بالصور.. «الكعك» يسرق فرحة المصريين بالعيد
أيام قلائل تفصلنا عن عيد الفطر المبارك، ورغم انطلاق موسم شراء الكعك إلا أن محال الحلوى والمخابز تشهد إقبالًا ضعيفًا على شرائه، فضلا عن انخفاض الكميات التي يقتنصها المواطنين مقارنة بالعام الماضي، حالة من الركود الجزئي تخيم على المحال المخصصة لبيع كعك العيد، رغم اعتباره عنصرًا أساسيًا ومظهرًا ثابتة في احتفالات العيد، اعتاد عليه المصريون ولا يستطيعون التخلي عنه على مر السنوات الماضية والحقب التاريخية المتغيرة، إلا أن حالة الغلاء السادة أصابت سوقه بالشلل الجزئي وتراجع نسبة الإقبال عليه في مختلف الأحياء والقرى.
أصحاب محال الحلوى أكدوا لـ«الهلال اليوم» أن عملية البيع تراجعت بنسبة كبيرة خلال العام الحالي، فضلا عن تخفيض المواطنين للكميات الذين تعودوا على شرائها خلال السنوات الماضية، لافتين إلى أن الشركات والقطاعات العامة والخاصة قللوا أيضًا الكميات الذي يشترونها لتوزيعها على الموظفين والعاملين، كما أن بعض الشركات لم تقدم على الشراء حتى الآن.
الغلاء يقضي على رغبات المصريين
مجموعة من المتخصصين أرجعوا عملية غلاء أسعار «كعك العيد» إلى ارتفاع أسعار السلع والمواد الأولية التي تدخل في صناعته مثل الدقيق والسمن والزيت واللبن والبيض، والتي قفزت أسعارهم إلى الضعف، مؤكدين أن التكلفة الجديدة لتلك السلع أشعلت السوق وزادت من أسعار جميع الحلويات والكعك والبسكويت والبي تي فور والغريبة.
"جمال. حسن" أحد العاملين بمحل شهير لبيع الحلويات بوسط القاهرة، يقول إن المحالات تشهد إقبالًا متوسطًا تزامنًا مع بداية العشر الأواخر من رمضان، ولكن عملية الشراء ضعية مقارنة بالعام الماضي، وأن أغلب المتوافدين على المحال يكتفون بالمشاهدة وشراء كميات قليلة أقل من المتعارف عليه في مثل تلك المواسم، مؤكدًا أن أسعار الكعك ومشتقاته زادت عن العام الماضي بنسبة 40 % بسبب ارتفاع أسعار السكر والدقيق والمكسرات واللبن والبيض.
وكشف لـ«الهلال اليوم» عن قائمة أسعار الكعك الفعلي في محال وسط القاهرة قائلًا إن كيلو الكعك السادة بـ 85 جنيهًا، وكعك العجمية والملبن 85 أيضًا، وكعك عين الجمل 120 جنيهًا، وكعك الفسدق والغريبة 120 جنيهًا، أما البتي فور فالكيلو يصل 90 جنيهًا، أما البيتي فور بالمكسرات بـ110 جنيهات، والبسكويت السادة وبالبرتقال والشكولاته فسجلوا 75 جنيهًا للكيلو.
أما عن أسعار العلب الجاهزة المتنوعة، فلفت إلى أن سعر العلبة المشكلة من "كعك سادة- بيتي فور- بسكويت" وتزن كيلو 85 جنيهًا، أما العلبة التي تزن كيلو ونصف بـ 130 جنيهًا، والعلبة المشكلة الـ3 كيلو وهي عبارة عن "كعك عين جمل- كعك سادة- غريبة-بيتي فور ممتاز-بيتي فور لوكس-بسمويت" بـ290 جنيهًا، والعلبة الـ4 كيلو بـ385 جنيهًا.
الأحياء الشعبية الأقل سعرًا
ولكن "محمد جميل" صاحب مخبز لتجهيز وبيع الكعك بمنطقة "بين السريات" الشعبي، أكد أن أسعار الكعك أقل من أسعار منطقة وسط القاهرة والأحياء الراقية، قائلًا إن أسعار الكعك السادة يترواح من بين 60 إلى 70 جنيهًا بحسب إضافة المواد الأولية التي يصنع منها، أما البسكويت فيترواح من 30 إلى 45 جنيهًا، كما أن هناك كعك يصل سعره إلى 30 جنيهًا ولكن جودته ضعيفة مقارنة بالكعك الأعلى تكلفة.
