بالصور: «البيض».. الغلاء يلتهم بروتين الفقراء
«الأعلاف والتجار» سر ارتفاع الأسعار
«محرز»: تقليص دور الوسيط بين المنتج والمستهلك يطوي الأزمة
شعبة الدواجن: ضرورة تحجيم فوضى السوق
"محدش عاد بيشتري إلا ناس قليلة وحالنا وقف، والبيع تراجع بنسبة كبيرة والكميات اللي بتنسحب في يومين بقت بتقعد أسبوع، واللي بيشتري دلوقتي مجبور علشان كعك العيد".. كلمات وصف بها "محمد إسماعيل" صاحب محل لبيع البيض بمنطقة بولاق الدكرور في محافظة الجيزة، عمليات تدول بيع البيض في المنطقة، مؤكدًا أن الأسعار قفزت بطريقة جنونية خلال الفترة الأخيرة تخطت نسبة الـ25% غير عمليات النقل من المزرعة حتى توصيله للبائع والموزع.
ركود بالأسواق
وقال "إسماعيل" إنه يتسلم كرتونة البيض من الموزع بـ 42 جنيهًا وساعات 40 جنيهًا، لأنه بيقول أنه بيستلمها من المزرعة بـ35 وفي بعض الأحيان يصل سعرها إلى 38 جنيهًا، بتكلفة نقل وسفر وعمال فبتوصل للمحلات بـسعر يصل أحيانًا إلى 45 جنيهًا، ولفت إلى أن السعر غير ثابت يتغير من وقت للآخر لأن السعر يحدده الموزع على أساس استلامه من المزرعة.
وأشار إلى أنه يبيع البيضة البيضاء 140 قرشًا والحمراء 150 قرشًا، أما البيض البلدي فالواحدة تصل إلى 165 قرشًا، وأن الطبق الأحمر يبيعه الآن 45 جنيهًا والأبيض 42 جنيهًا أما البلدي يصل إلى الـ50 جنيهًا.
أما "أم محمد"، بائعة متجولة في الشارع، فأسعارها منخفضة نسبيًا لأنها تعتني بالطيور وتربيها في منزلها وتبيع منتجاته في المناطق المكتظة بالسكان، تقول وهي تفترش أحد الأرصفة بشوارع بولاق الدكرور، إنها تبيع البيضة البلدي 150 قرشًا والثلاثين بيضة بـ45 جنيهًا، وأن منتجاتها مضمونة لأنها من إنتاج الفراخ التي تربيها في منزلها.
وتضيف "أم محمد"- والتي تقطن في أحدى قرى محافظة الجيزة وتنتقل كل صباح لحي بولاق لبيع منتجاتها من البيض والجبن البلدي واللبن ومشتقاته:" إن الإقبال على الشراء أصبح قليل والناس معدتش بتشتري زي الأول معدش معها فلوس، واللي كان بياخد بـ50 بقى بياخد 20 وعلى فترات متباعدة، الغلاء بقى في كل حاجة والناس معدش معها فلوس".
تباين في الأسعار
في محاولة لمعرفة وجود تفاوت في الأسعار بين المناطق والأحياء المختلفة، انتقلنا إلى حي الدقي، حيث يصل سعر طبق البيض هناك إلى 50 جنيهًا والبلدي يتجاوز الـ60، حيث يوجد تباين كبير في الأسعار بين المناطق الراقية والشعبية، "جمعة إبراهيم" بائع في محل لبيع البيض في منطقة الدقي يقول، إن سعر البيض ارتفع في الفترة الأخيرة بشكل كبير قد يصل إلى 30%، ولفت إلى أنه يبيع طبق البيض الأحمر 52 جنيهًا وطبق البيض الأبيض بـ50 جنيهًا أم طبق البلدي فيصل إلى 65 جنيهًا، مشيرًا إلى أن الأسعار تختلف من يوم للآخر بحسب استلامه من الموزع الذي يستقطبه من المزارع بالمحافظات المختلفة.
