رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


العالم فى «22».. إلى أين؟

3-12-2021 | 19:23


عبد الرازق توفيق,

من الواضح أن العالم سيحمل همومه وتحدياته وتهديداته إلى العام الجديد.. وربما تزيد الصورة إحباطاً وارتباكاً، إذا لم يتحل البشر بالحكمة والعقل والعودة إلى الصواب، والتعاون والتكاتف والسلام والخير والبناء.

المشهد العالمى فى العام الجديد ربما ينتقل من مواجهة خطر الجوائح إلى تداعيات التغير المناخي.. إلى كارثية الصراعات والمواجهات المحتملة بين الكبار.. إلى استمرار الأزمات والتوترات فى منطقة شديدة الاضطراب.

الصورة فى مصر تختلف تماماً عن مثيلاتها فى معظم دول العالم.. فمصر تدخل العام الجديد أكثر تفاؤلاً، وتحمل آمالاً عريضة.. وواقعًا مشرقًا ومستقبلاً واعدًا.. وتواصل عزف لحن الإنجازات.. وتمضى إلى امتلاك المزيد والمزيد من القدرة.. أحداث ومؤشرات وفعاليات وأرقام مبهرة تنتظرها «مصرــ السيسي» فى العام الجديد.

 

 

عام يمضى مثقل بالهموم والتهديدات.. وآخر قادم ينذر بمزيد من الخطر

 

 

الإحباط والخوف من المجهول، يسيطران على العالم، وهو على بُعْد أيام من عام جديد.. فمازال خطر «كورونا» قائماً، بل يزيد ويتصاعد فى ظل المتحور الجديد «أوميكرون» الذى ينذر بإغلاق جديد فى دول العالم.. والذى أصبح يضرب أخماساً فى أسداس، دون أن تكون هناك رؤية واضحة أو اطمئنان على المستقبل.. وأصبح الإنسان مهدداً تحاصره العديد من المخاطر سواء بفعل الأطماع والتوترات، والأزمات والصراعات.. أو بسبب الجوائح والفيروسات، والنزيف الاقتصادى المستمر من ارتفاع معدلات التضخم وزيادة الأسعار وسوء الأوضاع المعيشية فى العديد من دول العالم، وارتفاع غريب فى أسعار الطاقة سواء النفط أو الغاز.. فالمشهد الاقتصادى العالمى مرتبك، ولا يعلم فى أى طريق سيمضي.. والمخاطر لا تتوقف عند ذلك، بل تأتى تباعاً، فالتغير المناخى والتلاعب الإنسانى فى الطبيعة، وعدم التوازن البيولوجي، ينذر بالمزيد من الكوارث فى هذا المجال فى ظل تنامى ظواهر البراكين والزلازل وحرائق الغابات والاحتباس الحراري، والارتفاع الشديد فى درجات الحرارة والعواصف والفيضانات وغيرها من المخاطر التى أودت بحياة الإنسان الذى يقف حائراً.. ومتسائلاً: هل ما يحدث جراء جرائم البشر مقصود ومتعمد.. هل هو نتيجة أخطاء.. أم هى مخططات شياطين الإنس؟!!.. فى النهاية البشر يعيشون فى رعب وفزع وصل إلى شعور الكثيرين بالاختناق والاكتئاب والإحباط.

لكن فى اعتقادى أن السبب فى نوايا البشر.. وفى محاولاتهم المستمرة لتغيير نواميس وقوانين الطبيعة التى أرساها المولى عز وجل.. والمادية والانتهازية التى طغت على سلوك البشر.. وحالة الإلغاء أحياناً، والإنكار أحياناً لقدرة اللَّه الواحد الأحد.. وأنه وضع عز وجل قواعد الخير والعمران للإنسان لكنه أخل بالقواعد وتجاوز الحدود المسموحة.. وافترى على اللَّه كذباً وعبثاً، ربما يشير البعض إلى أنها صوفية ليست فى توقيتها فى ظل عالم يعيش حالة من الحرب والتجاوز فى حق الطبيعة التى خلقها المولى سبحانه وتعالى لراحة الإنسان واستقراره وسلامته.. لكننى أرى أن الإنسان لابد أن يعيد حساباته ويعود إلى ربه خاضعاً متوسلاً مقبلاً، طالباً رحمته وغفرانه.

