دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" اليوم (الأربعاء) حركة حماس للوقوف عند مسؤولياتها الوطنية، ووضع حد ينهي المأساة الوطنية الدامية التي وقعت في يونيو 2007 وطال أمدها، والتي راح ضحيتها المئات من أبناء الشعب الفلسطيني المناضلين، وألحقت الدمار والضرر السياسيين على القضية الوطنية التي استشهد من أجلها عشرات الآلاف من خيرة القيادات والشباب والنساء الفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم حركة فتح وعضو المجلس الثوري أسامة القواسمي، في تصريح صحفي اليوم - في الذكرى العاشرة لسيطرة حركة حماس على قطاع غزة ووقوع الانقسام الفلسطيني-:إن الظروف المحيطة بالقضية الفلسطينية يجب أن تكون دافعا قويا لدى حماس للتخلي عن مصالحها الحزبية الضيقة من أجل المصلحة الوطنية، وجمع شمل أبناء شعبنا من جديد، وتحكيم الديمقراطية طريقا ومبدأ ثابتا بيننا للفصل في القضايا الخلافية بدلاً من استخدام العنف وفوهات البنادق والسلاح.
ودعا القواسمي حماس "للنظر والتأمل بما يمر به شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة من أوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة وكارثية، والظروف السياسية الصعبة التي تمر بها قضيتنا وشعبنا وأمتنا العربية، وللنظر للنتائج السلبية الصعبة التي تسببت بها، واستخلاص العبر بدل المكابرة، والدفع قدما لتطبيق ما تم الاتفاق عليه لتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقلاب والانقسام، والعمل ضمن شراكة سياسية حقيقية دون مناورات أو تكتيك بهدف الخداع والالتفاف على تنفيذ الاتفاقيات والاتفاق على قاعدة أساسية عنوانها الوطن للجميع".
وقال القواسمي، إن هناك مئات الأسر الفلسطينية التي ما زال جرحها ينزف رغم مرور عشر سنوات على الانقسام، تنتظر من حركة حماس دون مكابرة الاعتراف بأخطائها الجسيمة، والاعتذار على ما تسببت به من جرح عميق باستباحة الدم الفلسطيني وإذلال الناس واستعبادهم، وضرب النسيج الوطني الفلسطيني.
ودعا حركة حماس لالتقاط الفرصة والاستجابة للمبادرة التي قدمها الرئيس محمود عباس من أجل إنهاء الانقسام وتعزيز الشراكة الوطنية، بدءاً من حل اللجنة الإدارية التي شكلتها في قطاع غزة وحكومة الظل والسماح لحكومة التوافق الوطني للعمل بحرية، والذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية.
وأعاد القواسمي مطالبة حركته لحماس "بضرورة استخلاص العبر من تجربتها المريرة، وعدم التدخل في الشأن العربي، وأن تتوقف عن تحالفاتها المتناقضة التي يتم نسجها وفقا للمصلحة الحزبية فقط وليس المصلحة الوطنية، وأن تدرك جيدا أننا كفلسطينيين بحاجة إلى كل العرب، لا أن نكون جزءا من تلك الخلافات، بالرغم من معرفتنا الجيدة للدول التي تقف مع قضيتنا تاريخيا وتدعمنا".