رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ملاعيب شيحة !

14-1-2017 | 21:21


تخارج الدكتور كمال الجنزورى من دوامة القوائم ، وترك الجمل بما حمل ، غاضبا من " تلسين " نفر من رؤساء الأحزاب أمام الرئيس ، على قائمته " فى حب مصر " التى عكف على إعدادها برؤية وصبر وأناة شهورا ، وما إن نضجت حتى صار الكل يقطع فى لحمها بالسكين ، واتهموا القائمة ظلما وعدوانا بانها قائمة الرئيس!.

نفد صبر الجنزورى على ملاعيب الأحزاب ، ولا ملاعيب شيحة ، وترك الساحة خالية من قائمة وطنية تمثل التيار المدنى العريض خير تمثيل وقادرة على الوقوف امام قائمة التيار الإسلامى تحت لافتة "حزب النور" الذى استطاع أن ينجز قوائمه باكرا ، وغوى أقباط استكمل بهم قوائمه ، وتحصل على المركز الأول فى القوائم ، وحلق عاليا فى أوراق التصويت ، تاركا وراءه نحو ثمانى قوائم مدنية تأكل فى لحم بعضها سياسيا وإعلاميا وتتبادل الاتهامات ، مرة بالتبعية للرئاسة، ومرة بالفلولية ، ومرة بالاستخباراتية.

اللجنة العليا للانتخابات مضطرة أجلت إغلاق باب الترشيح لمرتين متتاليتين لعل وعسى يتفقون ، ولن يتفقوا ، وسيدخلون كما دخلوا اول مرة فى انتخابات برلمان الاخوان ، شيعا وأحزابا ، مشتتين ، متنازعين ، بفعل الأطماع الصغيرة التى اعتملت كالعمل الشرير فى نفوس شريرة لاترى سوى ذواتها المنتفخة ، وقوتها الموهومة ، وأسمائها اللامعة فى فضائيات الليل وآخره دون أن تدرى من أمر نفسها شيئا ، ولا تعمل لأجل وطنها الذى يكاد يتمزق ، وتثبت مرة انها على قدر الآمال المعقودة عليها لإنقاذ الوطن من وهاد يترى فيها .

هذه الأحزاب التى تربو على مائة حزب ، عدد أعضائها فى أحسن تقدير لا يجاوز المليوني عضو من عدد خمسين مليون ناخب هم المجمع الانتخابى على أقل تقدير ، تساوى فقط اربعة فى المائة لو ذهبوا جميعا إلى الصناديق ، هل هذا كاف لتصل هذه القوائم إلى البرلمان، أشك ، وأخشى من تفتت القوى السياسية على ثمانى قوائم عمل ، كما أن الهجوم على رموز هذه القوائم أهال على بريقها الشعبى التراب ، وانسحاب رموز لها وزنها ابتداء باللواء مراد موافى ثم عمرو موسى ثم الدكتور كمال الجنزورى ، فضلا عن غيبة الفريق أحمد شفيق ، وإبعاد الدكتور مصطفى الفقى ، وخناقة نجيب ساويرس ومصطفى بكرى ، كل هذا وأكثر منه حصل ومعلوم ومنشور ، ومالم ينشر أكثر ، وماجرى يندى له الجبين .

أطماع صغيرة فى مقاعد قليلة 120 مقعدا ، تاركين 420 مقعدا فرديا فى مهب ريح الحزب الوطنى العائد قبليا وماليا ، ووجوه الإخوان الاحتياطية التى ستترشح خفية على قوائم حزب النور الذى لم يجد غضاضة فى أن يحتضن علانية الفلول (إخوان ووطنى)، ويتخذ منهم عونا فى معركة يطمح فيها إلى الثلث المعطل للدولة المصرية ، كما يفعل حزب الله فى لبنان ، ومازاد خير وبركة .

ويزيد الشك أن قائمة التيار الإسلامى (قـــائمة حـــزب الــنـــور) حتى الآن والى نهاية الانتخابات على قلب رجل واحد ، وتضمها لوائح حزب واحد ، وتتمول من معون واحد ، وستنفق على هذه الانتخابات إنفاق من لايخشى الفقر ، ولم تتعرض لهجمات إعلامية ، ولا لفتن سياسية ، قوائم مصمتة على مافيها ، كما إنها نضجت فى هدوء وثقة فى أصواتها التى ستذهب سمعا وطاعة إلى الصناديق ، كتلة التصويت فى التيار الإسلامى متماسكة فى مواجهة كتل تصويتية متناحرة ، الصوت الإسلامى سيذهب مباشرة الى القائمة الأقرب ولو أختلف مرحليا معهم ، قائمة حزب النور، والصوت الليبرالى سيتشتت ، وربما قنط واحتجب ، من ذا الذى يستحق صوتا هائما تائها، لا يعرف من يحب مصر اكثر ، على حب مصر يتنازع المتنازعون .

