رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«المصور» التقتهم داخل ٥٧٣٥٧ «المتعافون».. عائدون من «جحيم الأورام»

14-6-2017 | 13:34


تقرير: شنودة سعد

عدسة: ديفيد أيمن

المرض من الممكن أن يصيب فردا واحدا فى الأسرة، لكن المعاناة لا تفرق بين المريض وأهله، فالكل فى الهم سواء، ومن الممكن أن تكون الأزمة أكبر لدى الأهل، عندما يكون المريض صغيرا بعد، لا يدرك حجم الكارثة، ولا يعى أبعاد المأساة، وهنا تكون الضغوط من نصيب الأهل، والشفاء، أملهم وحلمهم الوحيد الذى يرغبون أن يتحقق.

الدعم النفسى والمعنوى، مسئولية، جزء كبير منها يقع على عاتق الأسرة التى يوجد لديها مريض بالسرطان، فالأبحاث والدراسات الطبية لا تغفل الدور الذى يمكن أن تلعبه الحالة النفسية سواء للمريض أو من حوله، فى تحسن الحالة أو تأخرها.

داخل غُرف مستشفى ٥٧٣٥٧، هناك مئات القصص التى تروى «بطولات عائلات» قهرت المرض بصبر، ووصلت بمريضها إلى شاطئ «المتعافين» من المرض الخبيث، «المصور» التقت عددا منهم واستمعت إلى تفاصيل يوميات رحلة العلاج.

إياد سليم.. طفل تجاوز عتبات السنة الخامسة فى عمره، كان على موعد مع المرض الخبيث، غير أنه استطاع بدعم عائلته ورعايتها العبور من المرض، والوصول إلى شاطئ الشفاء، وعن تفاصيل تلك الرحلة قال والده: من أصعب اللحظات فى تلك المرحلة هى عند اكتشاف المرض فقد كان إياد يشعر بألم فى المخ وذهبنا إلى الطبيب وطلب عمل أشعات وفحوصات وبعدها ظهرت النتيجة بأن ابنى يعانى من «ورم» فى المخ، فور علمنا بالأمر حلت علينا صدمة كبيرة، فكل ما كنا نعرفه عن المرض أن نتيجته الموت، وأذكر أنه وقتها أصابتنى حالة من الحزن واليأس فـ»إياد» ابنى الوحيد وأعتبره سندى فى الحياة، ولم يكن من السهل علينا فى البيت تقبل الأمر بأى شكل من الأشكال.

«سليم» أكمل حديثه قائلا: بمرور الأيام بدأنا فى تدارك حقيقة الموقف الذى أصبحنا فيه، وإيمانى بالله تعالى ساعدنى كثيرا فى تقبل الأمر، وحاولت بعد ذلك السيطرة على حزنى وانفعالاتى والعمل على توفير الدعم النفسى والمعنوى لابنى، بعدما أخبرنى الأطباء أن هذا الأمر من الممكن أن يساهم بشكل كبير فى شفاء إياد من المرض الخبيث، وبكل عزيمة وإصرار بدأنا نتعايش مع هذا الموقف وقررنا إخضاع «إياد» للعلاج»، وذهبنا إلى مستشفى ٥٧٣٥٧ووجدنا الترحيب والقبول.

وتابع: كانت تجربة صعبة ومؤلمة بالنسبة لنا، صبرنا فيها جميعا وابتعدنا عن كل ما هو مقلق، وكان النجاح فى أن يكون العامل النفسى للأسرة مرتفعا حتى يصل هذا الإحساس إلى ابنى ولا يشعر بنوع من التخوف من الشفاء ، «قبل الشفاء كان هناك الأمل» بهذه الجملة تحدث «محمد» والد الطفلة «أسماء»، صاحبة السنوات الثلاث، وأكمل بقوله: السرطان لا تتم مقاومته بالعلاج فقط، إنما لابد وأن يكون هناك أمل، فالحزن والاستسلام هما أشد خطورة من المرض، وبفضل الله والتقدم الهائل فى مجال الطب لم يصبح الشفاء من أى مرض أمر مستحيل.

بعدما التقط أنفاسه، واصل والد «أسماء» رواية حكايتها، قائلا: حالة ابنتى كانت سيئة، وكنت أظن أن هذا المرض سيكتب نهايتها فى الحياة وتركت عملى وقتها لأكون بجوارها أثناء فترة العلاج، ولكن كان العلاج الأقوى بالنسبة لى هو الصلاة وقراءة القرآن، وبالفعل لم يتركنى الله وكان بجانبى لحظة بلحظة وكان تحسن ابنتى هو فضل ونعمة كبيرة، فتحسن ابنتى أعاد لى حلاوة الحياة مرة أخرى وأعاد الابتسامة والإقبال على الحياة والتفاعل فى المجتمع.