تبادل تجاري بـ 2.5 مليار يورو.. علاقات متميزة وتطابق في وجهات النظر بين مصر وإسبانيا
تتمتع العلاقات المصرية الإسبانية بتنوع في مجالات التعاون، سواء السياسي أو الاقتصادي أو العسكري، وخلال زيارة رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز لمصر، عقد اليوم، منتدى الأعمال المصري الإسباني، والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأجرى الرئيس السيسي جلسة مباحثات مع شانشيز في قصر الاتحادية لتعزيز أطر التعاون بين البلدين.
وخلال منتدى الأعمال المصري الإسباني، رحب الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء بالاتفاق مع رئيس حكومة إسبانيا على تجديد بروتوكول التعاون المالي بين حكومتي البلدين بقيمة نحو 400 مليون يورو، والذي سيكون له بالتأكيد أبلغ الأثر في إعطاء دفعة قوية للشركات الإسبانية الكبرى لتطوير شراكاتها المتميزة مع مصر لآفاق جديدة، تسهم في جهود التنمية المصرية التي تمضي في طريقها المحدد، وفق رؤية واضحة وطموحة للنمو الاقتصادي، وتحقيق نقلة نوعية في جودة الحياة على أرض مصر.
علاقات متميزة
وقال السفير محمد عبد الحكم، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات المصرية الإسبانية شهدت طفرة متميزة خلال الفترة الماضية، في أعقاب الزيارة الرسمية التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي لإسبانيا في 2015، خلال السنوات السبع الماضية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وهو ما عكسته زيارة رئيس الوزراء الإسباني لمصر اليوم.
وأوضح عبد الحكم في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه فيما يخص العلاقات السياسية فهناك تطابقا في وجهات النظر المصرية الإسبانية والموقفين الرسميين للبلدين تجاه العديد من القضايا الإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث تدعم إسبانيا حل الدولتين، وكذلك الموقف بشأن حل الأزمة الليبية وضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية الليبية في 24 ديسمبر الجاري حتى يعود الاستقرار.
وأشار إلى أن هناك تطابقا في وجهات نظر البلدين بشأن مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، والجانب الإسباني يثمن غاليا السياسات المصرية التي نجحت بامتياز في وقف موجات الهجرة غير الشرعية في اتجاه أوروبا خاصة بدءا من عام 2016 وحتى الآن، مضيفا أن العلاقات العسكرية بين البلدين علاقات متميزة وهناك مناورات وتدريبا مشتركة بينهما خلال الفترة الماضية والمقبلة.
التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق أن حجم التبادل التجاري بين البلدين أن 2.5 مليار يورو، حيث تعد إسبانيا الشريك التجاري الثاني لمصر داخل الاتحاد الأوروبي، حيث تعد إيطاليا في المرتبة الأولى وإسبانيا في المرتبة الثانية، مشيرا إلى أن إسبانيا تؤيد المواقف المصرية وتدافع عنها داخل اجتماعات الاتحاد الأوروبي.
وأكد أن إسبانيا تتمتع بمميزات عديدة في قطاعات توليها مصر أهمية كبرى وفي مقدمتها الرعاية الصحية والنقل والشحن البحري والطاقة المتجددة وتكنولوجيا الخدمات والاتصالات والسياحة، موضحا أن مصر تطلع لزيادة الاستثمارات الإسبانية فيها، حيث تبلغ حاليا مليار يورو في مجالات الغاز والطاقة المتجددة ومشروعات تحلية المياه.
وأشار إلى أن إسبانيا تشارك في مشروعات تطوير وحماية المناطق الأثرية في الأقصر، وهناك خطوط ائتمان لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما تقوم إسبانيا بتنفيذ بعض المشروعات في قطاعات الصرف الصحي في الجيزة وأسوان وأسيوط، مشددا على أن مصر من أهم أسواق الاستثمارات الإسبانية في مجالات النقل والبنية التحتية والطاقة المتجددة ومعالجة المياه.
نتائج الزيارة
وأشار إلى أن اليوم يوقع رئيسا وزراء مصر وإسبانيا على بروتوكول التعاون المالي الجديد بقيمة 400 مليون يورو كتسهيلات ائتمانية لمصر في كافة القطاعات، مشددا على أن هناك تعاونا وثيقا بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والسياحية، حيث استأنفت إسبانيا رحلات الطيران العارض "الشارتر" إلى الأقصر وشرم الشيخ في يوليو 2021.
وتابع: في أعقاب زيارة رئيس وزراء إسبانيا اليوم وعقد منتدى الأعمال المصري الإسباني من المتوقع زيادة حجم الاستثمارات الإسبانية، خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، في ضوء نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري خلال الفترة الماضية وهو الأمر الذي أشادت به مؤسسات التمويل الدولية وفي مقدمتها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنوك الكبرى في العالم.
وأضاف أن زيادة الاستثمارات أيضا ستكون نتيجة الحوافز والامتيازات التي تقدمها الدولة المصرية للاستثمارات الأجنبية في مصر، فالرئيس السيسي يؤكد دائما أن مصر على استعداد حوافز وامتيازات وتسهيلات لأي استثمارات أجنبية في أي قطاع وخاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.