د. أمانى ألبرت,
بعد أن كان الصعيد منسياً ومهملاً لعقود طويلة، يشهد هذا الأسبوع افتتاحات متعددة لعدد من المشروعات القومية المرتبطة بالطاقة والبترول والثروة المعدنية، والقطاع الصحي، وتنقية ومعالجة مياه الشرب والزراعة والتعليم العالي والصرف الصحي، وافتتاح عدد من المدن الجديدة والمشروعات السكنية، والمناطق الصناعية، بحضور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من الوزراء والمحافظين ورجال الدولة، كمشروعات تضع الصعيد من جديد على الخريطة وتجدد الأمل بعدم اقتصار اهتمام الدولة على المحافظات السياحية والاستثمارية والعاصمة بل بالصعيد أيضاً.
الصعيد الذي يمثل 73% من مساحة مصر، ويعيشه قرابة ثلث سكان مصر، ظل سنوات طويلة بلا مشروعات خدمية أو تنموية جديدة، وكأنه لم يكن على الخريطة أو كأنه رقعة منسية من أرض الوطن، ولكن ما يحدث الآن هو ثورة تنموية كبرى بدفع عدد كبير من المشروعات القومية التي تستهدف تحسين مستوى الحياة، فبعد أن كان منسياً نال خلال 7 سنوات حوالي 400 مليار جينه للمشروعات.
إن ما يحدث هو تطبيق فعلي لحياة كريمة في ظل رؤية مصر 2030 وانطلاقاً من مبادئ الجمهورية الجديدة وهي الارتقاء بجودة الحياة وتحسين مستوى المعيشة، فقد كانت الخدمات قبلاً محدود ودون مستوى الكفاءة وكان أهالي الصعيد يعانون من قلتها أو عدم جودتها، وكانوا يزحفون للعاصمة والمدن الساحلية طمعاً في دخل مادي أكبر، أما الآن فالواقع يتغير ليرسم على الخريطة بقعة خضراء مليئة بالتنمية من جديد، ليس فقط على مستوى الخدمات المقدمة ولكن على مستوى المشروعات الاستثمارية ما يخلق فرص عمل أكبر.
إن رؤية القيادة السياسية ليست مجرد كلمات ولكنها أفعال ملموسة ومطبقة على أرض الواقع، تبعث الأمل على أن الغد حتما أفضل، وإن كان مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، فهذه الخطوة نحو الصعيد خطوة عملاقة، وخطوة وراء أخرى يكتمل البناء وتتحقق التنمية وبالتالي الرضا لشعب الأرض الطيب.