ولفت "جميل" إلى أن الإقبال ضعيف رغم زيادة الأسعار بنسبة تصل إلى 25% فقط مقارنة بالمناطق الراقية التي تزيد أسعارها عن الأحياء الشعبية بقيمة 30 جنيهًا في الكيلو الواحد، مشيرًا إلى أن الأهالي خفضوا الكميات التي ييشترونها، فضلا عن أن البعض عزف عن اغتنام كعك العيد هذا العام، مؤكدًا أن الأزمة الاقتصادية وزيادة أعباء المعيشة هي السبب الرئيسي في عزوف المواطنين.
أما "سيد أحمد"، صاحب مخبز آخر لإعداد الكعك بمنطقة بين السريات، قال إن المواطنين يعيشون حالة من الأحباط واليأس رغم اقتراب عيد الفطر المبارك، الذين يستقبلونه بالفرح والسرور بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة والإجراءات الاقتصادية التي زادت من الأعباء على كاهل المصريين، لافتًا إلى أن المخابز تشهد من حالة الركود النسبي، ولكن هناك إقبال على الشراء لأن المصريون لا يستطيعون التخلي عن الكعك باعتباره مظهرًا أساسيًا من مظاهر العيد.
وعن حركة تداول البيع، أكد أن المصريين خفضوا الكميات التي يشترونها عن العام الماضي رغم أن الأسعار ليس مرتفعة للغاية، وهناك البعض لم يشترِ لوازم العيد بعد وهناك تخوف كبير داخل الأسر من الأزمات المالية، بسبب احتفالات العيد، كاشفًا عن أن البعض لجئوا للدين والاستلاف من أجل تغطية الألتزامات قبل العيد، والبعض الآخر قسط تكلفة الكعك على فترات دورية.
شعبة الحلوى: غلاء الكعك متوقع بعد الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة
اللواء صلاح العبد، رئيس شعبة الحلوى في الغرفة التجارية، أرجع زيادة أسعار "كعك العيد" إلى الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الأولية التي تدخل في صناعته، مثل الدقيق والسمن والزيت واللبن والبيض، عقب قرار تحرير سعر الصرف، والتي دفعت بتلك السلع إلى زيادة تقترب من ضعف الثمن الأصلي.
ولفت إلى أن أسعار كعك العيد ومشتقاته، ارتفعت بنسبة تزيد عن 20% عن العام الماضي، مما أدى إلى ضعف الإقبال على محالات الحلوى لشراء لوازم الكعك أو شراء الكعك الجاهز، مشيرًا إلى أن المصريين هجروا عملية تجهيز الكعك في المنزل واتجهوا كليًا لشراء الكعك والبسكويت الجاهز، حتى القرى والأرياف تخلت عن تجهيز الكعك في المنزل مما زاد من تكلفته، لأنه يعد ويجهز ويغلف في أفران مخصصة لذلك مما يصل إلى السعر الحالي.
وقال لـ«الهلال اليوم» إن زيادة الأسعار ستؤدي بشكل طبيعي إلى تقليل الكميات التي يشتريها المواطنين، حتى أغلب المحال جهزت علب تزن3/4 كيلو للتسهيل على المصريين في مواجهة الغلاء.
وعن توقيت زيادة الإقبال على محال بيع الكعك، أكد أن زيادة إقبال المواطنين على الشراء خلال الأيام الأخيرة من الشهر الكريم، ولكن الكميات التي يشتريها المواطنين ستقل على الأعوام السابقة، مؤكدة أن الإقبال على الشراء الآن يكون من جانب القطاعات والهيئات المختلفة لتوزيعه على العاملين.
وعن تراجع نسبة الإقبال، لفت إلى أن ضعف الإقبال متوقع بسبب الارتفاع الضخم في الأسعار مقارنة بالعام الماضي، وزيادة تكلفة المواد والسلع التي تدخل في صناعته، مضيفًا أن السوق سيشهد ترجعًا ملحوظًا في عمليات الشراء وليس ركودًا كما يتوقع البعض بسبب ارتفاع الأسعار، لأن الكعك ومشتقاته من أساسيات العيد.