ظهور المنتخب المصري الأول لكرة القدم بهذا المستوى المتذبذب في كأس العرب ذات الإشراف الدولي، يجرئ علينا منافسونا المتوقعين في المواجهة المصيرية المؤهلة لكأس العالم، حتى إن هناك لاعبين من المنتخبات المتوقع ملاقتها، جاهروا بتمنيهم ملاقاة مصر، لأنها الطرف الأضعف والأسهل، ومنهم التونسي حنبعل المجبري، الذي أثار ضجة بكلامه، وحاول التوانسة التهرب مما قاله المجبري، رغم إنه صحيح!.
فلماذا نغضب من بعض الصراحة، التى من المفروض أن تجعلنا نتيقظ لما نحن فيه من مستوى ضعيف، جعل الكثيرون يتجرؤون في الحديث علينا، بعدما كانت مصر كبيرة، وكان من الصعب أن يمسها الصغار أو حتى الكبار!
كان من المخجل والمحزن، أن نرى المنتخب المصري بهذه الرعونة واللامبالاة في مباراة الجريحين بينها وبين المنتخب القطري، فكان من المفروض وفق الذهنية المصرية أن نظهر بشكل رجولي، نعوض إهانتنا أمام المنتخب التونسي، لكن للأسف لقد احترفنا الوهن، حتى تغلبت علينا قطر، في مشهد غاضب، ومؤشر خطير سيترتب عليه خروج غير مستبعد مهين آخر من المعركة المرتقبة للصعود للمونديال!
لم أعتد مصر هكذا، فلقد تربينا على روح التطوير والمثابرة وحب الفوز لا الركون للهزيمة والاستسلام لمن يتصورون أنهم أقوى منا، وكان كل هذا للأسف مؤهلا لهذا التجرؤ على مصر الكبيرة، لهذه الدرجة.
الأمر في غاية الخطورة، فالتجرؤ علينا، أصبح اعتياديا، وكل من هب ودب يتقول علينا، ويحرز فينا أهداف!
أتمنى أن نتيقظ، لأن الآوان فات فعلا، ولم يعد لدينا رفاهية الخطأ مرة أخرى، أو الاستسلام لهذه الأجواء الصعبة داخليا وخارجيا!
وكلنا ندعو أن نصحو من هذه الغفلة، التي تحتاج مواجهة فورية لكل الأخطاء الكارثية، لنحقق أحلامنا في مصرنا التي نحلم بها، ونصعد للمونديال بأداء عالمي، لا عروض مخزية تحرق الدم، وفي النهاية نتجرع الهزائم، فتضيع فرحة المصريين حتى بكرة القدم!