الفائزون بجوائز «النيل والرواد» يتحدثون عن مشوار حياتهم: نشعر باهتمام الدولة بحصاد نتائج البحث العلمى
تقرير يكتبه: صلاح البيلي
«الجوائز هى تتويج لمشورنا العلمي».. هكذا كانت الجملة التي أجمع عليها الفائزون بجوائز «النيل أو الرواد» التي أعلنت هذا الأسبوع، الفائزون طالبوا بوضع استراتيجية للبحث العلمى فى مصر لعدة سنوات قادمة، ولتكن متماشية مع استراتيجية التنمية المستدامة لمصر حتى عام ٢٠٣٠.
الدكتورة فينيس كامل، وزيرة البحث العلمى الأسبق، والحاصلة على جائزة النيل، أرفع جائزة مصرية عن مُجمل مشوارها فى العلوم، أكدت أن حصولها على جائزة النيل يُعد تتويجًا لمشوارى فى الحياة، والجائزة لا تُمنح فقط لمشوارى العلمي؛ بل للإقليمى والدولي.
و«د.كامل» صاحبة ١٧٠ بحثًا علميًا منشورة على المستوى الدولى، وهى صاحبة براءتين للاختراع، وصاحبة ١٢ مشروعًا قوميًا، و٣ مشروعات مع أمريكا، و٢٠ مشروعًا مع الكويت لحماية المنشآت الفلزية والهندسية، وشاركت فى ٩٠ مؤتمرًا عالميًا، وأشرفت على ٢٠ رسالة ماجستير.. وحصلت على لقب «سيدة العالم» للتميز فى مجال التآكل والحماية.
تقول «كامل» حصلت على براءتين للاختراع، الأولى فى حماية حديد التسليح من التآكل، والثانية فى ترسيب فلز اليتانيوم على المعادن، وتم تسويقهما لجهات علمية وصناعية فى أمريكا.
مٌطالبة بوضع استراتيجية للبحث العلمى فى مصر لعدة سنوات قادمة، ولتكن مُتماشية مع استراتيجية التنمية المُستدامة لمصر حتى عام ٢٠٣٠، وفق خطة وبرامج مُحددة يتم وضعها بواسطة باحثين، ولا تكن مُجرد آراء أو وجهات نظر، أو أحلام، أو اجتماعات صغيرة وقتية لا تُنفذ، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون البحث العلمى فى خدمة الاقتصاد، وهذا يتطلب تشريعات لتسهيل عمل المراكز البحثية لتتحول إلى مراكز تنمية تكنولوجية وابتكارات وليس مُجرد مراكز للبحث.
وقالت «كامل» يجب أن تكون هذه الاستراتيجية برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى حتى نُحدث ثورة للعبور من التخلف التكنولوجى الذى نُعانى منه، ولنبدأ فى مجالات الطاقة والمياه والزراعة.
فيما أضافت الدكتورة فايزة محمد حمودة، الفائزة بجائزة النيل، وهى أستاذ كيمياء النباتات الطبيعية المتفرغ بالمركز القومى للبحوث، تخرج على يدى العديد من الباحثين فى المركز والجامعات المصرية.
ونشرت «حمودة» ١٥٠ بحثًا فى كيمياء النباتات الطبية، وأشرفت على أكثر من ٢٠ مشروعًا قوميًا، وأكثر من ٤٠ رسالة دكتوراه و٤٠ رسالة ماجستير، وشاركت فى إصدار ١٣ كتابًا.
وتقول: شاركت فى مشروع مسح صحراء سيناء من سانت كاترين حتى العريش مرورًا بوسط سيناء بحثًا عن النباتات الطبية والعطرية، وكان هذا عقب معاهدة «كامب ديفيد» مُباشرة، لدرجة أننا لم نجد غير شركة للبترول فى سانت كاترين للمبيت فى عنابرها، وكُنا نرى آثار الحروب على جانبى الطريق من مدرعات ودبابات وأجزاء من طائرات مُحطمة.. ونجحنا فى دراسة جميع النباتات الطبية والعشبية فى سيناء، وعقدنا روابط صلة مع البدو والعطاين والعشابين منهم لنقل معرفة الحفاظ على تلك النباتات النادرة إليهم وكيفية زراعتها.
