لا يمكننا نسيان المشاهد المؤثرة للعازفين الثلاثة فى فيلم تيتانيك وهم يعزفون حتى الدقائق الأخيرة لغرق السفينة، وعند مشاهدة الفيلم اعتبر البعض أن هذا نوع من المبالغة الدرامية، ولكن فى مشهد مماثل فى الحقيقة انتشر مقطع فيديو يرصد  اللحظة المؤثرة التي يعزف فيها رجل ترنيمة جميلة على بيانو كبير مشبع بالمياه في  منزله بعد أن دمره إعصار كنتاكى. 

وحسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال " البريطانية، جلس جوردان بايز ، 34 عامًا ، على الآلة التي كانت غرفة معيشته فيها بعد أن دمرت العاصفة القاتلة الجدران والسقف ، مما جعله محاطًا بالحطام في مشهد كئيب في بريمن ، كنتاكي.

تظهر اللقطات التي التقطتها زوجته ويتني براون ، 32 عامًا ، جوردان جالسًا على البيانو وهو يعزف الترنيمة المسيحية وكانت ويتنى تحاول  إنقاذ كل ما في وسعها وكانت تغربل الملابس عندما سمعت الموسيقى تعزف بعد أن ضرب الإعصار المدينة.

جوردان الذى كان يعزف على البيانو لمدة 25 عامًا ، لم يكن يعلم أن زوجته تقوم بالتصوير في ذلك الوقت وبعد مدة قصيرة انتشر الفيديو بشكل كبير .

وقال الرجل لصحيفة وول ستريت جورنال: أنا لست من النوع الذي يحب البحث عن الأضواء ، لكني أعتقد إذا نظرنا إلى الوراء الآن ، أنا سعيد بحدوث ذلك أنا سعيد لأن الكثير من الناس قد تأثروا. لقد كانت لحظة صادقة وصادقة خاصة إذا جلب ذلك السلام والأمل للكثيرين. 

تُظهر اللقطات الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمنزل مع سقوط جدار خارجي ، والزجاج المهشم في كل مكان ، والأرائك الممزقة والعوارض الخشبية المكشوفة.

اختار جوردان الترنيمة ليعزفها ، مدركًا أنها قد تكون آخر مرة يعزف فيها على البيانو ، لأنه قال: لقد دمرت مملكتي الصغيرة التي تبلغ مساحتها 13 فدانًا. 

وتقول زوجته كنت أقف في غرفة نومه أحزم كل ما يمكنني إنقاذه وسمعت أجمل صوت بر غم ان كل شيء من حوله تحطم.

تعرض البيانو لأضرار بسبب المياه ، وكان به مفاتيح مفقودة ، ولم يكن يعلم أنني كنت أصور ، لكنه لا يزال يستخدم موهبته لتمجيد إلهه بأفضل طريقة عرفها و استمتع بعطيته التي وهبها الله.

قبل أيام فقط من حدوث الإعصار ، عاد ويتني وجوردان إلى كنتاكي بعد زيارة ديزني وورلد في فلوريدا مع أطفالهما  .

يقيم الرجل الآن في غرفة نوم منزل طفولته القريب ويأمل في إعادة بناء المنزل الذي تبلغ مساحته 13 فدانًا والذي كان في عائلته منذ عقودلكن مستقبل البيانو أقل تأكيدًا حيث يستمر الماء في التأثير على الآلة الموسيقية.

هذا وقد ظل آلاف الأشخاص بدون كهرباء أو تدفئة أو ماء بعد خمسة أيام من اجتياح أكثر من 30 إعصارًا في أربع ولايات.

وقتلوا ما لا يقل عن 88 شخصا في أربع ولايات خلال عطلة نهاية أسبوع من المذابح وهدم المنازل وقطع خطوط الكهرباء ولا يزال أكثر من 100 شخص في عداد المفقودين ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى.