رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بطة وأخواتها

7-12-2021 | 12:11


د. هبة سعد الدين,

في كل يوم نستيقظ على حدث أو صورة أو كلمة أو خبر؛ ليتحول فى لحظات إلى جدال ثم إلى "خناق" ليتخذ كل فريق "الخندق" الخاص به ويناضل بكل السبل للانتصار من خلال موقعه الحربى، ويتداخل فى العراك الصوت الكوميدى الذى ينتشر سريعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي فنرى البوستات والصور التى تصاحبها التعليقات وسريعاً تستعد "الكوميكس" للمواجهة فى الخطوط الأمامية للمعركة.

 ويستمر التراشق لنرى حرب التريندات التى تبدأ ليشارك فيها الجميع إلى أن تأتى غيرها، وآخرها حتى الآن رحلة البحث عن "البطة" الشهيرة بشيماء، والتى بحث عنها البعض على المواقع ليشاهدها فتعلق بأذنه أسلوب النداء "شيماااااء"، وتساءل عنها أخرون واكتفوا بالسؤال بعيداً عن الاجتهاد فى رحلة البحث عنها، وانبهر فريق بما عرف، وصمت البعض أملاً أن تأتيه إجابة شافية هل هى بطة أم وزة؟ وصمت طرف ثالث حزناً.

 وهكذا كانت "البطة" محوراً للسخرية والضحك والبكاء وكافة المشاعر المتناقضة، ليستضيف صاحبها المذيع "الفلانى" فلا يصمت المذيع "العلانى" حتى يحصل عليه، ويوازى ذلك "خناقة" أخرى حول كيفية الحديث عنها فى البرامج؟ وكيف يتحدث عنها فلان وهو المذيع الملتزم الكلاسيكى؟ وبعد الهجوم عليه يتحدث عن المبرر الوهمى؛ أنه من المفترض دراسة هذه الأشياء وعدم التعالى عليها ونقاشها ويتوالى الرد على "التعالى"، لتصنع "البطة" حالة مجتمعية نقاشية ثم يتساءل من لم يعرف البطة حول مستقبلها وحالتها النفسية ورغبتها أن ينساها الجميع نظراً لزواجها، ثم تبدأ حالة "الكوميكس" الخاصة بمشاعر البطة وإشكالية استخدامها واطلاق عليها اسم شيماء؛ لتتوالى بعد ذلك الأسماء.

وهكذا يشارك الجميع الاحتفاء والضحك والحزن والتساؤل والصمت فى صنع الحالة "الترندية" التى تستمر باقتدار إلى أن يظهر حيوان آخر يأخذ مكانتها من الانتباه .

رغم كل هذا الزخم "البطاوى" الذى لا علاقة له بأى شيء فى حياتنا بشكل واقعى؛ قد يتطور الأمر لحديث بعض الشخصيات ذات الحيثية للدفاع والهجوم حول البطة وقد يطلق عليها البعض "ظاهرة" ويظهر الجانب الآخر المهاجم وهنا تحرص الميديا بشكل عام على متابعة الموضوع وإضافة المزيد من "اللهيب" للتريند حتى لا ينطفئ! لندور بين "الحروب" التى تترك كل مرة "رماداً" يتجمع مع سابقيه لنحصل على بحر "الرماد" الذى يجعلنا غير قادرين على التنفس.

عزيزي القابض على التريند بصمتك وحزنك وضحكك وتساؤلك عنه ؛ اصنع بديلاً له حتى ينطفئ ناره وينشغل الجميع بما يفيد .