ذكرى وفاة الفاجومي.. أحمد فؤاد نجم يرثي نفسه بـ«أنا الرخيص أوي عندكم»
في ذكرى وفاة سفير الفقراء شاعر العامية الشهير أحمد فؤاد نجم، التي تحل اليوم 3 ديسمبر والذي لفظ أنفاسه الأخيرة فور عودته من العاصمة الأردنية عمان بعد آخر حفلاته، والتي أحيا هناك آخر أمسياته الشعرية مع فرقة الحنونة بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وكأنه كان يشعر بأنها آخر حفلة له.
وقد رثى نفسه بقصيدة جاءت أبياها كالتالي:-
"أنا الرخيص أوي عندكم
وغالي عند اللي خالقني،
فيوم ما أفارق أرضكم موضوع لا يمكن يضايقني،
أنا اللي جيبتولي الأمراض،
أنا اللي بيا منكم فاض،
أنا اللي قولت ياباشا كتير،
وأكتر كمان اتقاللي أنا ياض،
أنا المهدد أنا المجند أنا اللي دايما بعيا وبرقد،
أنا المراكبي والصياد،
أنا المواطن يا رؤساء،
أنا اللي متكحرت في بولاق،
وأنا اللي بتلملم أشلاء،
مركب وقطر وعبارة، الموت لأمثالي إعارة
بهذه الكلمات ألقى فاجومي الشعر سطور نهايته، مودعًا بها دنيتنا الفانية، بعد رحلة طويلة شاقة ملئية بالحجزن والأسى والحياة الصعبة، بين جدران السجون وأرصفة الشوارع، ولكنه ترك أثرًا كبيرًا حفر في قلب الزمن، وفي أعماق قصائده.
تعد حياة "نجم" ملحمة مأساوية بدأها من اليتم في ملجأ منذ صغره قضى فيه 10 أعوام متشبعًا من مرارة الألم والفقدان شاعرًا بالغربة، إلى حياة أخرى من متنقلا بين المعتقلات وجدران السجون، من كلمات وأغاني نضالية تقبلها الكثير وأبغضها البعض، ولكنها سطرت في تاريخ الثقافة العربية ونقشت اسمها بحروف من نور، فقد قاد ثورته مناديًّا بالعدالة الاجتماعية، وحقوق الفقراء، فكان واحد منهم صوته من قلب كل فقير في مصر.
ولد أحمد فؤاد نجم في قرية "كفر أبو نجم" بمدينة أبو حماد "محافظة الشرقية"، في 22 مايو عام 1929 وهو ينتمي لعائلة "نجم" المعروفة في أرجاء مصر، والدته فلاحة بسيطة من الشرقية ووالده يعمل ضابط شرطة يدعى "محمد عزت نجم".
عاش أحمد فؤاد نجم حياة صعبة منذ صغره شاعرًا بإحساس اليتم والغربة، وبعد خروجه من الملجأ وكان عمره وقتها 17 عامًا عاد لقريته من جديد ليمتهن مهن كثيرة في معسكرات الجيش الإنجليزي، مثل لاعب كرة، بائع، عامل إنشاءات وبناء، ترزي وغيرها من الأعمال.
من أهم أشعاره: قصيدة يعيش أهل بلدي، الأخلاق، هما مين وإحنا مين، شيِّد قصورك، بابلوا نيرودا وغيرها...
رحل أحمد فؤاد نجم عن عالمنا في يوم الثلاثاء الموافق 3 ديسمبر من عام 2013، عن عمر يناهز 84 عامًا بعد حياة قاسية ومليئة بالأحداث التاريخية والأشعار، وتم تشييع جثمانه من مسجد الحسين بمدينة القاهرة.