كتبت: ميادة محمد
قال الكاتب المتخصص في التاريخ الكوري أندري لانكوف في مقال له بصحيفة واشنطن بوست، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، كان قد أكد عزمه على حل المشكلة الكورية الشمالية، مشددا على ضرورة تراجعها عن امتلاك السلاح النووي
وأوضح الكاتب بأنه على مدار 25 عاما ماضية، وعد كل رئيس أمريكي جديد بأن يفعل شيئا حيال الطموحات النووية الكورية، حيث حاول بعضهم بالمفاوضات، بينما زاد آخرون الضغط على بيونج يانج، لكن كلا النهجين لم يأتي بنتائج حتى الآن.
ويبدو أن إدارة ترامب تصنف كوريا الشمالية بين أكبر مشكلاتها السياسية، فاختارت الخط المتشدد، لكن مع تطور بسيط ،حيث يأمل ترامب في أن تنضم الصين إليه في تطبيق عقوبات صارمة حقا على بيونج يانج.
ولفت الكاتب إلى أن هذه المسألة تمت مناقشتها في قمة ترامب وتشي جين بينج في أبريل الماضي، حيث أوضح الرئيس الأمريكي أن بلاده على استعداد لإعادة النظر في بعض سياسات الولايات المتحدة المعادية للصين،إذا تعاونت الأخيرة بشكل كامل في قضية كوريا الشمالية.
ومع افتراض أن الصين ستشترك في توقيع عقوبات على كوريا الشمالية، فإن هذا الأمر سيضع الأخيرة على حافة كارثة اقتصادية، ما قد يدفع بيونج يانج إلى إعادة النظر في طموحاتها النووية، حيث تسيطر الصين على حوالي 90% من التجارة الخارجية لكوريا الشمالية، وتقدم أيضا مساعدات حيوية للبلاد بما في ذلك شحنات الوقود المدعوم.
لكن المشكلة أن بكين لديها أسبابا وجيهة لعظم توقيع عقوبات مشددة على بيونج يانج، ففي حين أن قادة الصين لا يرحبون بالبرنامج النووي لكوريا الشمالية ، إلا أنهم يخشون من أن العقوبات الشاملة حقا قد تدفعها إلى حافة الانهيار الاقتصادي الذي سيعقبه تفكك سياسي، ومن وجهة نظرهم فإن الحرب الأهلية ستجعل من كوريا الشمالية تهديدا أكبر، مما هي عليه وهي مستقرة ، والأسوأ من ذلك بالنسبة لهم هو ان الأزمة قد تؤدي إلى إعادة النمط الألماني وتتوحد البلاد تحت قيادة سيول، أي تكون هناك دولة كورية موحدة، من المحتمل أن تكون حليفة للولايات المتحدة وهذه نتيجة غير مرحب بها في بكين.
وبصرف النظر عن ذلك، فإن الخبراء الصينيون يعرفون أن كوريا الشمالية ترى أن الأسلحة النووية هي الضمان الوحيد لبقاء النظام ، وبالتالي لن تستسلم تحت أكبر ضغط يمكن تخيله، ومن هنا يرون أن تحقيق رغبة ترامب بمقاطعة الصين لكوريا الشمالية قد لا تأتي بالنتيجة المرجوة بنزع السلاح النووي ولكن من المرجح أن يثير ذلك الأزمة التي يخشى بكين منها
لذلك يرى الكاتب أن توقعات ترامب في غير محلها، حيث تفضل بكين التعامل مع حرب تجارية مع واشنطن أكثر من الدخول في حرب حقيقية، على الرغم من أنها لا تتعجل في إعلان هذا الموقف
وشدد الكاتب على أن البدائل أسوأ بكثير ، فالبديل الأول هو التفاوض وقد يكون غير فعال، حيث يعتقد أن ميم جونج أون يرغب في تطوير ونشر صاروخ باليستي عابر للقارات قاطر على ضرب الولايات المتحدة، وبالفعل يعمل مهندسوه على هذا المشروع بسرعة ملحوظة، ومن المرجح ان ينجحوا في تحقيق هدفهم خلال عدة سنوات، إن لم يكن أشهر، على الرغم أكد في يناير أن هذا الأمر لن يحدث
ومع ذلك فإن كوريا الشمالية قادرة على الهجوم على أمريكا ، وربما يصاحب ذلك وابل من المدفعية الضخمة ضد سيول، وقد تجد الولايات المتحدة نفسها تقاتل في حرب على أرض آسيا.
لذلك يجب أن يكون الأمريكان ممتنين لأن الصينيين يدرسون الآن التعاون بشأن العقوبات، وتضييع الوقت لحين الحصول على امتيازات من الولايات المتحدة بشأن قضايا أخرى.
وأوضح الكاتب أن ترامب سيستغرق وقتا حتى يدرك الحقيقة التي قبلها أسلافه بصعوبة، وهي أن المشكلة النووية الكورية الشمالية ليس لها حل سهل ،وفي الماضي كان يستغرق هذا الأمر عادة سنة او سنتين قل ان تتقبل أي إدارة جديدة هذه الحقيقة.