقت أطفالهم أمام الشاشات، والتأكد من حصول الأطفال على وقت اللعب النشط أو تبديل الوجبات الخفيفة الغنية بالدهون والسكر لبدائل أكثر صحة ".

ولكن بينما يدعو الأطباء العامون إلى اتخاذ إجراءات صارمة، يجادل الآباء بأن النظام معطل.

ليزي رايلي هوارث 35 سنة هي أم لطفلين لها عملها ومتزوجة من نايجل، 40 عامًا مندوب مبيعات وأبنائهما هما أوستن تسع سنوات وإيليس خمسة سنوات.

بلغ قياس ابنها أوستن 100.8 سم أقل بقليل من 3 أقدام و 7 بوصات و 18.1 كجم أي 2 رطل 12 رطلاً في سن الرابعة.

تقول: "لقد قيل لنا دائمًا أن أوستن يعاني من نقص الوزن، منذ أن كان رضيعًا، ولكن بعد عام من الإغلاق صُنف فجأة على أنه يعاني من زيادة الوزن على مؤشر كتلة جسمه، لم نستطع تصديق ذلك، لم يكن الأمر باديا عليه على الإطلاق، كان نحيفًا بشكل لا يصدق في ذلك الوقت، يمكنك رؤية أضلاعه، لقد كان نحيفًا إلى هذا الحد، عندما أشتري له سراويل، لا بد لي من الحصول على السراويل القابلة للتعديل ووضعها في أصغر محيط للخصر لجعلها مناسبة".

وتضيف:" أوستن نشيط للغاية، وبعد فترة وجيزة من تلقي الرسالة، تم الكشف عنه لأكاديميات مانشستر سيتي وبيرنلي لكرة القدم، نحن لا نقوم بتجويعه لكنه نحيف لأنه يلعب الكثير من الرياضة، وكعائلة لدينا طعام محلي الصنع مثل المعكرونة ووجبات العشاء المشوية، مع الكثير من الفاكهة والخضروات، لكنه يأكل أيضًا، ويعامل الطعام مثل البيتزا والنقانق أحيانًا، كل شيء باعتدال".

تم تقديم رسالة أوستن من قبل رعاية NHS في لانكشاير وبتمويل من مجلس مقاطعة لانكشاير.

تقول ليزي: "لم أذكر ذلك لأوستن في ذلك الوقت، إنه لأمر محزن أن يُقال لطفل رياضي ويأكل جيدًا أنه يعاني من زيادة الوزن، ليست لدينا مشكلة مع الوزن في منزلنا، أنا نفسي نحيفة ولسنا من النوع الذي يقلق بشأن ذلك، لكن يمكن أن يزعج الناس حقًا، بالنسبة لنا كان من الواضح حقًا أنها كانت بمثابة رسالة تنمر''.

وتضيف : "لا ينبغي إرسال هذه الرسائل، إنه نظام قديم للغاية، من المؤكد أنه لا يمنحك تمثيلًا مناسبًا لوزن الشخص، إذا كان من الممكن تسمية أوستن بوزن زائد، فهناك خطأ محزن للغاية".