رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


المفتي يحسم الجدل حول الاحتفال بالعام الميلادي الجديد والتهنئة به

10-12-2021 | 23:08


الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية

دار الهلال

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الاحتفال برأس السنة الميلادية المؤرَّخ بيوم ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم- على نبينا وعليه السلام- والتهنئة به جائز شرعًا، ولا حرمة فيه؛ لاشتماله على مقاصد اجتماعية ودينية ووطنية معتدٍّ بها شرعًا وعرفًا؛ من تذكُّر نعم الله تعالى في تداول الأزمنة وتجدد الأعوام.

وأضاف مفتي الجمهورية- في تصريحات، الليلة: تعودت كلَّ عام أن أحضر احتفالات الإخوة المسيحيين في الكنيسة ليلة رأس السنة مجاملة لأصدقائي المسيحيين، ولكن أحد الأشخاص يقول لي: إن ذلك الفعل حرام.
وأوضح أن الشريعة الإسلامية قد أقرت الناس على أعيادهم لحاجتهم إلى الترويح عن نفوسهم، ونص العلماء على مشروعية استغلال هذه المواسم في فعل الخير وصلة الرحم والمنافع الاقتصادية والمشاركة المجتمعية، وأن صورة المشابهة لا تضر إذا تعلق بها صالح العباد، ما لم يلزم من ذلك الإقرار على عقائد مخالفة للإسلام، فضلًا عن موافقة ذلك للمولد المعجز لسيدنا المسيح عيسى ابن مريم- عليه السلام- الذي خلَّده القرآن الكريم وأمر بالتذكير به على جهة العموم بوصفه من أيام الله، وعلى جهة الخصوص بوصفه يوم سلام على البشرية، والنبي- صلى الله عليه وسلم- أَوْلَى الناس بسيدنا المسيح صاحب هذا المولد المبارك.

وأثنى مفتي الجمهورية على المواقف المشرفة والحكيمة لقداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، وأكد أن النسيج المجتمعي المصري لم يميِّز بين مواطن وآخر، في منظومة متناغمة تحقق العيش المشترك الذي تحيطه المحبة والتسامح والسلام، مشيرًا إلى أنه تم تتويج هذا التاريخ الطويل بافتتاح مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح في نفس اليوم وبحضور أكبر قيادتين دينيتين في مصر وبحضور ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي رسالة واضحة تؤكد أن المصريين جميعًا على قلب رجل واحد.

وفي سياق آخر، قال مفتي الجمهورية: "إنه من أهم مقومات حياة الإنسان ومعيشتِه صحتُه التي يستطيع بها تحقيق مراد الله تعالى منه، ورعايتُها وحسنُ تعاهدها والمحافظةُ عليها من الأمراض المؤذية والأوبئة الفتاكة؛ إذ الأمراض والأسقام هي أشدُّ ما يعرِّض النفوسَ للتلف، فحمايتها منها إحياء وحفظ لها، وحفظ النفوس مقصد شرعي جليل من المقاصد الكلية العليا للشريعة الغراء، بل هو متفق عليه بين كل الشرائع السماوية".

وأضاف أن ما يعيشه العالم في هذه الآونة من انتشار فيروس كورونا وما تسبب فيه من الوفيات الهائلة يجعل الأخذ بأساليب الوقاية كاللقاحات وإجراءات الاحتراز من الوباء مطلوبًا مرعيًّا، كما يجعل أخذَ دوائه الآمِن مِن الخطر عند توافره واجبًا شرعيًّا، وقد تقرر في قواعد الفقه أن للوسائل حكمَ المقاصد، فما يتوصل به إلى الواجب فهو واجب، وما يتوصل به إلى محرم فهو محرم، وحفظ النفوس من الهلاك واجب شرعًا، بل من يرفض العلاج فضلًا عن الوسائل الوقائية كاللقاحات فهو مضاد لمراد الله ومشيئته.