مضيفة: كان لى مشروع مماثل فى واحات مصر الغربية، واقتربت من عالم الطب الشعبى هناك، ودخلت البيوت والتقيت النساء، ووجدت امرأة تجاوز عمرها المائة عامًا وكانت موسوعة مُتحركة فى العلاج بالأعشاب.. وقد زرعنا من خلال مشروع قومى تموله أكاديمية البحث العلمى نبات «شوك الجمل»، الذى يستخرج منه مادة فعالة تسمى «سلمارين» وهى أعظم مادة فعالة بالعالم لعلاج أمراض الكبد من الفيروسات.
وعن النباتات التى توصلت لفوائدها الطبية، قالت «حمودة»: نبات «حب العزيز» وهو نبات لتنشيط خلايا الكبد وعرفه قدماء المصريين ويحبونه، ونتعاون مع الصين لزراعته واستخلاص المادة الفعالة منه. مضيفة: نشعر بنهضة واهتمام الدولة بحصاد نتائج البحث العلمى وإخراج كل ماهو كامن ليرى النور، بدليل أن غالبية مشروعاتنا داخل المركز تجرى بالتطبيق مع جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة.
فى ذات السياق، قال الدكتور حمدى عبد العزيز، رئيس مجلس المحافظين بالمركز الدولى للهندسة الوراثية، والفائز بجائزة الرواد عن مُجمل مشواره العلمي، إن سبب حصولى على جائزة الرواد نتيجة أننى أسست مدرسة علمية وقاعدة فى أحد علوم الصدارة وهو علم الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية، مضيفًا: ساهمت فى إحداث نهضة وطنية فى مجال الهندسة الوراثية، كما ساهمت فى إعداد الاستراتيجية العربية للتكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية بتكليف من «اليونسكو».
موضحًا أن بحوثنا فى مجال الهندسة الوراثية مُتقدمة وعلى نفس المستوى الدولي؛ لكن ينقصنا التطبيق على المستوى الوطني، ونحتاج لجهد أكبر لنصل لمنتجات وطنية ناتجة عن بحوثنا فى الهندسة الوراثية.. فلكى تصبح لنا سلع بالأسواق نحتاج لجهد ومراحل وحلقات، وأيضًا لا نزال بحاجة لتقوية بعض المجالات وتوعية بعض العلماء الشباب بالطرق العلمية الحديثة للوصول لنتائج جيدة.
وقال «عبد العزيز» إن الأجيال الجديدة من شباب الباحثين لديهم مُبادرات أعظم من مُبادراتنا زمان وفيهم أمل كبير وهذه سُنة الحياة. لكنه أكد أن البحث العلمى يحتاج لدعم على أعلى مستوى ورعاية تليق به باعتباره القاطرة الرئيسية للتنمية فى أى بلد تريد أن تنطلق.. وهذا الدعم مادى ومعنوى وبكل صوره.
بينما فاز الدكتور محمد نبيل يوسف أبو العينين، وهو من الرعيل الأول الذى التحق للعمل بالمركز القومى للبحوث، بجائزة الرواد كصاحب مدرسة علمية مُتميزة فى مجال كيمياء الصيدلة.
ودعا «أبو العينين» الدولة أن تتولى نيابة عن الباحثين تسجيل براءتهم فى الخارج، والإنفاق على البحث العلمي، لأن رسوم تسجيل البراءات الدولية ارتفعت بسبب ارتفاع سعر الدولار. لافتًا إلى أن شباب الباحثين ممتازين جدًا؛ لكنهم بحاجة لقيادة علمية سليمة وطموحة.