الهجمات الشرسة المتبادلة بين القوائم المدنية ستصب فى نهاية التصويت فى صالح القائمة المتشحة إسلاميا (قائمة حزب النور)، ولأن الاحزاب المدنية ثبت بالدليل القاطع ليس لها كبير ينظم تحالفاتها ، وليس لها حزب قائد يقودها ، وليس لها تقدير لما يمكن ان تصير إليه الأمور ، وتبحث عن مقاعد مضمونة فى قوائم قريبة من الرئيس ، وتتقاتل على عدد المقاعد المضمونة ، نموذج ومثال ، ماجرى بين حزب الوفد وقائمة فى حب مصر ، والمفاوضات الشاقة على زيادة نصيب الوفد مقعداً او مقعدين ، كلها تؤشر على ما ألم بهذه الاحزاب من سعار انتخابى ، يقسمون التورته قبل أن تدخل فرن الانتخابات ، كيف يكون هذا الصراع الضارى فى حب مصر ، أعتقد أن حب نصر يبدأ باإيثار و ليس بالأثرة .

يتنابزون بالخبرات السياسية و الانتخابية و هم جميعا فشلوا أمام الغخوان و التابعين فى انتخابات 2012 يوم ذهبوا الى الانتخابات شيعا و أحزابا فهزمهم الإخوان شر هزيمة استولوا على الدولة و هم يتناحرون ، و لما استرد الشعب وديعته دولته من براثن الاخوان ، و عولهم ، و طردهم  ، لم يعووا الدرس ، عادوا الى سابقتهم المخزية ، عادت ريما لعادته القديمة .

ركبوا فوق أكتاف الشعب كا منهم يعلن أنه محرك الثورة و دينامو التغيير فى وجه الاخوان المجرمين ، حتى من ترشح منهم على قوائم الاخوان ، لم يختش على دمه و قاطع الانتخابات التى يعلم جيدا أنه فاشل فيها لا محالة ، إذا لم يجد كتفا يركبه ، أو محسنا كريما يلقى إليه بفتات المقاعد ، يعلن العصيان و ادعى المقاطعة ، و ذهب يجرح فى جسد وطن مسخن بالجراح ، و يصب فى بئر الإخوان المسموم من جوفه الفارغ من كل مسؤلية تاريخية ، و سياحسبهم التاريخ جميعا ، من باع الوطن للاخوان ، و من تحالف مع الإخوان ، و من دعم الإخوان .

عجبا يقاطعون انتخابات مدنية و كانوا مقبلين مهللين مكبرين على غزوة دينية ، يفضلون الغزوات فيها نصيب من المغانم و انتخابات حقيقية يجفلون و يعودون القهقرى ، و يتشرطون نصيبا من المقاعد أولا ، ثم جميعا يتباكون ، و يذرفون الدمع الهتون ، الحق الحزب الوطنى عائد ، لماذا لا تترشح يا هذا و تهزمه ، الاخوان عائدون لما لا تتحد و تهزمهم .

أخشى أن حزب النور حسم معركة القوائم مبكرا ، و قلنا الأفضل القردى قالوا اطلعوا من البلد ، قلنا القوائم مطمع ، قالوا القائمة الوطنية ، لسنا أقل من نداء تونس ، قلنا القوائم ستكون الصخرة التى ستتحطم عليها جبهة 30 يونيه قالوا الجبهة تتحدى ، قلنا و قالوا ، ولكن لا يسمعون ، و الان يتباكون ، و بدلا من الاتحاد قوة ، و عضو فى البرلمان لحزب أبرك من عشرة ، و تحالف حد أدنى أفضل من ثمانى قوائم ، لكنهم فى غيهم سادرون ، بأيكم المجنون الذى يصدق أن أيا من هؤلاء يتطوع انتخابيا فى حب مصر ، حتى لو كان مرشحا فى قائمة تتسمى " فى حب مصر " .

كتب  :حمدى رزق