رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أمير كرارة عن «كلبش»: «خُفت من اتهامى بالتطبيل للداخلية»

21-6-2017 | 14:10


حوار: نورا حسين

سليم الأنصارى.. دور مكتوب على الورق فى مسلسل يحمل عنوان «كلبش»، فى البداية رفضه الفنان أمير كرارة، خوفا من الوقوع فى «فخ التكرار»، غير أنه سرعان ما وافق «أمير» تقديم الشخصية بعد قراءة السيناريو، واكتشافه أنها تحمل أبعادا وزوايا جديدة من الممكن أن تساهم فى إظهار قدراته الفنية، وتجعله يتحرك ١٨٠ درجة.

«كرارة».. لم يكن يتوقع النجاح الذى حققه «كلبش» بين صفوف ضباط الشرطة، والمشاهدين بوجه عام، لكنه فى الوقت نفسه، لم يخف إعجابه بالسيناريو وطريقة كتابة الشخصيات، والأداء الذى قدمه مخرج العمل، مؤكدا أن جميعها أسباب ساهمت بأن يصبح مسلسله هو الأكثر مشاهدة فى رمضان .

«صورة متوازنة».. أمر حاول «كرارة» الحفاظ عليه خلال تقديمه الشخصية، ورغم أن قائمة أصدقائه تضم الكثير من ضباط الشرطة، إلا أنه لم يحاول تقليد حركة أحدهم أو أسلوبه بالكلام، بقدر ما حاول إظهار «سليم» فى طريقة تعامله وارتدائه ملابسه بأنه إنسان عادى.

«كرارة» تحدث أيضا عن موقفه من اتهامه بـ»تجميل وجه الشرطة»، وخشيته من التورط فى «التطبيل للداخلية»، وأمور أخرى فى الحوار التالى:

بداية.. حدثنا عن كواليس اختيارك لبطولة «كلبش»؟

فى سبتمبر الماضى، تلقيت اتصالا هاتفيا من المنتج محمد عبد الحميد، الذى طلب أن يتعاقد معى على عمل يُقدم خلال رمضان عام ٢٠١٧، وبعد الاتفاق على الأمر لجأنا إلى قصة كتبها المؤلف هشام هلال الذى تعاونت معه فى أكثر من عمل مثل «طرف ثالث» و»حوارى بوخارست» و»تحت الأرض»، وبالفعل تم التجهيز لعمل ما، وكانت فكرتى أنا والمؤلف هشام هلال، لكن بعد الانتهاء من تجهيز الفكرة والاتفاق على البدء فى تنفيذها وجدت أنها قريبة من أعمال سبق أن قدمتها، وشعرت وقتها بضرورة التغيير حتى لا أقع فى فخ «التكرار».

بعد فترة جمعنى لقاء ثان بالمنتج محمد عبد الحميد، الذى عرض علىّ مسلسل «كلبش».

سليم الأنصارى.. تعتبر الشخصية الأولى التى تقدم فيها دور ضابط الشرطة.. كيف استعددت للشخصية؟

شخصية «سليم» فى «كلبش» تعتبر من أصعب الأدوار التى قدمتها خلال مشوارى الفنى، واستعددت لها منذ وقت طويل قبل البدء فى تصويرها، وكنت أعتمد فى رسم الشخصية على «الورق المكتوب» الذى قدم الدور فى أحسن حالاته، إضافة إلى أننى لدى أصدقاء يعملون ضباط شرطة، وهو ما ساعدنى كثيرا، لأنى تعايشت معهم وأعرف جيدا طبيعة عملهم.

رغم حديثك عن شخصية «سليم» لكنك رفضت الدور فى البداية.. ما الأسباب التى دفعتك لرفضها أول مرة؟

عندما قرأت السيناريو وجدت الشخصية لـ»ضابط شرطة»، فرفضت وذلك ليس اعتراضا على ضباط الشرطة، لكن لأننى تخوفت من أن أقدمه بشكل يكون أقل من الذين سبق أن قدموا الشخصية ذاتها، أو أن أقع فى فخ «التقليد» ولا أقدم جديدا يضاف إلى شخصية الضابط، إضافة إلى حساسية الوضع بين ضباط الشرطة والشارع والناس، وعندما قرأت الورق فى المرة الثانية قلت لنفسى لابد أن أقوى قلبى حتى أنتقل ١٨٠ درجة، وأتمكن من تقديم دور جديد لم يسبق أن قدمته.