البشر يرتكبون كل الموبقات والذنوب والمعاصى والكبائر.. بل ويتعمدون مخالفة الطبيعة، ويتجاوز المولى عز وجل بكبرياء القدرة اللامتناهية عن كل أخطاء بنى الإنسان.. فعلى الشاشات تجد من يسيئون إلى الأديان والرسل والأنبياء، احتشد البشر فى مواطن الشيطان، يسرقون وينهبون ويزنون ويعبدون الشيطان، الخارج عن طاعة الواحد الأحد.. ويجيزون لأنفسهم ويشرعون ما حرَّم اللَّه.. لك أن تتخيل «الرجل يتزوج الرجل».. والمرأة تتزوج المرأة.. وللأسف الشديد يجدون منابر كثيرة تدافع عنهم، وتعتبر ذلك نوعاً من الحرية.. وآخرون يتجاوزون الحدود، ويتخطون الأدب مع الرسل والأنبياء، ويعتبرون ذلك حرية تعبير وإبداعاً.. أى عبث وأى جريمة يرتكبها الإنسان فى حق نفسه؟!!!

العالم يدخل العام الجديد وفى جعبته أحزان وإحباط وتحديات وتهديدات ومخاطر.. وهو أمام مرحلة مفصلية ترتبط بوجود بنى البشر.. فهل يتفرغ العالم لمواجهة المخاطر مثل الجوائح والفيروسات الخطيرة وتداعيات التغير المناخي، وعدم التوازن البيولوجي، ويتوقف عن الصراعات ودعوات الحروب والمواجهات العسكرية والأطماع، ويمد يده إلى الحلول السلمية والتفاوضية، وإيقاف نزيف الدم.. وتتوقف الأطماع والانتهاكات، ويعود الجميع إلى لغة العقل والحوار والجنوح إلى السلم والسلام، لأن الخاسر الوحيد فى ظل كل ذلك هو الإنسان نفسه.. والإعصار لن ينجو منه أحد.. فالجميع خاسرون لا محالة.

العام الحالى 2021 ينتهى ومازالت الأزمات والصراعات قائمة ومشتعلة إقليمياً ودولياً.. فالآمال تتجه إلى ليبيا لترسيخ الأمن والسلام، والاستقرار والبناء.. وتنفيذ الحل السياسى وإجراء الانتخابات فى موعدها لاستعادة الدولة الوطنية الليبية ومؤسساتها وإخراج القوات الأجنبية وطرد المرتزقة من أراضيها والبدء فى بناء ليبيا.. كذلك سوريا مازالت تعانى من الخراب والدمار والتدخلات الأجنبية.. ومازالت أزمة اليمن تلقى بظلالها على هذا الشعب العربى العريق.. ونتمنى السلام والأمن والاستقرار للشقيقة السودان.. ولم تشهد القضية الفلسطينية أى جديد.. والمحاولات مستمرة لاستئناف التفاوض وعملية السلام.

المنطقة التى نعيش فيها شهدت خلال السنوات الماضية اضطرابات عارمة وصراعات ساخنة سقطت فيها دول.. ونجت أخرى وانتشر فيها الإرهاب المدعوم والممول.. وكان ومازال شبحاً يهدد أمن المنطقة ودولها فى ظل وجود قوى إقليمية تصر على تغذية الصراعات وممارسة الأطماع والانتهاكات فى حق دول ذات سيادة وتحاول سلب مقدراتها وثرواتها بشكل غير مشروع.. كما أن سباق التسلح النووى وتهديد دول المنطقة مازال يخيم على المشهد الإقليمى فى المنطقة.

