باب جديد للاستثمار الزراعي.. أحمد العطار: مصر ستكون مركزا إقليميا لتصدير الأصناف المعتمدة من شتلات الفراولة
تعتزم وزارة الزراعة توقيع بروتوكول تعاون مع جامعة فلوريدا لإنشاء مشتل عالمي لإنتاج أفضل شتلات الفراولة المعتمدة، حيث سيسهم هذا المشتل في توفير احتياجات السوق المحلي من تلك الشتلات ووقف استيرادها من الخارج، مع تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض من تلك الشتلات المعتمدة ذات الجودة العالية.
وقبل شهر تقريبا، استقبل السيد القصير وزير الزراعة د باتريك هاريسون ممثلاً عن جامعة فلوريدا الأمريكية ورئيس مجلس إدارة شركة ايكلاند الدولية المالكة لحقوق الملكية الفكرية لإنتاج الشتلات أجود أصناف الفراولة المتميزة عالميا، حيث بحث اللقاء إنشاء مشتل نموذجي عالمي بالإضافة إلى مركزاً دوليا للتمييز العلمى Center of Excellence والذي سوف يمكن جمهورية مصر العربية أن تكون مركزاً عالمياً لتصدير أصناف شتلات الفراولة المعتمدة ذات الصفات المميزة إلى مختلف دول العالم.
تفاصيل مشتل إنتاج شتلات الفراولة المعتمدة
قال الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، "إن مشتل إنتاج شتلات الفراولة المعتمدة، وهي شتلات أصلية أمريكية تنتجها جامعة فلوريدا لأن أصحاب الملكية الفكرية لها هي جامعة فلوريدا، مضيفا أن الشتلات هي لأصناف أمريكية عالمية ويتم إنتاجها في الولايات المتحدة الأمريكية وتستوردها مصر".
وأوضح العطار، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن 98% من الصادرات المصرية هي من تلك الأصناف العالمية التي تنتجها جامعة فلوريدا، ما كان يدفع المزارعين لشراء تلك الشتلات المستوردة من الخارج، وعملية الاستيراد عالية التكلفة وتكلف الدولة عملة صعبة ما يجعلها مرتفعة التكلفة، وكان البعض يلجأ للحصول على تلك الشتلات بطريقة غير قانونية بعيدا عن الشركة المفوضة من الجامعة لتوريد تلك الشتلات.
وأشار إلى أن البعض كان يلجأ لإكثار تلك الشتلات في مشاتل غير معتمدة من الجامعة وليست لها حق الملكية الفكرية في هذه الأصناف وبيعها بطرق غير قانونية، مشددا على أن الحجر الزراعي تفاوض مع الجامعة التي وكلت شركة من هناك حصلت على أرض هنا في مصر، ويجري تجهيز بروتوكول تعاون بين الشركة والحجر الزراعي ووزارة الزراعة في هذا الملف.
وشدد على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر توجيهاته لتوفير مواد إكثار سواء الشتلات أو بذور تقاوي أو غيره للمزارعين على أعلى جودة وأعلى مستوى، وهذا ما يجعل الوزارة تتحرك في هذا الاتجاه لتوفير الشتلات المعتمدة الأصلية ذات الجوة العالية للمزارعين بأقل سعر، وتم الاتفاق مع جامعة فلوريدا في هذا الصدد.
وأضاف العطار أنه بموجب هذا الاتفاق ستتولى الشركة المحددة من قبل جامعة فلوريدا عمل مشتل في مصر، لإنتاج كميات تكفي السوق المحلي، حيث ينتج 12 مليون شتلة في أول مرحلة في الفترة المقبلة، مؤكدا أن هذه الشتلات كافية لتلبية احتياجات السوق المحلي الذي يحتاج نحو 5 مليون شتلة، ما سيسهم في توفير متطلبات السوق المحلي من الأصناف المعتمدة من شتلات الفراولة.
ولفت إلى أنه سيتبقى 7 ملايين شتلة من تلك الأصناف سيتم تصديرها لدول العالم الخارجي، مشددا على أن الحجر الزراعي فتح أسواق جديدة من تلك الشتلات والأصناف لتصديرها، موضحا أن مصر سيكون لديها اكتفاء ذاتي من الأصناف المعتمدة من الشتلات ذات الجودة العالمية والمنتجة في مصر بالمناخ والتكيف مع الظروف المصرية.
ونوه بأن هذا سيجعل إنتاجية تلك الأصناف أعلى ومقاومتها للأمراض أعلى وطازجة لأنها ستخرج من المشتل إلى المزرعة مباشرة، وكل العوامل ستجعلها أفضل، فهي منتجة بخبرة أمريكية وبأيادي مصرية، مضيفا أن هذا المشتل سيسهم في توفير العملة الصعبة التي كانت موجهة للاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي، واستبدال الاستيراد بالتصدير، وزيادة الدخل من العملة الصعبة مقابل التصدير لتلك الشتلات، لتكون مركزا إقليميا لتصدير هذه الأصناف من الشتلات.
وتابع "إنه وفقا للبروتوكول الجاري تجهيزه حاليا سيكون هناك مرحلة ثانية وهي عمل مركز تميز لجامعة فلوريدا وبعض الجامعات الأمريكية الأخرى، وهذا المركز سيكون بتكلفة واستثمارات وخبرات أمريكية وبأيادي مصرية، حيث سيفتح بابا جديدا للاستثمار الزراعي في مصر، حيث سيضم معامل لزراعة الأنسجة لأن إنتاج أصل الشتلة سيكون من تلك الأنسجة".
وعن أهمية هذا المركز، أكد أنه سيدخل رؤوس أموال أجنبية لإنشاء معامل لمراكز تميز عالمية في مصر بأيادي مصرية مما سينعكس إيجابيا على إنتاج الشتلات المعتمدة في مصر من الألف للياء، مشيرا إلى أن المشتل حاليا أنشئ لشتلات الفراولة وإذا كان هناك أية جهة أخرى لديها شتلات أو أصناف معتمدة ولها حقوق ملكية فكرية يمكن أن تطبق عليها.
وأشار إلى أن شتلات أصناف الفراولة تمثل 98 % من صادراتنا لذلك يحمل هذا المشتل أهمية كبرى حتى تكون الأصناف المصدرة بالكامل تنتج في مصر بجودة عالية، موضحا أن مصر تصدر من 22 حتى 25 ألف طن سنويا من الفراولة الطازجة ومن 120 حتى 150 ألف طن من الفراولة المجمدة.