حوار: نورا حسين
عشت تجربة السرطان مع أقرب صديقاتى فكانت مرجعى فى «حلاوة الدنيا»، هكذا تحدثت الفنانة التونسية هند صبرى عن مسلسلها الذى يُعرض على الفضائيات خلال شهر رمضان، مؤكدة أن المسلسل ليس كئيباً وهو عمل إنسانى كُله مشاعر، ومن انتقد اسمه لمُجرد أنه يُناقش قضية مرض مؤلمة لم يُتابع أحداثه.
«حلاوة الدنيا» رسالة قوية لكل من يُعانى من مرض السرطان بأنه رسالة للتمسك بالحياة، حيث تدور قصة المسلسل حول فتاة تُدعى أمينة الشماع أصيبت بالسرطان،لكنها حاربت المرض، وتمسكت بالحياة.. ويعرض المسلسل حياة مريض السرطان بتفاصيلها، وأوجاع المرض، وتعامل الناس مع مريض السرطان وموقف المحيطين به.
«هند» قالت فى حوار مع «المصور» أردنا خلال المسلسل كسر الخوف من المرض لأنه سواء شئنا أم أبينا هو منتشر جداً فى المجتمع، ويجب أن نتعايش معه، المسلسل ركز على ما يعيشه مريض السرطان من مشاعر مؤلمة، وأهمية الدعم النفسى للمريض، فضلاً عن أهمية وقوف الناس جانبه حتى يستمد منهم القوة والأمل فى الشفاء،.. وإلى نص الحوار:
مسلسل «حلاوة الدنيا».. هل الاسم يعبّر عن أحداثه؟
من انتقد اسم المسلسل لمُجرد أنه يناقش قضية مرض مؤلمة، فـأنا أثق أنه لم يتابع أحداثه، لأن من يتابعه يعلم جيداً أن «حلاوة الدنيا»، هو الاسم الأنسب له، لأنه لم يقتصر فقط على تقديم المرض، لكنه يقدم قصصاً اجتماعية، وعلاقات صداقة. وأيضاً قصص حب.
وما موقفك من بعض ردود الأفعال التى تقول إن المسلسل يصيب المشاهد بالكآبة؟
«حلاوة الدنيا»، ليس كئيباً، لكننا نُقدم حال مجتمع، خاصة أن مرض السرطان أصبح مُنتشراً بشكل كبير، ونحن نفقد بسببه أعز الناس لنا، ونقدم أيضاً قصصاً مختلفة لمن يعانى مشاكل، مادية ونفسية، الحياة يوم حلو ويوم مر، ولكن يجب أن نتعلم من المر لكى نقوى على تحمل الحياة.. وعندما تابعت ردود الأفعال على «السوشيال ميديا» سعدت جداً بحالة التفاعل والتعاطف مع شخصية «أمينة».. وأتوقع المزيد من التفاعل فى الحلقات المقبلة مع تتابع الأحداث.
أثناء تحضيرك لدور «أمينة».. هل جلستِ مع مرضى سرطان لتقمص الدور؟
الحقيقة أنه كان لدى صديقة مقربة، توفيت بمرض السرطان - رحمها الله - وذلك قبل عرض العمل على بفترة صغيرة، وكانت الصدمة بالنسبة لى عندما قرأت الدور، لأننى كُنت مُتأثرة بها كثيراً، وعشت معها فترات ألم صعبة، وشعرت بأن هناك رسالة، وأن هذه علامة من عند الله، وعند قراءتى للورق استرجعت كل ما عشته معها، وفترات دعمى لها أنا وأصدقائى، وعند تقديم مشاهد مُعينة ألجأ إلى ذكرياتها، حتى أكون صادقة فيما أقدم من نظرات عين أو إحساس بألم أو الشعور باليأس وغيره من المشاعر التى رأيتها بعينى، وعشتها فى الواقع مع أقرب أصدقائى، فكانت هى المرجع لى فى كل ما أقدمه.
وهل تقديمك هذا الدور كان له تأثير سلبى عليك خاصة أنك طوال العمل تظهرين مريضة ودون شعر وشاحبة؟
كل من يعرفنى يعلم جيداً أننى لا أهتم كثيراً بأن أظهر بشكل رائع، لكن ما يهمنى هو أن أقدم دوراً رائعاً، ولم أفكر فى أى شكل أو شياكة على الإطلاق، ولكن كل دور له الشكل الخارجى المناسب له، وقد قدمت دور «أسماء» مريضة الإيدز من قبل، فهذا ليس جديداً على، ومن قبلها فيلم «مواطن ومخبر وحرامى»، وغيرهما من أدوار لم أهتم إلا بالدور فقط.
فى رأيك.. ما أهمية تقديم عمل درامى يدور حول مرض السرطان؟
نحن نقدم عملاً إنسانياً كله مشاعر، نبرز فيه ما يعيشه مريض السرطان من مشاعر مؤلمة، كما نوضح أهمية الدعم النفسى للمريض، وأهمية وقوف الناس حوله، حتى يستمد منهم القوة والأمل فى الشفاء، ونؤكد طوال الأحداث أهمية الدعم النفسى والتفاف الأهل والأصدقاء حول المريض.. أيضاً نكسر من خلال المسلسل الخوف من المرض، لأنه سواء شئنا أم أبينا، فهو أصبح منتشراً جداً فى المجتمع، ويجب أن نتأقلم مع هذه الحقيقة ونتعايش معه، ولكن لن نتركه يهزمنا وهذه هى الرسالة الأساسية «القوة والتفاؤل والإرادة».. هم أسباب مُحاربة المرض.
وما الذى جذبك لتقديم «حلاوة الدنيا»؟
عدة عوامل جذبتنى وشجعتنى على تقديم المسلسل، أولها، أن الشركة المُنتجة للمسلسل هى نفس الشركة التي أنتت مسلسلى «طريقى» و«جراند أوتيل»، وأرى أن هذين المسلسلين حققا نجاحاً كبيراً، رغم أن «جراند اوتيل» مأخوذ من فورمات أجنبي، ولكن تم تقديمه بشكل جيد، وهو ما شجعنى على تقديم هذا العمل المأخوذ أيضاً من عمل أجنبى رومانسى.. أما السبب الثانى والأهم فهو، أن هذا أول تعاون بينى وبين السيناريست تامر حبيب، الذى تجمعنى به علاقة صداقة قوية، بالإضافة إلى وجود مخرج كبير مثل حسين المنباوى.
هناك عدد كبير من الأعمال الدرامية هذا العام.. فى رأيك ما الذى يميز «حلاوة الدنيا»؟
«حلاوة الدنيا»، مسلسل قائم على المشاعر، ليس به أكشن أو إثارة أو رعب، ولكن المخرج حسن المنباوى اعتمد على المشاعر الصادقة، وهو اللون السهل الممتنع فى التمثيل، وأعتقد أن «حلاوة الدنيا» سيكون له حظ كبير فى الحلقات المقبلة، خاصة أن كل فريق العمل فعل كل ما فى وسعه، حتى نُقدم العمل فى أحسن صورة.