كما وصلت سعر طبق البيض في منافذ القوات المسلحة المدعومة إلى 38 جنيهًا بدلًا من 33 جنيها، ويقول أحد العاملين بمنفذ بوسط القاهرة، إن أسعار البيض ارتفعت بشكل مفاجئ إلى 38 جنيهًا ولا يوجد بيض بلدي متوفر للبيع، والمتواجد نوعية البيض الأبيض ويتراوح سعره الآن من 38 إلى 40 جنيهًا، ويكون ذلك بحسب استلامه من الموزعين.
أصحاب المزارع: الأعلاف والأمصال وراء الأزمة
كما تواصلنا مع أحد أصحاب المزراع في محافظة الفيوم هاتفيًا، والذي أكد لنا أن أسعار البيض زادت داخل المزارع حيث وصل سعر طبق البيض إلى 35 جنيهًا وأن هذا السعر ليس احتكار أو قرصنة من أضحاب المزارع ولكن بسبب ارتفاع تكلفة أغذية الدواجن من أعلاف ولقاحات وأمصال وأدوية بشكل جنوني.
ولفت إلى أن الحكومة عليها خفض أسعار الأعلاف والأمصال حتى يتمكن أصحاب المزارع من توفير الغذاء اللازم والحماية الكاملة للدواجن قبل المطالبة بتقليل أسعار البيض، مشيرًا إلى أنه هناك ارتفاع جنوني أيضًا في أسعار الكهرباء والماء التي تقع على كاهل صاحب المزرعة غير عمليات النقل وسمسرة التجار والموزعين كل هذه العوامل تؤدي إلى ارتفاع أسعار البيض.
الزراعة: التجار تتلاعب بالسوق
وهذا ما أكدته الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والداجنة، قائلة:" إن ارتفاع أسعار الأعلاف والأمصال وراء ارتفاع تكلفة البيض بشكل رئيسي، فضلا عن احتكار التجار للسوق وتعطيشه في المواسم والمناسبات التي يقبل فيها المواطنين على الشراء، من أجل الاستفادة من فرق السعر.
ولفت إلى أن وزارعة الزراعة تتواصل مع شعبة منتجي الدواجن بالتنسيق مع وزارة التموين والتجارة الداخلية لاستلام البيض وبيعه في منافذ الوزارة؛ لمواجهة احتكار التجار والحد من الارتفاع الجنوني للأسعار، وتقليل دور الوسطاء بين البائع والمستهلك.
وعن مواجهة الزيادات المتكررة في الأسعار، أكدت أن الدولة ستحقق الاكتفاء الذاتي من البيض خلال الفترة المقبلة من خلال إنشاء مزارع في الظهير الصحراوي، وعدم تداول الطيور إلا من خلال المجازر الرسمية، فضلا عن تحقيق التحصين والأمان الحيوي.
شعبة الدواجن: الزيادة لا تتناسب مع المعروض
أما عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية، استهجن زيادة أسعار البيض خلال الفترة الأخيرة دون الإعلان عن أسباب مقنعة، لافتًا إلى أنه لا يوجد أي مبرر منطقي للزيادة التي تجاوزت الـ25%، مؤكدًا أن مصر تنتج كمية كبيرة من البيض فالمعروض يقترب من 10 مليارات بيضة.
ولفت إلى أن هناك احتكار واضح من قبل التجار الوسطاء الذين يتسلمون البيض من المزارع حتى تسليمه للباعة والموزعين، مستغلين إقبال المواطنين على البيض خلال رمضان وقبل حلول عيد الفطر لاستخدامه في إعداد كعك العيد.
وعن ضبط الأسعار ومواجهة الغلاء، شدد على ضرورة تشييد برصة يومية لتحديد أسعار البيض، بجانب تدخل حقيقي من الحكومة للحد من ظاهرة استغلال التجار واحتكار السوق.