أما المشهد العالمي.. فنكتفى بصراعات الكبار على المصالح والأطماع والنفوذ العسكرى والاقتصادي، فشبح المواجهة العسكرية يخيم على المشهد.. فالصراع والمنافسة بين أمريكا والصين على أشدهما.. والصراع بين أمريكا وأوروبا من ناحية، وروسيا من ناحية أخرى يتصاعد.. سواء فى جزيرة القرم أو أوكرانيا.. وحروب الغاز المحتملة والحشود العسكرية من الجانبين، التى تجاوزت الـ100 ألف مقاتل لكل فريق من المتصارعين، وتأهب الناتو.. وكذلك دخول بيلاروسيا على الخط لمساندة روسيا.. فى هذا المشهد الضبابى الخطير تنذر الأوضاع والحرب الأهلية والعرقية والطائفية فى إثيوبيا بمأساة إنسانية وتلاشى الدولة.. وتفسخ للدولة الموحدة، وسوف تدور الصراعات هناك فى حلقة مفرغة دون نهاية.

هناك الكثير من فصول الخطر الذى يسيطر على العالم.. وفى مناطق وبقاع مختلفة، والتهديدات على كل شكل ولون من طبيعة ثائرة وجوائح خارج السيطرة.. وصراعات متأججة.. لكن السؤال: إلى أين يمضى العالم فى العام الجديد 2022؟!.. هل تتفاقم المخاطر والتهديدات.. هل يزداد الأموات.. هل يكثر الجوع والفقر والأمراض؟!.. هل تصعد دول وتهبط أخري.. هل نحن مقبلون على حرب عالمية ثالثة؟!!.. الإجابات مرهونة وأسيرة لحكمة الإنسان.. فهل يعود إلى رشده، ويمتثل إلى الحق، ويتوقف عن الأذى والإضرار والغرور.. هل يتعاون ويتكاتف لمواجهة الخطر؟!.. الضمير العالمى لابد أن يستيقظ قبل فوات الأوان.

 

مصر.. والعام الجديد

 

هل كانت السنوات السبع الماضية قدراً ربانيًا، قدَّرته العناية الإلهية لمصر؟!.. يقيناً إن من يتأمل ويتدبر ما جرى فى مصر على مدار أكثر من 7 سنوات.. بدأت فى يونيو 2014.. يخرج بنتيجة مهمة.. أن هذا البلد الطيب محفوظ بأمر اللَّه وعنايته.. وقدَّر لمصر قائداً عظيماً وشريفًا ووطنياً فريداً، وصاحب حكمة ورؤية وإرادة، نجح فى جمع وحشد المصريين حوله من أجل إنقاذ مصر من الضياع.. وبَنَى لها كما يكون البناء.. فأصبحت قوية فتية قادرة على مواجهة الصدمات والأزمات والجوائح، متسلحة بالقدرة الشاملة والمؤثرة التى تحميها من التحديات والمخاطر والتهديدات والأطماع والمخططات، وتصونها من الفقر والعوز.

هل كانت هناك فلسفة وحكمة ربانية فى مقولة: احنا متأخرين.. احنا بنسابق الزمن.. اللى اتعمل فى مصر كان المفروض يتعمل فى 30 أو 50 سنة، أعتقد أن ما جرى وما شهدته مصر من إصلاح وإنجازات ونجاحات وتنمية وبناء فى كل المجالات والقطاعات وأخذ بيد مصر إلى القوة والقدرة بحيث أصبحت تقف على أرض صلبة، كان لها حكمة وقدر مقدور.

إذا تأملت حال العالم أو الدنيا وكيف يدخل العالم الجديد بكل هذه الهموم والتهديدات والمخاطر والخوف والفزع والإحباط.. تجد نفسك أمام نتيجة واحدة هى أن اللَّه عز وجل ساق لمصر من ينقذها ويبنيها ويمكنها من امتلاك أدوات القوة والقدرة لتتحمل مصاعب وتحديات وصدمات القادم.

السنوات السبع هى كلمة السر فى دخول مصر العام الجديد 2022 بشكل مختلف عن الكثير من دول العالم.

«مصرــ السيسي» تدخل العام الجديد وهى ترتدى ثوب الأمل والمستقبل الواعد والإنجازات الأكبر والأضخم وتحقيق المزيد من النمو والتقدم وتحقيق المزيد والمزيد من النجاحات.