هل كنت تتصور ردود الأفعال بعد عرض عدة حلقات من «كلبش»؟

«ربنا كرمنا بطريقة غريبة» ووجدنا المسلسل تسبب فى ضجة فى الشوارع وذلك منذ أولى حلقاته وشعرت أنه مختلف عن كل الأعمال التى سبق أن قدمت شخصية الضابط، كما أننى اكتشفت أن أول جمهور أحب شخصية سليم هم ضباط الشرطة، ليس هذا فحسب، لكننى أتابع تفاعل عدد منهم على «فيس بوك»، وقولهم «أمير كرارة قدم ما بداخل قلب كل ضابط» وهنا قلت إننى كسبت الضباط وخسرت الشعب، لكننى وجدت أيضا الشارع انشغل بالمسلسل، وكانت هذه هى المعادلة الصعبة بأن تكسب الطرفين.

برأيك.. ما السر الذى جذب المشاهدين لـ»كلبش»؟

لن أقول لك أن ضباط الشرطة أحبونى لكونى ممثلا عبقريا، لكن هناك حوارا أقدمه لمس كل ضابط شرطة لأنها مشاهد حية يعيشونها، مثلا مشهد مع والدته وهم يقولون لها «تعالى استلمى جثة ابنك من المشرحة» أو مثلا إحساس وقوفك فى كمين شرطة وأنت تنتظر طلقة رصاص تأتى فى أى وقت لتنال الشهادة، هذه المشاهد يعيشها الضابط ليل نهار، لدرجة أن ضابط صديقى قال لى: «مشكلتنا أننا دائما حاسين أن حاميكى أرخص ما فيكى»، ولذلك شعروا بالسعادة عندما وجدوا أن الناس تعاطفت مع سليم الأنصارى، لأن هناك عددا كبيرا من ضباط الشرطة مظلومين.

هل استعنت بضباط شرطة من أصدقائك فى مرحلة الاستعداد للشخصية؟

كما سبق أن أشرت، لى أصدقاء ضباط شرطة، لكننى لست من النوع الذى يلاحظ طريقة الكلام والأفعال، وسليم الأنصارى حاولت تقديمه بشكل مختلف ولم أجعله يظهر مرتديا «صديرى وكرافت»، فالضباط مثلهم مثل أى شخص يرتدون «تى شيرت وبوط وجينز»، وفى الحقيقة «ماهر» قدم حوارا ممتازا، واستطاع الاقتراب من الناس، والحمد لله كل الدفعات قدمت لى جوائز ودروعا تكريمية وهذا التكريم كان يمثل لى الكثير.

ما رأيك فى ضابط الشرطة بعد تقربك منهم فى «كلبش»؟

أحب ضباط الشرطة، وهم مثل أى مهنة هناك الصالح وهناك السيئ، مثل الأطباء والصحفيين والمحامين ولا أحد يستطيع الانكار أن ضابط الشرطة هو من يتولى مسئولية حمايتنا، مع الأخذ فى الاعتبار أنها المهنة الوحيدة التى تنتظر الشهادة فى أى لحظة.

والمسلسل كان عادلا عندما قدم ضابطا تعرض للظلم من أشخاص يعملون فى وزارة الداخلية، لأنه يقدم عمله بضمير، وهذا أيضا يحدث فى الحقيقة لذلك أقول ليس من الصحيح التعميم، حتى لا نظلم أولادنا وأصحابنا وأشقاءنا من ضباط الشرطة الشرفاء. 

 ألم تخش بعد قبولك دور سليم الأنصارى أن يتم اتهامك بـ»تجميل وجه الداخلية»؟

بالفعل.. كنت خائفا جدا من اتهامى «بالتطبيل» للداخلية واستفزار الناس بمسلسل عن ضابط مظلوم، ولم أتوقع هذا النجاح، وحديث الشارع على أنه المسلسل رقم (١)، وكنت أظن فقط أنه يدخل فى المنافسة، فوجدت أن الله كرمنى أكثر مما أتخيل، وكسبت مشاهدة الناس وتعاطف الضباط.

من وجهة نظرك.. هل يمكن القول أن «كلبش» نقطة فارقة فى مشوارك الفنى؟

«كلبش».. «حقيقى، فرق معايا كثيرا» واستطيع الآن القول أن نجاحه بحجم أعمال الخمس سنوات الماضية.

هل ترى أنك غيرت بعضا من الصورة الذهنية للناس عن «ضابط الشرطة» بـ»كلبش»؟

الناس بعد هذا المسلسل، رأت ضباط الشرطة بشكل آخر، وشعروا بهم وبالمعاناة التى يعانيها الضابط، وأعتقد أننى ساهمت ولو بجزء فى تقديم صورة حقيقية لمعاناة رجال الشرطة واصلاح علاقة الشعب بالشرطة خاصة بعد المشاحنات التى حدثت بينهما بعد ٢٥ يناير.