رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حكاية هروب من الضياع.. أحمد فؤاد نجم يكشف تفاصيل أول إصداراته الشعرية

3-12-2021 | 22:00


أحمد فؤاد نجم

بيمن خليل

«ياااه: كل هذا الألم في كتاب واحد؟!» بهذه العبارة بدأ الفاجومي أحمد فؤاد نجم بداية كلمات ديوانه (صور من الحياة والسجن) وهو أول ديوان يقوم بإصداراه من واقع تجربته في المعتقل، وفي ذكرى وفاته التي تحل اليوم 3 ديسمبر من عام 2013 بعد مرور 8 أعوام على رحيله نسترجع معكم ذكرى كتابة ديوانه الأول، الذي خرج للنور من عمق الظلمة وقسوة الألم الذي تعرض لهما خلال فترة اعتقاله.

فقد جمع "نجم" قصائد ديوان الأول من واقع تجربته في المعتقل وفي آخر سنة له في السجن اشترك في مسابقة نظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وحصل على الجائزة، وكتبت له المقدمة دكتورة سهير القلماوي، ونستطيع أن نقول بأن هذا الديوان تسبب في شهرته وهو في السجن.

ونعرض لكم حكاية هذا الديوان كما كتبها الشاعر أحمد فؤاد نجم في بدايه ديوانه:

ياااه: كل هذا الألم في كتاب واحد؟!

ومع هذا كان هذا الكتاب هو الباب الملكي لدخولي إلى عالم الشعر والشعراء.. عالم أكثر رحابة، وأيضا أكثر تعقيدا من عالم السجن الضيق المحاط بالأسواق والحراس الشداد والغلاظ.

صور من الحياة والسجن مع هذا كان هو القشة التي تعلقت بها هربا من الضياع النهائي..

ولقد كان يوم 11 مايو سنة 1962م هو موعد إعلان ميلاد صور من الحياة والسجن في الملحق الأسبوعي لجريدة الأهرام.

دوى في العنبر ب بسجن أرميدان صوت: انتباااه.. كانت الزنازين لم تفتح أبوابها بعد في هذا الصباح.. وسارع المساجين في إخفاء الممنوعات انتظارا للتفتيش، وفجأة دار المفتاح في باب الزنزانة الكبيرة رقم 16 – 4 وانفتح الباب عن مدير السجن اللواء إبراهيم عزت ومعه المأمور – الأديب – الرائد سمير قلاده غطاس، وخلفهم الصول عوض والشاويش عبد الغفار، واتجهوا جميعا نحوي خلف المدير الذي وضع يده على كتفي وهو يقول:

- مبروك.

- الله يبارك في سعادتك.

فقال مبتسما:

- إنت عرفت؟

- طبعا ما أنا إفراجي النهارده.

- لأ إفراج إيه! أنت ما قريتش الأهرام؟

فقلت:

- أصل الواد بتاع الجرايد لسه ما عداش من هنا

وضحك المدير فضحك الشاويش مش عارف ليه؟! وناولني المدير ملحق الأهرام وأشار إلى الخبر الأدبي الذي يقول:

- في مشروع مسابقة الكتاب الأول، فاز ديوان صور من الحياة والسجن للشاعر أحمد فؤاد نجم.. ولم أقرأ ما بعدها وسمعت صوت المدير يأتي من بعيد:

- دلوقتي أنت حطيت رجلك على بر الأمان

وخرج الكتاب – البكري – إلى الناس ليوزع مجانا بمعرفة مجلس الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وقد عرفت فيما بعد أن "صور من الحياة والسجن" أثار معركة أدبية في لجنة الشعر بالمجلس؛ لأن الأستاذ عباس محمود العقاد والشاعر عزيز باشا أباظه والشاعر مش عارف مين وقفوا ضد طبع الديوان على نفقة الدولة؛ لأنه مكتوب باللغة العامية، وهم يرون أن الشعر يكتب باللغة الفصحى وإلا فلا!

فتصدى لهم كل من عمنا العظيم بيرم التونسي والأستاذ محمد فريد أبو حديد، والدكتوره سهير القلماوي واستطاعوا أن ينتزعوا النصر النهائي فيصدر هذا الديوان الشقي انتصارًا للغة الشعب، مبدع الكلام وأعظم المتكلمين.

ونسيت هذا الديوان، وأصدرت مجموعة كبيرة من الدواوين لاقت نجاحات متوالية لم يلقها هذا الديوان.

وذات ليلة دخل عليَّ الصديق خالد عبد الله وفاجأني بهذا الديوان الذي ظننت أنه اختفى إلى غير رجعة بعد أن تحول إلى ورق لف عند الطعمجية ومقالي اللب والبقالين.

شكرًا للصديق خالد عبد الله على العثور على "صور من الحياة والسجن" وشكرًا للقارئ الذي سيتحمل "صور من الحياة والسجن".

"أحمد فؤاد نجم"