مصر التى تنهى العالم الحالى وهى تحمل إنجازات وطفرات غير مسبوقة فى الاقتصاد والتنمية والبناء والحياة الكريمة للشعب.. هى مَنْ تمتلك القوة والقدرة العسكرية والأمنية وتنعم بالأمن والأمان، والاستقرار.. هى تمتلك الثروات والموارد، وأصبحت رقماً كبيراً إقليمياً ودولياً فى مجال الطاقة بأنواعها المختلفة.. هى من أبهرت العالم فى احتفالين أسطوريين، قدمت خلالهما عظمة الأجداد المصريين من موكب المومياوات الملكية، إلى افتتاح أقدم ممر فى التاريخ، هو طريق الكباش.. وهناك المزيد.

تدخل مصر العام الجديد وهى أكثر تفاؤلاً وإيجابية ومؤشرات تحمل الكثير من البشائر لمصر، بعكس هذا العالم المحبط.. مصر تنتظر طفرات كثيرة وكبيرة فى كافة المجالات.. وتنتظر دخول العديد من المشروعات العملاقة فى كافة القطاعات الخدمة.. مصر تدخل فى عام 2022 عصر الجمهورية الجديدة وافتتاح العاصمة الإدارية الجديدة.. تدخل باستثمارات وتوسعات فى مجال الأراضى الزراعية التى تحقق الأمن الغذائى وتوفر احتياجات شعبها.. تدخل العام الجديد بمشروعات عملاقة فى مجال النقل الحديث والبحرى والموانئ العالمية التى تمثل جزءاً حيوياً من التجارة العالمية.

تدخل مصر العام الجديد بأحداث وفعاليات عالمية تجسد عظمتها وحضارتها مثل افتتاح المتحف المصرى الكبير.. وفى يناير القادم تشهد احتفالية سيناء «التجلى الأعظم».. ومنتدى شباب العالم.. تدخل مصر العام الجديد وهى أكثر إرادة وإصراراً وتفاؤلاً لبلوغ أهدافها فى التقدم.. وتستمر كخلية عمل فى كل المجالات والقطاعات.. يعلو فيها البنيان وترتفع قلاع «حياة كريمة» فى قرى مصر.. لتظهر نتائج ملامح الحياة الجديدة والكريمة للمواطن المصري.. مصر تدخل 2022 وهى أكثر إصراراً على زيادة معدل النمو.. وأكثر نجاحاً فى دعم وتطوير الصناعة.. وزيادة الصادرات.. وفى حماية أبنائها من العوز بحماية اجتماعية، تدخل العام الجديد والمصريون أكثر صحة لتظهر صورة وملامح مصر فى الجمهورية الجديدة.. دولة متقدمة.. أرضاً للفرص الواعدة.. قبلة التسامح والمحبة والوسطية والاعتدال.. أكثر أمناً وأماناً.

ندخل العام الجديد بعيداً تماماً عن الإحباط، نثق فى ربنا.. ثم قائدنا فى أن تمضى مصر بثقة وجدارة نحو تحقيق هدف امتلاك القدرة بالمعنى الحقيقى للكلمة.

نحن نذهب لعام 2022 ونحمل آمالاً وطموحات وتفاؤلاً كبيراً يرتكز على واقع الأرض.. نمضى أكثر خبرة ودراية ومعرفة بطريق الإنجازات والنجاحات، بما أصبح لدينا من خبرات وتجارب، فقد عرفنا الطريق.. ندخل العام الجديد وأرضنا وحدودنا وسيادتنا وقرارنا الوطنى فى أيدٍ أمينة، خط أحمر لا يمكن تجاوزه، أو الاقتراب منه، ندخل وأمننا القومى فى حماية الرجال والأبطال من أبناء مصر، رجال الجيش والشرطة.

الصورة المصرية المضيئة التى تحمل آمالاً عريضة نحو مستقبل أكثر قوة وقدرة وتقَدُمًا، تختلف تماماً عن مشهد عالمى مرتبك ومتأزم، وينذر بكوارث وصراعات ومواجهات، وربما انغلاق وانعزال، وتراجع اقتصادي.

من هنا على المصريين أن يدركوا أهمية مواصلة المشوار والعمل بإرادة صلبة لأن الفرصة أمامهم «سانحة» لمزيد من الصعود الذى يتطلب مواصلة الالتفاف حول القيادة السياسية ورؤيتها وإصرارها على استعادة أمجاد مصر.. وكل عام وأنتم بخير.

 

تحيا مصر