أوصت لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، برئاسة الدكتور يوسف عامر، بأن تقوم المؤسسات الدينية والوزارات والجهات المعنية بإعداد استراتيجية لمكافحة الإدمان وتعاطي المخدرات على مستوى الجمهورية.
وقال الدكتور يوسف عامر رئيس اللجنة، - في اجتماعه مع ممثلي المؤسسات الدينية ووزارة التضامن، لدراسة واقتراح آليات لمكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي- إن ظاهرةُ تعاطي المخدراتِ من أخطر ما يهددُ استقرارَ الأفرادِ والمجتمعاتِ على كافة المستويات، ولذلك حرصت الشريعةُ الإسلاميةُ أشدَّ الحرصِ على بيان حُرمةِ كُلِّ ما يؤدي إلى ذَهابِ العقلِ عمدًا، فالعقلُ مناطُ التكليف، وبه تنضبطُ تصرفاتِ البشر، ومن ثَم فإن الحفاظَ عليه يأتي في مقدمة المقاصدِ الشرعيةِ العليا الخمسة إذ به يُحفظُ الدينُ والنفسُ والمالُ والعرضُ.
وأكد عامر أن المخدراتُ سببٌ مباشرٌ في إتلاف العقل، وتدميرٌ لكيانِ الإنسانِ المادي والمعنوي، حيث تُعَرِّضُه لكثيرٍ من الأمراض العضويةِ الفتّاكةِ، كما أنها سببٌ في تدميره من الجانب المعنوي والإنساني، وبالتالي يتحولُ المتعاطي في أغلب الأحيانِ إلى خطرٍ حقيقي على حياة الآخرينَ وأموالِهم، وهو من قبل ذلك يكونُ خطرًا على نفسه، فيفقدُ المجتمعُ - مع وجود المدمنين - شعورَه بالأمن والاستقرار.
ولفت رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إلى أن صحةَ السكانِ قوةٌ دافعةٌ للنمو الاقتصادي؛ لذا اشتملت"خطةُ التنميةِ المستدامة: مصر 2030" على أهدافٍ كثيرةٍ تُعنىَ بصحة المواطن المصري، منها "القضاءُ على ظاهرة الإدمان، وخفضِ استخدام التبغ بين الأشخاص في مختلف المراحل العمرية".
واقترحت اللجنة، إنشاء وحدات لعلاج الإدمان بالمجان بمستشفيات جامعة الأزهر، لوجود الكثير من متعاطي المخدرات، ليست لديهم القدرة المادية للعودة للفطرة السليمة، خاصة وأن الأزهر لديه ٦ مستشفيات جامعية بالقاهرة وأسيوط ودمياط.
وأبدى الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، ترحيبه باقتراح اللجنة الدينية، ووعد بعرض الأمر على فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وبحثه في المجلس الأعلى للأزهر.
وأوصى الدكتور يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية، دار الإفتاء بأن تقوم بنشر الفتاوى المتعلقة بالمخدرات "تجارة أو تعاطي أو زراعة أو صناعة" بوسائل مختلفة.
من جانبه قال الدكتور أحمد ممدوح مدير الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية، إنه تم إصدار فتوى تجيز إخراج الصدقات لعلاج المدمنين، معلنا ترحيبه بتوصية الدكتور يوسف عامر بنشر الفتاوى المتعلقة بالمخدرات.
ورحب ممثلي الحكومة، بقيام لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ بالتنسيق بين الوزارات والمؤسسات المختلفة لإعداد الاستراتيجية في ضوء استراتيجية الدولة المصرية.
وأبدى ممثلي الحكومة، استعداد مؤسساتهم ووزاراتهم للتعاون والشراكة مع كل الوزرات والمؤسسات المعنية للقضاء على ظاهرة الإدمان وتعاطي المخدرات.
شارك في الاجتماع الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، والدكتور أحمد ممدوح مدير الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء، والدكتور نوح العيسوي رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب وزير الأوقاف، والدكتور أيمن أبو عمر وكيل الوزارة لشئون الدعوة، والدكتورة سماء سليمان وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، والدكتورة كاميليا صبحي عضو لجنة التعليم، ونهى شريف عضو العلاقات الخارجية، وأعضاء من لجنة الصحة والسكان، وممثل لوزارة التضامن الاجتماعي.