رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


اليوم العالمي لذوي الاحتياجات.. كيف كانوا يعيشون في «مصر القديمة»؟

3-12-2021 | 11:34


ذوي الاحتياجات الخاصة على جدران المعابد

ميادة عبد الناصر

لا يسعنا في اليوم العالمي لذوى الاحتياجات الخاصة والذى يصادف يوم 3 ديسمبر من كل عام إلا أن تحدث عن قدماء المصريين الذين كانوا أول من اهتم بهذه الفئة عبر التاريخ وبعد آلاف السنين تم تخصيص هذا اليوم من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم ذوي الإعاقة وذلك بهدف زيادة الفهم لقضايا الإعاقة من أجل ضمان حقوق الأشخاص ذوي القدرات الخاصة كما يدعو هذا اليوم إلى زيادة الوعي في إدخال أشخاص وباعتبار أن المصريين القدماء هم أول من قدسوا واحترموا ذوي الإعاقة، حيث كانت الدولة المصرية القديمة منذ نشأتها الأكثر التزاما بحقوق الإنسان، دون التفرقة في النوع أو الشكل أو البناء الجسدي أو ظروفه الخاصة، وكانت مصر سباقة في تمكين أصحاب الإعاقة قبل ظهور الأديان السماوية، حيث مارسوا كل الوظائف ووصل بعضا منهم لأن يكون فرعونا لمصر سنتحدث عن حياة ذوى الاحتياجات الخاصة فى مصر القديمة .

قدماء

فقد دونت كتب التاريخ عن حياة المصرى القديم الكثير وذكرت رسوم المقابر الفرعونية ما يشهد على احترام المصري القديم لذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع من خلال تعلم الموسيقى وأظهرت رسوم المقابر  أحد عازفي آلة الهارب وكان ضريرا، وتكررت مشاهد الضرير الذي يعزف على الهارب في مقبرة "انتف" بالدولة الوسطى ومقبرتي "نفر - حتب" و "انحر - خوي" في الدولة الحديثة، وكأن الفلسفة في مصر القديمة كانت تقوم على إدماج صاحب الإعاقة البصرية في المجتمع من خلال تعليمه العزف على الآلات الموسيقية.

التزم المصري القديم بتعاليم الرحمة التى علمّها الحكيم "امنموبي" لابنه، ومنها ألا يعامل ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل مهين وقال: حذار من مهاجمة الأعرج، ولا تسخر من أعمى، ولا تتسبب في معاناة لرجل بين يدي الرب (مجنون)، وتقول التعاليم المصرية القديمة كذلك لا تسخر من الكفيف، ولا تهزأ بالقزم، ولا تسد الطريق أمام العاجز، ولا تهزأ من رجل مرضها الخالق، ولا يعلو صوتك بالصراخ عندما يخطئ.

ليس فقط بالوصايا، ولكن  في الواقع فإن ذوي الإعاقة الجسدية الجزئية وصلوا إلى أعلى مناصب الدولة في مصر القديمة وهو كرسي العرش، ومنهم الملك سيبتاح الذي تولى حكم مصر لمدة 7 سنوات (1197 – 1191 ق م) في أواخر الأسرة التاسعة عشر، وكان يعاني من إعاقة في ساقه اليسري إثر مرض شلل الأطفال ما جعله يعرج أثناء المشي.